18 ديسمبر، 2024 11:11 م

معركةُ ” رفح ” لم تبدأ بعد .!!

معركةُ ” رفح ” لم تبدأ بعد .!!

على الرغم من دخول قوات إسرائيلية الى الجزء الجنوبي – الشرقي من رفح , من دونِ مواجهة رصاصةٍ واحدة , وبعد ان هجّرت سكّان هذه المنطقة من النازحين , الذين سبق لهم النزوح من مناطقٍ ومدنٍ اخرى من القطاع الى رفح , والآن مرغمين قسراً وعنوةً للنزوح الى امكنةٍ اخرى , ومعظمها مستهدف من الطيران الأسرائيلي وبالتالي دخلت الدبابات الإسرائيلية الى منطقةٍ خاليةٍ من البشر , لكنّ القادة العسكريين الأسرائيليين على درايةٍ مسبقة بأنّ المرحلة الثانية من اقتحام هذه المدينة ستغدو اقرب الى مسألة ” حياة او موت ” او ربما ما بينهما .! والأمر لا يقتصر على معلومات هؤلاء القادة العسكريين او الموساد ومشتقاته من الأجهزة الأستخبارية الأخرى , فحتى في عموم الميديا والإعلام قد امسى واضحى أنّ 4 كتائبٍ مسلّحة من حماس وتنظيماتها الأخرى , بالإضافة الى مجموعات اسنادٍ اخرى ” مجهولة العدد ” تنتشر في انحاء واجزاء عموم المدينة , واولئك المقاتلين الفلسطينيين كانوا وما برحوا يراقبون مجريات المعارك في مختلف مناطق القطّاع , واستفادوا ” وفق اعترافاتهم في الإعلام ” من أي اخطاءٍ فنية وعسكرية قد وقعت او حصلت في المعارك السابقة .. المعركة او فصول المعركة المقبلة تختلف عن سواها , فمقاتلو هذه الكتائب ليس لديهم ايّ خطوطٍ للأنسحاب .! او اعادة التنظيم والتموين اللوجستي او العسكري , سوى الدخول في معركة ” كسر العظم ” مع القوات اليهودية المهاجمة او الشهادة .! , بإختزالٍ مختصر فإنّ ” رفح ” مُلغّمة ” من رأسها الى اخمص قدميها , وهي بمجملها قد جرى هندستها لتكون كمائن ومصائد لقوات العدوّ .

 قطعاً لا مجال للجزم بأنّ هذه الكتائب ستلحق الهزيمة الكاملة بالقوة الأسرائيلية المهاجمة , لكنّها قطعا ستجعل نتنياهو وجنرالاته يدفعون ثمناً ليس باهضاً فحسب , وانّما خارج حسابات هيئات الركن الأسرائيلية , فهؤلاء لايمتلكون قراءة واستقراء القتال لنيل الشهادة , وهذهنّ الكلمات ليست ” إنشائية او لإستهلاكٍ لبروباغاندا الإعلام الدعائية .. كابينة نتنياهو ومجلس الحرب اختاروا توقيت هذا الهجوم ( الذي طبّلوا وزمّروا له منذ شهور ) تزامناً لعرقلة الهدنة التي اطّلعوا على بنودها مسبقاً وقبل الأعلان عنها .. الخسائر المقبلة للجند والضباط والآليات ألأسرائيلية في معركة رفح هذه , ستفرض عليهم معادلاتٍ جديدة في اعادة صياغة الهدنة والى صالح حماس اكثر منه لليهود .!