قالت الناشطة السياسية الأمريكية جَين فوندا : “لا أعرف كيف يمكن تسمية بلاد, يجهل شعبها الواقع والتاريخ بلاداً حرة”.
التأريخ من أوليات معرفة الشعوب, فالتأريخ يكشف هوية الشعب, فإن كان ذلك الشعب على مدى الدهر, راضخاً للظلم والذلِ, فهو شعبٌ قابلٌ للترويض, وسيطرة الباطل عليه.
الحرية مصطلح يعاكس العبودية, ونستطيع تمييز الشعب الحر, من خلال مقبوليته للعبودية, أو ما يسمى بين الدول بالاحتلال, فلو أخذنا العراق كبلد وشعب, نجد رفضه لكافة أنواع العبودية, بالرغم من سكوته أحياناً, على الظلم الذي يتعرض له.
حرية الرأي نوع من أنواع, وهي مصدرٌ ذات اهمية كبيرة, لذا تَركزت عليه جهود المتجبرين والطغاة, فقد عمل المستعمرون للعراق, على تكميم الأفواه, وكذا قام حكام العراق عبر حُقَبِ الزمان المتعاقبة, وبما أن نظام الحكم الحالي, هو حكم ديموقراطي, فأول ما ظهر حرية التعبير, سياسياً وشعبياً برفض الاحتلال الأمريكي, عن طريق التَظاهُرِ والإعلام.
يتبادر سؤالٌ في ذهني مفاده, كيف لشعب رزح تحت نير الاستعمار, والاضطهاد الفكري, كل ذلك الماضي من العقود, ولم يرضخ أو يستكين؟, وأين تكمن جذوة الحرية, كي تشتعل وكأنها لهب مستعر؟, من خلال التدقيق في أسس الانتفاضات, ظهر عندي رأي المرجعية, هو الذي كان ولازال, متحكماً بتلك الجذوة, فيسكن الحراك عندما يكون يغلب الضرر على الفائدة.
ألظاهر أن الحرب على أتباع المرجعية, صادرٌ كردة فِعلٍ, من أعداء الحرية, الذين يتسترون بالديموقراطية, ويحاولون ترويض الشعب, من خلال الخلل في الخدمات, وعدم استقرار الأمن, لتأكدهم أن بناء دولة المؤسسات, ستتم من قبل الحكمة, بتأريخها الإسلامي المعروف, وقيادتها التي اتخذت من الحكمة اسما لها.
الانتخابات القادمة قريبة جداً, فعدة أشهرٍ ليست بكثيرة, كي نعلم هل أن الشعب العراقي, أصبح على درجة من الوعي, كي يعرف تأريخ الجهاد الحقيقي, وواقع الحركات التي تريد له التحرر, من الشوائب التي شَوهت العملية السياسية؟
قال الكاتب والإعلامي الإماراتي ياسر حارب:” الحرية لا تهبط إلى مستوى الشعوب, بل على الشعوب أن ترتقي, إلى مستوى الحرية”.
ليعلم المواطن العراقي, أن اول جامعة في التأريخ, ” بيت الحكمة”, ومقرها العراق,