17 نوفمبر، 2024 12:40 م
Search
Close this search box.

معرض الكتاب وفاصولياء السرد وغياب القراء

معرض الكتاب وفاصولياء السرد وغياب القراء

عملا بنصيحة طيب الذكر ابا الطيب الكبير
( خير مكان في الدجى ظهر سابح
وخير جليس في الزمان كتاب )
اسرجت جوادي الكوري المنشأ من ضحى يوم الاربعاء منتصف كانون الأول وسبح بي وسط زحامات العاصمة التي لا تنتهي خصوصا وحركة زنابير ( التك تك ) هي من تربك السير وتصنع الزحام قاصدا معرض الكتاب المقام على أرض معرض بغداد الدولي وبعد جهد جهيد وإصرار عنيد وزحام شديد ووضع يشيب له الوليد وصلت المكان لكن أين اربط جوادي وكل المناطق المحيطة بالمعرض تخلو من كراج قريب وسلمت امري لله وهوى نفسي الإمارة بزيارة معرض الكتاب وربطت حصاني في مراب كما يقول شعراء مابعد قصيدة النثر لا يبعد عن معرض الكتاب إلا ( شمرة عصا ) كما يقول البدوي ويقصد بها المسافة التي لا تقل عن ٣ كيلو متر وهذه التي يتوجب عليك قطعها مشيا على الأقدام تجعلك تتمنى الذهاب إلى مكة وصعود عرفاتها وركض اشواطها حتى تحمل لقب حاج وهو أفضل كثيرا من لقب قاريء ينسى كل عناوين الكتب بعد قطع هذه المسافة وتموت كل رغبة لديه للطواف بين عناوين يختارها الشعراء والقصاصين والروائيين لاصدارتهم بلحظة تجلي في عالم الجنون وفي باب الدخول توقفت قليلا وطهرت يدي ومنحوني كمامة بكرم فخريا وليس حاتميا كما يقولون في زمن أصبحت به ( الكورونا ) في ذمة التاريخ هي وحزننا على قتلاها لكن الملفت للنظر أن المعرض شبه خالي من القراء ومن يتجولون على أرضه هم أصحاب المعروضات وعدة اسراب من الصبايا محاطات بذوات التجربة من الأمهات والعمات والخالات والجارات و ( السيلفي ) على قدم وساق وقرات العشرات من العناوين التي يصعب حفظها ولما كلت قدماي بحثت عن مكان استريح فيه ولو لدقائق معدودات لا تتعدى دراهم يوسف وبالصدفة سمعت صوت ليس غريبا على مسمعي يولول متضجرا فتبيته فإذا هو العزيز رياض داخل ففرحت كثيرا وهرعت وقدم لي مشكورا كرسيا ارمي جسدي المتهالك عليه وبعد السلام مر بنا بائع الشاي وبعد المساومة باع لنا كوبين ورقية مملوءة بما يطلق عليه جزافا كما يقول سعدي ( شاي ) ومن ثم جاء ابو احمد زميل رياض وبدأت مساومات من نوع آخر ولم اعرف على ماذا يتساومون إلا بعد أن طلبوا مني البقاء في مكانهم ليذهبون للغداء مادمت غير جائع لكني رفضت وهددت بالرحيل فذعنوا للتهديد وذهب ابو احمد وبقيت مع رياض وكان أغلب من يمرون بي يسالونني عن عناوين كتب صدرت عندما كانت امي وامك يلعبن ( توكي ) مثل المملوك الشارد .. الأجنحة المتكسرة .. ذهب مع الريح .. بين مدينتين وحي ابن يقظان وعاد ابو احمد ومعه وجبة ( فاصوليا ) لكل واحد كانت اجمل من كل العناوين التي مررت بها أو لامستها عيني ولا اريد ذكرها هنا ابتعادا عن المشاكل وبعد أن نلت قسطا من الراحة واكتمل الإيمان بالفاصوليا ودعت رياض وخرجت سالما من الباب وأمام المعرض تذكرت المثل المصري القائل ( يبيع الميه بحارة السقائين ) بسبب كثرة المكتبات التي تنتشر أمام المعرض وهناك في أحد هذه المكتبات صادفت صديقتي الجميلة امال وخرجنا معا لنقضي بقية النهار في زحامات متواصلة من معرض بغداد حتى ساحة التحرير من دون أن يرجع معنا كتاب واحد .

أحدث المقالات