23 ديسمبر، 2024 10:17 ص

معذرة ان ذوى صبري وطفح بي الكيل!!

معذرة ان ذوى صبري وطفح بي الكيل!!

السيد رئيس الوزراء لم نحصد في حربك ضد الفاسدين سوى الحماس والوعود الخاوية على عروشها والمتتبع لكل خطاباتك ومؤتمراتك ولقاءاتك ابتداء من تسنمك المنصب ولحد تحالفاتك الميمونة ووضع يدك بيد الفاسدين التي تحاول جاهدا محاربتهم وكما تدعي اجتثاث جذورهم ومن يقف خلفهم, لم نحضي كل هذه السنين من مضمون التهديد والوعيد الا حرف (س) الذي هيمن وبكل غطاء على تلك الخطابات الحماسية ,ففي سنتك الاولى استخدمت كثيرا عبارة سنضرب الفاسدين بقوه وعنف, ولما عجزت قدرتك عن الضرب, وتلمس الشعب فيك الضعف وخشية ان تلتصق بك هذه الصفة المخجلة فضلت استبدالها بكلمة اخف واهون لهجة في السنه التي تلتها فكانت, سنلاحق الفاسدين ,والملاحقة هنا فضفاضه غير ملزمه لك وليس فيها وقع مؤثر مثل الضرب الذي هانت قواك بممارسته في السنه التي سبقتها ,ولكي تجعل الشعب يواصل اللحاق بك بلهفة وشوق وراء تتبع الفاسدين ,ابتدعت اسلوبا اخر يمنحهم الامل والتفاؤل في نفوسهم بان ملاحقتك للفاسدين ربما اثمرت عن نتيجة متوخاة توصلت فيها من لمس بعض الخيوط التي تدلك او تهديك الى اوكارهم لهذا كانت لك عبارة صاخبه مجلجلة توحي على قدرتك للوصول الى منابعهم ومراكز تموينهم وقوتهم ,فرفعت السيف مزمجرا ولكن لم تتخلى عن (سينك ) بل ستحاسبهم وستجتثهم من جذورهم وسيكون مصيرهم كمصير الإرهاب الذي تمكنا من النصر عليه وهزيمته في سنة 2017 ,واستبشر الناس بك خيرا لعل السنين التي عاشوها على امل( السين) قد رست سفنها الان على شاطئ الامان والاستقرار لأبناء شعبك الذي اشعل اللظى صدورهم ودب الونى واللغوب في اوصالهم واعشوشب الرجا والقنوط في نفوسهم , ولم تداخلهم الشكوك والريب بنواياك ومصداقية حماستك وانت ترفع لواء محاربة الفساد الا عندما نشرت غسيل قائمتك الانتخابية لطلب الارتباط والانتماء اليها ولكل من هب ودب ودون اي تمحيص وفرز وتدقيق من القوائم والاحزاب والشخصيات والتحالفات الاخرى والكثير بينها من يشار اليه بالبنان والتشخيص والمعرفة الجلية والواضحة من قبل ابناء شعبك ومن عمر النظام الجديد الى الان بان سمعتهم وسيرتهم ملوثة وغارقة بوحل الفساد والسرقة والنهب والتلاعب بأموال الدولة وعقاراتها والاعتداء على ثروات البلد ورزق ابنائه بالتهريب وغسيل الاموال والاغتناء غير المشروع فضلا عن رفع السلاح والتباهي وكتم الانفاس وسلب الحريات والاغتيالات خارج نطاق السلطة والدولة فكيف يستطيع ابن الشعب الوثوق بتلك المواعيد والعهود التي قطعتها له بمحاربة الفساد والقضاء عليه.

وايضا في خطابك الاخير في النجف نستشف منه انك غير قادر على محاربة الفساد وبه نغمة تراجعيه عن الحماس الذي طغى على كل خطاباتك الأخيرة فانت بمفردك غير قادر على محاربة الفساد وكأنما ترجوا من ابناء شعبك التعاون معك وهذا قول سليم ولا ريب فيه لكن عندما تكون الصولة الاولى من لدن قيادتك وعندها سيكون الشعب الظهير القوي والأرضية الصلبة التي تضع اقدامك عليها ويكون الدافع والمعين القوي الذي تستند اليه .

انك ياسيدي تنفخ بقربة مثقوبة فلن ينال الشعب منك الا كمواعيد عرقوب.

وانت على حقيقة وبينة وعلم تام بان الفساد الاداري الذي خيم بثقله الرهيب على صدور العراقيين يعد من نتاج المظاهر الظالمة والدنيئة التي انتهجتها القيادات السياسية واحزابها طيلة تسنمها ادارة هذا البلد فكانت الحاضنة الرؤوم التي دعمت الفساد وترعرع بفضل ادرتها وحمايتها للمفسدين من خلال تسترها وتشجيعها لكل مظاهر الفساد وبكل انواعه واشكاله حتى تفشى واستفحل الى المراتب العليا التي يعيشها عراق اليوم ‘فلم تعد كل المؤسسات والهيئات الرقابية والحسابية والقانونية قادرة على مكافحته والوقوف بحزم لردعه وتناميه‘ وان كانت هذه الهيئات موضع ريبة وشك في صدقيتها وحسن ادائها لكون اغلب منتسبيها منحدر من رحم كتلهم واحزابهم او المنسوبين والمحسوبين عليهم ‘فضلا عن التدخل المباشر وغير المباشر او الضغوطات التي تمارسها السلطة التنفيذية والمتنفذين الكبار من المسؤولين والسياسيين في الدولة على اعمال وشؤون هذه الهيئات الرقابية وادارتها فلم تتمكن هذه الهيئات من ترويج اي معاملة او ملف فساد يخصهم او يعود الى منتسبيهم ومعارفهم ليأخذ طريقه القانوني السليم الى القضاء ‘وحتى لو وصل فعلا اي ملف للقضاء العراقي فلا يجد غير التستر والركون في ادراج القضاة ليعتليه الصدأ والنسيان‘ وهناك الالاف من ملفات الفساد المكتملة التحقيق او من التي صدرت بحق اصحابها اوامر قبض لأدانتهم بالجرم المشهود والتي روج لها الاعلام بكل وسائله المرئية والمسموعة والمكتوبة لكنها لازالت مكدسة في المحاكم لا ترى النور ولا يبدو لها اي مخرج يسلخها من تحت الغطاء المتكتم عليها وعلى منفذيها .

يحدث ذلك بعلم وتغطية كاملة من لدن القيادات السياسية العليا في الدولة العراقيه‘فلا يوجد بصيص امل يرتجى لا إنقاذ العراق من هذه المعاناة التي فتكت به وحطمت تطلعات شعبه في البناء والرقي والازدهار الا في الاصلاح السياسي التام وتغيير معظم الوجوه من السياسيين والقيادين الذين اغرقوا العراق بفسادهم وتدنست اياديهم بالسحت الحرام المقتطع من خيرات الشعب ورزق ابنائه واجياله القادمة.