22 ديسمبر، 2024 8:53 م

معجزة يوم الطف ..نجاة زين العابدين عليه السلام 

معجزة يوم الطف ..نجاة زين العابدين عليه السلام 

وأنا أجول بخاطري على أفعال داعش من قتل الناس بمختلف أوضاعهم واحوالهم، صغيرهم وكبيرهم، سليمهم وسقيمهم ، نسائهم ورجالهم، بسبب او بدونه ، فلا رادع يردعهم عن أي شيء، استوقفني ونحن نعيش أجواء الطف، تلك الجريمة الإرهابية الكبرى التي حصلت بحق أهل بيت النبوة عليهم السلام، كيف ان الامام زين العابدين عليه السلام قد نجا من القتل، و داعش الطف هي ذاتها داعش اليوم ، بكل صفاتها وأخلاقها وعقيدتها الفاسدة ، بكل قسوتها وظلمها، بكل عنجهيتها وجهلها، بكل قذارتها ونزغها، نفس المخلوقات وبنفس الأسلوب ، نفس الحقد ونفس التعبئة، فهل ياترى يردعهم عن قتل الامام زين العابدين عليه السلام رادع ، مجرد لأنه كان مريضاً وملازماً لخيمته، انه امر لا يستقيم مع منطق الدواعش ، ولا مع منطقنا اليوم ونحن ندرك حجم  جرائم الدواعش . وهذا يعني ان هنالك أمرا غيبياً وتدخلاً إلهياً .
قتلة الحسين عليه السلام داعش الامس، لايمكن أن تتسلل الى أفئدتهم الرحمة الى الحد الذي يتركون فيه الامام دون ذبحه، لقد قتلوا طفلاً للحسين وهو رضيع يصارع الموت عطشاً، فكيف ينجو من أيديهم شاب مريض، وهو ابن الحسين عليه السلام، انها بالتأكيد معجزة إلهية لم يسلط احد الضوء عليها من قبل، ولم أقرأ عنها انا شخصيا ولم اسمع احد يتناولها بالبحث والتمحيص وقد ترعرعت في المجالس الحسينية، كما لم يذكر أحد من الباحثين أو المحدثين الحسينيين ان الامام الحسين كان وجلاً قلقا من احتمال مقتل زين العابدين وانقطاع سلسة الامامة، فكيف حصل كل ذلك الاطمئنان للحسين (ع) وهو يرى أولاده تذبح وحريمه تسبى ، وحتى عندما كان يجود بنفسه الزكية وفكر بعائلته لم يطلب من اعدائه موثقاً يتعلق برعاية مرض الامام أو أنه حاول شحذ بعض قيم العرب وتذكيرهم بها في عدم مهاجمة عليل لا يقوى على القتال، في حين شحذ تلك القيم منهم رغم شحتها في موضوع النساء حيث كلمهم جهاراً وطلب عدم التعرض للنساء، وان خصومتكم معي إلى أخر ما ذكر ، ومع ذلك حرقت خيام النساء واقتحمت خيولهم فسطاط الحسين (ع) وشردوا الأيتام والنساء وهاموا على وجوههم في البراري، ووجدوا زين العابدين وقيدوه بالأغلال واقتادوه ، ولكنهم لم يقتلوه، ما الذي ردعهم عن قتله، ما لم تكن هنالك معجزة إلهية شتت فكرهم عن الامام، كما حفظ الله موسى الرضيع من فرعون، انها فعلاً معجزة لم يلتفت إليها حتى محبو الحسين (ع) وأتباعه، وها قد رأينا بأعيننا شمرا وعمر ابن سعد وحرملة وابن زياد في دواعش اليوم، وماذا يفعلون حتى ادركنا ان هنالك سرا لم يكشف ، واعتقد إننا أمام مادة كبيرة ومهمة للبحث والتمحيص من قبل المهتمين والمختصين، أضع تساؤلاتي بين أيديهم، والله من وراء القصد.