من الامور التي يتفق عليها العقلاء وبغض النظر عن معتقداتهم أومتبنياتهم انه ليس هناك شيء بالمجان ولايمكن بأي حال من الاحوال انك تريد ان تربح كل شيء بدون ان تقدم مايقابله من جهد او مال او سمعة وغيرها من الامور والتي قد تصل الى تقديم النفس ولنا في ابي الاحرار الحسين (ع) خير دليل على ذلك حيث اننا سمعنا او قرأنا (ان لك مقامات لاتنالها الا بالشهادة) لذلك اصبح من الضروري بمكان ان يقتنع الانسان الذي نذر نفسه للدفاع عن قضية ما ان يرضى بما يجنيه من تشريد أوتقتيل أواعتقال وغيرها من الصعوبات والتي تنزلا نسميها صعوبات فهي بقبال الهدف المنشود لا تعد شيئا وهذا كلامنا ينطبق حرفيا على ابناء التيار الصدري وبالأخص المعتقلين منهم وانا هنا اقصد المعتقلين المقاومين الشرفاء واما من تلطخت يداه بدماء العراقيين فهو غير مشمول بذلك وهو الامر الذي وضحه السيد مقتدى الصدر في احد بياناته حيث يقول “واما من قتل العراقيين فذلك مصير المعتدين” نعم فنحن نقصد بالمعتقلين هم تلك الثلة المؤمنة التي دفعت ثمن ولائها لقائدها وثمن وقوفها امام المحتل البغيض واما غيرهم فليسوا بمعتقلين بل مسجونين ومع ذلك فأن هؤلاء الابطال (اي المعتقلين) وبحسب فهمي لن يتم اطلاق سراحهم في الوقت الحاضر او القريب وذلك لعدة اسباب منها :
1. ان الحكومة الحالية وان كانت ترفع التشييع راية وتلبس التدين ثوبا الا انها تنتهج نهجا هو الاقرب الى نهج بني امية من المكر والدهاء وتعتمد على الاستفادة من كل شيء في سبيل تقوية نفوذها واحكام سيطرتها على مقدرات البلد وتستغل كل ورقة لصالحها لذلك ومن هذه الاوراق بل واهمها المعتقلين سواء من التيار ام من ابناء السنة .
2. مما لايختلف عليه اثنان ان الجهة الوحيدة التي تخشاها الحكومة وتحسب لها الف حساب هو التيار الصدري ولأسباب عديدة قد يطول بنا المقام لذكرها ولم يبق امام هذه الحكومة اي ورقة ضغط لترويض هذا التيار الا ورقة المعتقلين .
3. لايوجد امام التيار الصدرياي حواجز او موانع يمكن ان تعيقه أوتمنعه من تحقيق مايريد مادام في ذلك مرضاة للعباد ولرب العباد ولذلك اخذت الحكومة على عاتقها استخدام ورقة المعتقلين كورقة ضغط للحصول على بعض التأييد من التيار في المواقف السياسية .
4. قد تضطر الحكومة وهذا ليس ببعيد على الإقدام على اعدام من تراه من معتقلي التيار الصدري اذا اضطرت الامور لذلك فمفهوم الحكومة للإدارة في الدولة هو ان “الغاية تبرر الوسيلة” .
5. ان اقدام الحكومة على اطلاق سراح المعتقلين من ابناء التيار الصدري معناه انها قد احرقت اخر ورقة ضغط بيدها على القيادة الصدرية وهذا مما لايرضه عاقل .
6. قد يقول قائل ان ذلك خلاف الانسانية والدين فأقول له ان عليك ان ترجع الى الوراء قليلا لتقرأ ان معاوية كان يقول (ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا ولا لتحجوا ولا لتزكوا ، قد عرفت أنكم تفعلون ذلك ، ولكن إنما قاتلتكملأتأمرعليكم ، فقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون ” .
7. ان الحكومة تستخدم معتقلي التيار كورقة امام الجهات الاخرى وهم ابناء السنة حيث تريد الحكومة ان تبعث رسالة لهم مفادها انكم لستم وحدكم من نعتقل وليس هناك معتقلين من طائفة بعينها فالشيعة كحال السنة في ذلك .
8. ان الحكومة تستخدم ورقة المعتقلين من ابناء التيار كمحاولة للتشويش على القاعدة الصدرية حيث انها تريد ان تثبت عدم قدرة القيادة الصدرية على تحقيق بعض الامور كإطلاق سراح المعتقلين مثلا .
9. الحكومة تعيش الان في ايامها الاخيرة ولايتصور احد انها ضعيفة او تتضاعف بسبب كثرة التفجيرات والقتل اليومي بل ان ذلك يعطيها القوة ويساهم في رفع رصيدها عند السذج من الناس وهم كثر وهي اي الحكومة واعني رئيس الوزراء حصرا يمني نفسه بدورة ثالثة وهو على يقين ان العقبة الوحيدة التي ستواجهه في الحصول على مبتغاه هو التيار الصدري فهو فرس جموح ولايملك اي وسيلة لترويضه الا ورقة المعتقلين وهل يعقل ان يفرط بها!! .
10. انهذالايعني ان يكفا بناء التيارعن المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين فهو حق مشروع لهم ويجب يبذلوا كلمايمكن مناجلهوانكانالمتوقعهوالرفضوعدمالموافقة .
خلاصة الكلام ولا اريد هنا اكون متشائما ولكنها من الامور الواضحة انه لن يتم اطلاق سراح المعتقلين في الوقت الحاضر بل ولن يتم اطلاق سراحهم الا في حالة واحدة وهو ان تأتي الانتخابات القادمة بحكومة وطنية انسانية … حكومة لا تعتبر المنصب مغنما واموال الشعب نهبا ولا تستخدم التحايل والمخادعة في تحقيق واهدافها …..حكومة تضع نصب عينها خدمة هذا البلد المظلوم … حكومة تنبثق من رحم هذا الشعب المغيب …حكومة المحرك الوحيدة لها ثقافتها وفكرها ومدى ادراكها للتطور العلمي والمعرفي الذي يشهده العالم وفي كل المجالات وعسى الله سبحانه وتعالى ان يرزق الشعب العراقي بهكذا حكومة انه سميع مجيب.