“أعمال البعض لا تمثلنا”….”نحن معا ونبقى معا”…..”لا يجوز لنا أن نتصور بأننا متفرقون , نحن أكثر تماسكا من أي وقت مضى”.
ما حصل في الدولة الأقوى وهي مجتمع يضم جميع أعراق الدنيا وما فيها وعليها , يشير إلى آليات تفاعل قيادات الشعوب مع التحديات , وكيف ترقى وتسمو فوق الصغائر وتقترب منها بروح كبيرة وإرادة وطنية قوية تسعى للتضامن والتآلف وتعزيز اللحمة الوطنية.
فما يقوم به بعضهم لا يمكن إلصاقه بما ينتمون إليه أو يرتبطون به , فالذي فعل كذا وفقا للقانون لا يمكنه إعتباره سلوك غير ذلك , فهذا سلوك سلبي التوجهات والتطلعات يهدف إلى تمزيق اللحمة الوطنية , فلا يمكن تقدير وتقييم الأفعال وفقا لمعطيات حُكمية مسبقة تعمم على الآخرين.
فكل فاعل مرهون بفعلته , ولا يمكن أخذ غيره بجريرته , تلك حقيقة سلوكية معروفة ومؤكدة , وتتمسك بها المجتمعات القوية الواعية الممثلة للقيم والمعايير الإنسانية.
ولهذا ترى الخطابات الرسمية ذات مفردات جامعة ومعارضة لكل ما يساهم بإشاعة الفرقة , وتدمير الوحدة الإجتماعية والقدرة الوطنية , رغم أن هناك مَن يقول كما يحلو له القول , لكن الواقع السائد والقوة المتفاعلة تسعى للتضامن والتفاعل الإيجابي والتذويب في بودقة الوطن الأكبر.
بينما في مجتمعاتنا تتوفر الإستعدادات السيئة لإلصاق جرائم البعض بالكل , وما يقوم به الأفراد بالجماعات وننسى الوطن والوحدة الوطنية , والتفاعل المشترك , والتضامن اللازم للقوة والإقتدار ورعاية الصالح العام.
فتجدنا مؤهلين للتشطي والتداعي والتفرق والرجم بالغيب وإتهام الآخرين بما ليس فيهم وتعميم سيئات البعض عليهم , حتى لتجدنا وراء كل حادث نساهم بالحوادث والحوادث , ونشعل النار بالنار , ونسفك الدماء في غيبوبة وإنقطاع عن وجودنا الإنساني وشعورنا الوطني الإجتماعي , الذي يتطلب منا التضامن وتنمية الإقتدار.
وحقيقة واقعنا الحضاري والإنساني اننا نمتلك مفردات تجمعنا أكثر أضعاف المرات من المفردات التي تفرقنا , بالمقارنة إلى مجتمعات الدنيا الأقوى , وفي واقع الحياة وطبيعة الأشياء أنها مفردات ضرورات التواصل والبقاء , فالمختلفات تتوالد وتتطور والمتشابهات تتعاقم وتنقرض , فالإختلافات القائمة في الحياة مصادر قوة ونماء , والذين لا يؤمنون بالإختلاف يرفعون رايات الإنقراض الحتمي , لأنهم لا يتوافقون في سعيهم مع نواميس الحياة وطبائع إرادات الأكوان.
فهل سندرك قوتنا ونتكاتف بكل ما فينا لبناء وجودنا الحضاري القويم؟!!