23 ديسمبر، 2024 1:03 ص

معاوية واحفاده؛ قتلوا الاولين والاخرين

معاوية واحفاده؛ قتلوا الاولين والاخرين

حياة المتقين هو الانقطاع الى الباري، والثقة به، وكيف الصعود الى سلم الإخلاص الحقيقي، إلى نبيه (صلوات ربي عليه وعلى أله) وأتباع أهل بيته، أولئك على منابر من نور، عند مليك مقتدر، فرِحين، مسرورين، صبروا في الجهاد الأصغر والأكبر، فتبين الحق، والأخرة للذين لا يريدون علوا ولا فسادا، صابرين على الأذى في جنب خالقهم، متوكلين في امورهم على الذي لا يضيع عنده أجر المحسنين.
هناك رجال باعوا دينهم بدنياهم، مثلما فعل عبيد الله بن العباس، مع أبن عمه الحسن بن علي (عليهم السلام)، بعد ان كان ثقته، فأرسله على قيادة الجيش، لمقاتلة جيش معاوية، بعد أن قتل معاوية ابناءه، وله عداوة معه، لكنه أختار الأموال، مليون درهم، كان ثمن الخيانة، تجارة خاسرة، جعلته يبيع دينه، تلك الوصمة والعار، الذي لحق به، يطارده الى اليوم، ويمرغ أنفه بالذل والهوان.
كانت الحكمة؛ تنفض غبار الزمن، وتعلن أن سيدها لا يخطأ التقدير، وبهذا الصبر الأبي، أعلن الحسن (عليه السلام) الثورة، حين وضع الميثاق والعهود على معاوية، ليحافظ على أرواح المسلمين، وخصوصا شيعة أهل البيت، ولم يعط الفرصة، لمعاوية بالقتال، الذي كان يروم له، بخطط خبيثة، رتب لها مسبقا، مع قادة جيش الامام، والوجهاء، وشيوخ العشائر، وأشترى ذممهم، بالأموال، والهدايا، والوعود الكاذبة، الا تبت أيادي الجبناء.
لقد تمكن الامام الحسن (عليه السلام) من الانتصار على معاوية (عليه اللعنة)، وأراد أن يكشف زيف ال أمية، بأن ليس لهم وعودا، ولم يصن المواثيق، وأنه بعيدا عن الإسلام، بل ويعمل على تحريف التعاليم الإسلامية، ويبحث عن الملك، والسلطان ليتأمر على الناس، فمن ضمن الاتفاق، أن ألا يولي وليا للعهد بعده، ويرجع الامر إلى الامام، وان يكف عن شتم أمير المؤمنين (علي عليه السلام).
لم يقف معاوية عن دسائسه، ضد الامام، بل أزداد قسوة على الشيعة، وذهب يقتل ويهدم الدور على رؤوس أهلها، ليس لذنب اقترفوه، الا لأنهم من محبي علي (عليه السلام)، عشر سنوات الفترة التي عاشها الامام الحسن بعد استشهاد أبيه (عليهم السلام)، كفيلة بأن يعرفوا قيمة الاتفاق، خصوصا الى كل من أتهمه بأنه مذل المؤمنين، تيقنوا أن الحكمة والصبر، سلاح فتاك، بيد الذين يعرفون الباري حق معرفته.
في الختام؛ معاوية وأحفاده الدواعش، قتلوا الاولين والاخرين، لكن لم يمحو ذكر اهل البيت (عليهم السلام).