نظرا لكثرة الحروب التي مارسها النظام المنحل ، والظروف السيئة التي تعرض لها العراق من احتلال وعمليات إرهابية كثيرة ، اودت بحياة آلاف العراقيين الأبرياء ، والتي خلفت فيلقا من اليتامى والنساء الأرامل والمثكلات .
ونتيجة لهذا الوضع المأساوي ، طفت على السطح مشاكل مزمنة عديدة ، كان من أهمها عقوق الأبناء اليتامى من الذكور ، ومما يزيد في القضية تعقيدا إذا كان هذا العاق هو الابن الأكبر في تلك العائلة المرملة .
ولان الاولاد اليتامى كغيرهم من البشر ، يكبرون ويكبرون ، حتى أن واحدهم وقد أنفتلت عضلاته ، وقوى ساعده ، بفضل جهاد وسعي ودموع وحرمان أمه الأرملة ، هذه المؤهلات الجسمانية والصحية التي تميز بها الابن ، وغياب الأب بسبب الوفاة ، والتأثير البيئي المجتمعي ، ومخالطة أصحاب السوء ، والابتعاد عن الالتزام الديني ، جعلت من ذلك الابن وقد انحدر في وادي العقوق ، وصار على امه المتمرد الاقوى والأشرس ، والابن العاق بامتياز لهذه الأم المهضومة الضعيفة.
لذلك وبمرور الأيام ترى الام وقد فقدت سيطرتها على اولادها الذكور ، بسبب رحيل رجل البيت ، كما اسلفنا، وللأسباب الاخرى الآنفة الذكر .
فقسم منهم ” ولا اقصد كلهم”، ممن غاب عنهم الوازع الديني والاخلاقي ، صار أحدهم لا يراعي امه ولا يقيمها اجتماعيا وماديا ولا يقيم لها وزنا ولا يحترمها في كثير من الأحيان.
وأن أغلب النساء الأرامل يعانين من هذا الواقع الفاسد ، رغم سعيهن المضني في تربية اولادهن على احسن حال من جميع الجوانب ، وقد اضطررن إلى امتهان مختلف المهن ، وبما يمتلكن من مهارات في مهنة الخياطة والخدمة ، من أجل دفع شغف العيش المضنك ، ولتوفير سبل العيش الكريم لاولادهن ، من أجل ضمان مستقبلهم والمضي في اكمال دراستهم الجامعيه .
ما أن تخرج هذا الابن من الكلية إلا بشق الانفس ، وعلى حساب راحة تلك الأم وسعيها المثابر ، وقد وظف في احدى دوائر الدولة بفضل دعائها ، وما أن قبض ألراتب ،حتى وبدرت منه امارات طردها من البيت وأطفالها الصغار ، والاستحواذ على راتبه لنفسه فقط لممارسة شهواته وملذاته.
ووفق هذا الوضع الجديد المؤلم ، الذي يشم منه رائحة الحيث وتنصل هذا الابن العاق من مسؤولياته الأخلاقية تجاه امه واخوانه الصغار .
ظلت الأم على حالها بممارسة الانفاق على البيت والأسرة وتعمل بكل دأب ليلا ونهارا ، رغم انهيار صحتها وتداعي عافيتها .
زادها العمل وتقدم السن وتحمل اعباء الحياة زادها وهنا على وهن و اصبحت متعبه ، ولكن هذا الابن لاتاخذه بامه رأفة ولا رحمه ولا شفقه ، ولا باخوته القاصرين ، بل صار يعاملها بخشونة مفرطة ، من إهانة واحتقار وضرب .
دعوتي أنا شخصيا ، ورجائي إلى جميع أخواتي واخواني أن يركزوا على هذه المسألة المفصلية وأن نعمل جميعا حملة لتوعية الشباب من الذكور الذين يعاملون أمهاتهم بخشونة مفرطة قد تصل إلى حد الضرب والإهانة والطرد من البيت ، والتخلي عن مسؤوليته الأخلاقية كأكبر ابن في الأسرة وكمعيل شرعي في البيت .
سؤالنا : إلى أين تذهب هذه المرأة ، ومن يقف إلى جوارها ، ومن يعينها ،ومن يتكفلها ؟
الرجاء أن ننظر بعين الاستصغار والتقريع إلى هذاالابن العاق الذي استطاع بعرق أمه ان يعبر إلى بر الأمان وبتعبها وسني عمرها ، وقد نال هذه المرحلة من لحم أكتافها ، بل وافنت سنين عمرها وضحت من أجله بشبابها.
من الذي يقف بجوارها؟ الجواب : أنتم أيها الشرفاء من خلال أقلامكم وأصواتكم التي ربما تصل إلى شاشات التلفاز ووسائل الاعلام المرئية والمقروئة والمسموعة والى المسؤولين في دوائر الدولة .
ونطالب دوائر الدولة كافةأن تلزم كل موظف أو كل شخص مراجع لفائدة ما وقد سبق أن ترملت أمه بسبب استشهاد أو وفاة زوجها بجلب تأيد من أمه الأرملة يؤيد رضاها عن ابنها هذا وعدم أضطهادها أو اذلالها أو ظلمها من قبله .
كما أرجو أن تتضمن هذه الحملة نصرة الأم ، من فضح ظلم أولادهن ألذكور بحقهن بعد غياب آبائهم ، والذين أصبحت لهم عضلات وقامات طويلة وصوت مخيف كزئير الأسد ، والذي لا يخيف به أحد سوى أمه الضعيفة التي تريد العيش في هذه الحياة بكرامة.
وأختم بقولي الذي اوجهه إلى جميع الشرفاء أين ما كانوا في العراق أن الأم الأرملة مثل الجرح المفتوح إذا لكؤ نزف دما وصديدا وذرفت العيون قذا ودمعا ، وقد قضت اياما حزينة بأعين ساعية تشكوا ظلما إلى الله من ابنها العاق .
أخواتي واخوتي هذا الموضوع مهم أرجو التركيزعليه والاهتمام به وهي أمانة وذمة في اعناقنا جميعا، وعلى كل من يقرأ هذا الموضوع ان يسعى لنصرة الأم الأرملة من ظلم ابنها بسبب غياب زوجها بمختلف الأسباب .