22 نوفمبر، 2024 10:08 ص
Search
Close this search box.

معاناة محامي (3)

الجزء الثالث

المكان : محكمة تحقيق في بغداد

اليوم: الاثنين تاريخ 2 /أب/2022

الوقت: الساعة الثامنة صباحاً

المحامي : مجيد

القاضي : طارق

المحققة القضائية: أسيا

نائب المدعي العام: بتول

الضابط: المسؤول عن القضية : رائد نبيل

معقب الدعاوى : سيد جاسم

الحرس: عريف رزاق

المتهم : صقر

منتدب غرفة التحقيق : أستاذ شاكر

ملاحظة : كل الأسماء والأماكن هي أسماء رمزية .

في حدود الساعة الثامنة والنصف صباحاً

المحامي مجيد : يخاطب المحققة : أستاذة هذه طلبات الكفالة وتسليم الأمانات أرجو تقديمهن الى السيد القاضي مع الأوراق .. أثناء ذلك كان المتهم (صقر) حاضر وموجود وهي تدون أقواله .. أستاذة أريد حضور تدوين أقوال المتهم.. المحققة أسيا .. بعد أن رفضت بشدة تواجدي في غرفة تدوين الأقوال .. وقالت أستاذ يمكنك الحضور أمام قاضي التحقيق .

القاضي (طارق): يدخل مجمع التحقيق وهو يلوح بيديه للسلام على الحرس .

المحققة القضائية : مستمرة بتدوين أقوال المتهم (صقر) وبعد جلوس القاضي بغرفته تدخل المحققة أسيا تدخل غرفة القاضي .. وترجع الى غرفة التحقيق تكمل تدوين اقوال المتهم تبقى تحقق لمدة ساعتين بحدود العاشرة وخمسة عشر دقيقة .. بعد ذلك يتم إخراج المتهم (صقر) ويقف.. ووجه مقابل الجدار الملاصق لغرفة القاضي ببدلته الحمراء .

بعد ذلك يتم أدخال المتهم الى غرفة القاضي وتدخل المحققة القضائية .. ويستمر تواجدهم مدة عشرة دقائق .

والوقت يسرق الأعمار دون أن يسرق هذا الوقت .. وترتسم علامات استفهام كبرى .. أثناء ذلك يخرج موكلي وهو يهمس بصمت أستاذ (شنو الفلم ) وهي عبارة تستخدم أن كان هناك شي غير طبيعي أو غير صحيح والإحساس أن هناك شي عنوة .. المتهم يتشجع ويتكلم أستاذ مجيد وهو يخاطب المحامي .. الله يخليك ترى خلعوا أيدي وضربوني (وهذا يؤكد كل هواجس وشكوك المحامي وهي أخذ الأقوال تحت التهديد والضرب والضغط النفسي والإكراه .. والمحامي مجيد لا يحرك ساكناً في ظل نظرات المتهم وخوفه من مصيره المجهول .. الحرس المرافقين للمتهم (صقر).. ينظرون للمحامي نظرة تحدي حتى يكون المحامي هو من يخطئ بحقهم .. وتبدأ قصة عجيبة غريبة أنهم يمثلون القانون أثناء الواجب وكان المحامي لا تحميه نصوص القانون .. وهي الأعلى والأكبر من الأخرين لو صحت قوانين الحياة وحقوق الأنسان.

أثناء ذلك يأتي أحد الضيوف وهو شيخ (طاهر) ويتبين أنه أحد أعضاء مجلس النواب مع حمايته الشخصية بملابس سوداء ويدخل الشيخ طاهر على القاضي طارق ويستمر تواجده في غرفة القاضي حتى الساعة الثانية عشر والنص ظهراً .

المحامي : يخاطب المحققة (أسيا): أستاذة أنت ترفضين تواجدي .. والقاضي يرفض دخولي عندما دخل موكلي (المتهم ) غرفة القاضي .. كأنه تحقيق سري .. المحققة ترد أستاذ سوف تدخل مع المتهم .

تستأنف المحققة : الكتابة والتدوين .. والمتهم واقف أمام المحققة وهو يدلي بأقواله مرة أخرى أمام المحققة.. وأثناء تدوين أقوال المتهم والمحامي خارج غرفة التحقيق ..ويستمر تدوين الأقوال مرة أخرى لمدة ساعة .. والمحامي بين فترة وأخرى ينظر عندما تفتح باب غرفة التحقيق.. بسبب دخول وخروج المعقب سيد جاسم .. المحامي يدخل مرة أخرى ويسأل عن التحقيق من خلال المحققة هل اكتملت أفاده المتهم .. أستاذ عند خروج الضيوف من غرفة القاضي سوف يتم ادخال المتهم وأكيد تدخل مع المتهم .

المحامي مجيد.. يخاطب المحققة : وهل أكون شاهد على إفادة لم أكن حاضراً فيها وإنا لم اطلع على الأقوال أو الإفادات التي أخذت من يوم أمس واليوم تستكمل دون حضوري .

المحامي: يصعد الى غرفة الانتداب للقاء بالمنتدب شاكر : من أجل وضع حد للخروقات التي تجري من قبل المحكمة .

المحامي: مجيد يسلم على :المنتدب شاكر .. المنتدب يرد على المحامي مجيد برد السلام .. أستاذ شاكر المحققة تمنعني من التواجد في غرفة التحقيق والقاضي لم يسمح لي بالدخول مع المتهم المنتدب أستاذ مجيد .. هناك تعليمات أما تتواجد بالتحقيق أو تتواجد عند جلب المتهم غرفة القاضي ..المحامي أستاذ هذا خلاف القانون .

المنتدب شاكر : يخاطب المحامي مجيد : ثق بالله أنا منتدب لم أتوكل بأي دعوى منذ شهر .. أستاذ شاكر وماهو الحل برأيك ..المنتدب شاكر : أستاذ مجيد : قدم شكوى أمام الأشراف القضائي : المحامي مجيد أستاذ انا جئت اليك حتى تكون بالصورة فقط وانا أكيد سوف اقدم شكوى عن طريق النقابة .. عن جميع الخروقات ولكن من باب الاحترام أعطيتك علم بالموضع .. المحامي مجيد يخرج من غرفة الانتداب وينزل السلم .. ويسير بالممر الواصل بين غرفة التحقيق وغرفة الموقوفين. أحد الحراس الشخصيين لاحد القضاة: والذي كان جالس على كرسي وأمامه مبردة هواء : أستاذ هذا الذي يدون أقواله أمامك أقارب عضو مجلس النواب الذي جلس عند القاضي الأول ..المحامي مجيد يجامل الحرس يعني الحكومة ويضحك .. ويبادله الحرس الضحكة ..

بعد خروج السيد الضيف وهو الملقب بالشيخ النائب .. يصعد الى الطابق الثاني مع حرسه الشخصي .

بعد ذلك يتم أدخال المتهم (صقر) على المحققة القضائية مرى أخرى ..وتدخل مرة أخرى على القاضي وتخرج وتستجوب المتهم حتى الساعة الواحدة ظهراً .. عد ذلك يتم إخراج المتهم من غرفة التحقيق ..احد الحمايات ينادي على المحامي مجيد أستاذ ادخل مع المتهم ..والظاهر المحققة أبلغت الحماية بذلك .

المحامي مجيد يدخل وعند الدخول يواجه المحامي القاضي بالسؤال : أستاذ أكثر من خمسة ساعات وانا واقف دون جلوس .. والتعب والإرهاق والحر في هذه اليوم .. القاضي : يرسل على الحرس اجلبوا الماء الى الأستاذ بسرعة..

المحامي : وهو يسرح بمخيلته وهو يقول يريد يأكل برأسي حلاوة .. الحماية يضعون الماء البارد بالقرب من جلوس المحامي مجيد : المحامي مجيد يخاطب القاضي أستاذ قدمت لحضرتك طلب ثاني بخصوص الاطلاع على الأوراق التحقيقية أولا.. وثانيا أريد الاطلاع على إفادة المتهم .. القاضي يخاطب المحامي : أستاذ اشرب الماء .. المحامي يشرب قدح من الماء البارد

القاضي : يخاطب المتهم : ماهي علاقتك ( بنوفل ) المتهم سيدي تربطني بيني وبين (نوفل) علاقة عمل تجارية .. القاضي يرد على المتهم : ولماذا تقيم الشكاوى في الكرادة .. عملي في بغداد .. والقاضي يسأل المتهم والمبالغ المالية التي مسكت معك.. المتهم أستاذ مبلغ ستة وثلاثون الف وخمسمائة دولار كنت ارغب بتبديل سيارتي ..أما الذهب (ست بتوت وتراجي اشتريتها لزوجتي وحلقة رجالية وموبايل عدد اثنان وسبعة ملايين دينار هي ملكي .. القاضي ..والسيارة سارنتو.. استاذ : هي ملكي واردت تبديلها بسيارة أخرى بدل سيارتي . القاضي يخاطب المحامي :أستاذ من يستلم الامانات ..المحامي يجاوب شقيق المتهم ..القاضي يجب ان تكون هناك وكالة خاصة من المتهم .

المحامي : يخاطب القاضي : أستاذ طارق قدمت طلبين طلب الاطلاع على الأوراق التحقيقية والطلب الأخر اطلاق سراح موكلي (صقر) بكفالة شخص ضامن .. القاضي بخصوص الطلب الاطلاع على الأوراق التحقيقية أنا رفضت وسببت الرفض والطلب الثاني أنا محتاج المتهم (صقر) حالياً ..بعد ماذا تريد .. المحامي يخاطب القاضي بخصوص تسليم الامانات قدمت طلب . القاضي : استاذ حتى اسلم الامانات اعمل وكالة وتذكر كل التفاصيل .. استاذ ولماذا اعمل وكالة سوف يأتي شقيق موكلي وارجوا تسليم الامانات .. القاضي يسأل المتهم من يستلم الامانات المتهم شقيقي أو المحامي .. المحامي أي شخص يوافق عليه المتهم ..لا استاذ اعمل وكالة خاصة وسوف اسلم المبالغ المالية والذهب ..اما السيارة يجب أن تأتي العائدية من مديرية المرور العامة .. القاضي يخاطب المتهم هل السيارة تعود لك .. المتهم نعم سيدي تعود لي بموجب وكالة .. يجب ان يأتي مالك السيارة لتدوين اقواله .. المحامي هناك موبايل عدد اثنان .. القاضي يجاوب المحامي : أستاذ الموبايل لا استطيع تسلمهن حالياً .

أثناء ذلك المحامي يقرا إفادة المتهم التي دونت بدون حضوره بشكل سريع ..القاضي يخاطب المحامي ..أستاذ استعجل لاني مشغول جداً ..المحامي ينهي قراءة الإفادة بشكل سريع ..المحامي يخاطب القاضي وينظر الى المتهم هل تم ضربك ..القاضي لا لا لا أستاذ لا لا أستاذ هذا تلقين .. المحامي أستاذ أي تلقين تتكلم عنه ..عليك بالكشف على جسم المتهم (صقر) بحضور نائب المدعي العام و حضوري والان فوراً .. وأنت من تساله هذا السؤال الإجرائي والقانوني لأنه أحد ضمانات المتهم في قانون أصول المحاكمات الجزائية ..القاضي لا أستاذ هذا تلقين ..وعليك تقديم طلب رسمي .. القاضي : يدق الجرس : حرس اخرجوا المتهم من الغرفة.

المحامي : يخاطب القاضي : لا أستاذ بدون طلب طالما المتهم موجود أمامك أنت من تسال وتثبت هذا السؤال .. لأنه ضمانة من ضمانات المتهم وهو مهم جداً.. القاضي يرفض ذلك ؟؟

المحامي : يخاطب القاضي : أستاذ لم يسمح لي بالدخول مع موكلي الذي تم تدوين أقواله دون حضوري .. القاضي يرد على المحامي مجيد : أستاذ أنا أخذت موافقة رئيس محكمة الاستئناف وأخذت موفقة السيد النقيب المحامين العراقيين بخصوص ذلك .. وهو عدم دخول أي محامي غرفة التحقيق والحضور يكون أمامي فقط .. المحامي يرد ولكن المتهم تم تدوين أقواله خارج السياق القانوني وقد حضر أمامك ولم تسمح لي حتى بالاطلاع على الأوراق التحقيقية أو تكشف عن جسمه يعني حضور شكلي فقط .

المحامي ممتعض من أسلوب القاضي : حول الإجراءات ولا يسمح له بالاطلاع على القرار الذي اتخذه بعد تدوين الأقوال .. يخرج من غرفة القاضي ويذهب الى المحققة : ارجوا الاطلاع على قرار القاضي .. المحققة أستاذ القاضي مدد موقوفية المتهم .. ورفض مرة أخرى الاطلاع على الأوراق التحقيقية .. المحامي أستاذة اسمحي لي بالاطلاع على القرار .. أستاذ الدعوى صعدت الى نائب المدعي العام .. المحامي يستذكر أن يوم انتهاء الموقوفية هو اليوم العاشر من شهر محرم الحرام وسوف تصادف عطلة رسمية في هذا اليوم وعطلة في اليوم التالي او تتعدى ذلك الى باقي الأيام ..

المحامي مجيد يذهب الى كاتب عدل حول جلب كتاب للاذن من المحكمة لعمل وكالة خاصة ..كاتب عدل لا توافق الا بعد جلب هوية الأحوال المدنية أو جلب البطاقة الموحدة .. المحامي يرجع مرة أخرى الى المحققة حول تزويده بنسخة من البطاقة الموحدة ..المحققة تتعذر أن الدعوى عند نائب المدعي العام .

يخرج المحامي بعد انتهاء الدوام الرسمي

وهو يفكر كيف سيتعامل مع هذه الأوضاع والأحداث .. والقاضي يخالف كل الإجراءات القانونية .. والمحققة القضائية: تستمد قوتها من القاضي .. ونائب المدعي العام ست بتول أمراءه ضعيفة والا تستطيع أن تمارس دورها القانوني .. ويستذكر المحامي مجيد تأكيد المتهم (صقر) وهو في غرفة المحققة أستاذ حتى لو القاضي رفض الكفالة لا تمييز القرار أستاذ ..

وهذا حتما تلقين المحققة .. ولان محاولة التمسك بخيط من أمل أطلاق سراح المتهم بكفالة قبل انتهاء مدة الموقوفية.. افضل من المجازفة بتمييز القرار وبقاء المتهم مدة أطول وتأخير لا تقل عن شهر .. حتى ولو جاء القرار التمييزي بصالح وكيل المتهم .. مع أن عدم ضمان الإجراءات والخرق الواضح للقانون .. يحتم أتخاذ التدابير الرادعة لضمان حقوق موكل المتهم في محاكمة عادلة .. حتى لو تأخر توقيف المتهم بضعة أيام أخرى .. لان عواقب السكوت نهايتها الإدانة الحتمية في ظل الاعترافات الغير قانونية تحت الضغط والإكراه والضرب والتي علمت بها من قبل المتهم وهو يدخل غرفة التحقيق .. والإجراءات التي رافقت أحداث القضية .

 

أحدث المقالات