27 ديسمبر، 2024 5:58 ص

تعودت العوائل العراقية على مشاهدة معاناتهم في شاشات التلفزة منها القنوات العراقية والعربية وهو يتألم مما يعانيه أبناء وطنه، وعندما كنت أحاول أن أجد مسؤول حكومي أو برلماني يخرج علينا من هذه الشاشات، وهو يقول أني أتبرع بكامل مالي وحالي لكل من تضرر من الأمطار والسيول التي جرفت الفقير بكل ما بقي له من العيش، في بلد تحكمه مجموعة لا يهمها سوى الرقص على آلام شعبه وهم يعيشون في قصورهم وحماياتهم، ومنهم من صرح إلى أجهزة الإعلام يصرخ ويقول أعينوا أهلنا ممن تضرروا وهجروا، وهو من بين الذين لا يمد يده وماله لإنقاذ هذه العوائل المتضررة، يقول أنهم كذابون والبرلمان لا يصلح أن يكون ممثلاً له.

إذن أين يذهب المواطن هل يهرب من هذا الإهمال والدماء إلى جهة مجهولة وهو عراقي أحق له من غيره في العيش الكريم، وعندما تصرح الحكومة بأن أسعار النفط تدنت يقول المواطن هو ماذا جنى عندما كانت أسعار النفط عالية؟ وأين ذهبت وارداتها؟ هل ازدهر البلد والمواطن امتلىء سعادة وصحة وازدهار؟ بالعكس زادت المعاناة والإهمال والتدهور في جميع نواحي الحياة وإن زاد سعر النفط أو انخفض فالحالة نفسها، والنتيجة واحدة لأن الفساد المستشري وسراق المال العام لا يهمهم معاناة المواطن والذي يهمهم هو كيف يسرقون لأنهم والأكثرية لا يمتلكون ذرة من الوطنية وكان الله في عون جميع من تضرر ويتضرر، لكل من يتلاعب بمعاناة العراقيين والخزي والعار.

يوماً بعد يوم يتدنى مستوى العراق عالمياً وتربوياً وصحياً وعلمياً وإنسانياً؛ لأن الطبقة السياسية لا يهمهما ما وصل إليه العراق بل يهمها أن يبقى العراق بالمستوى الذي لا يشكل أي تقدم في جميع مرافقه. لماذا هل نعزو ذلك إلى نقمة حلت بالشعب العراقي هذا الشعب الراقي المثقف المتعلم الذي قضى على الأمية في فترة من الفترات وخالي من الأمراض بشتى أنواعها. جامعة بغداد التي كانت الجامعة الأولى في الوطن العربي والتي خرجت الآلاف من أبناء العراق والوطن العربي، العراق المتقدم زراعياً وصناعياً وكان مكتفي ذاتياً من المحاصيل الزراعية، والمصدر الأول للتمور في الوطن العربي، واليوم يستورد (الفجل والبصل) ويعاني من الصرف الصحي خاصة العاصمة بغداد التي كانت قبلة العرب والعالم وأنظف عاصمة عربية.

إذن من هو المسؤول عن كل هذا التدني والإهمال نعم الجميع تحت طائلة المسؤولية من ضر بالعراق وشعبه.