قبل شهور كان لي لقاءا مع معالي وزير الموارد المائية ونقلت عتبا ولوما من أهل ذي قار من أن مياة الاهوار أعطيت لاهالي النجف لزراعة الشلب للموسم الماضي .وفق رؤى وحسابات مناطقية وانتخابية .
أنتفض الرجل وتغيرت سحنة وجهه وقال لي ..حسين . من يعمل بهكذا روحية لايستحق أن يكون عراقيا بل لايستحق أن يكون موظفا على ملاك دولة العراق فما بالك بان يكون وزير .أعدكم بان الاهوار ستعود لسابق عهدها وسترى .
أجزم أن بعض الساسة والقادة يتمتعون بالألمعية والتحسب والاستباق الفطري للكثير مما يجري في بلدنا العزيز .أقول البعض وهم قلة ولله الحمد فلو كانوا كما كثيرا لضاعت هيبة التفرد والتألق والامتياز.
واجزم من أن البعض يعمل بروحية النعي والتباكي واللوم والتقريع متناسيا من أن يشعل شمعه بدلا من أن يلعن الظلام .
اليوم غمرني شعور بالفرح والغبطة وأنا ارى منشورا لابن الاهوار البار والصوت المدافع عن أهلها وطبيعتها المهندس جاسم الاسدي وأثلجت صدورنا كلمات الشكر والثناء التي كتبها بحق وزارة الموارد المائية ومديرها في ذي قار المهندس المثابر حسين على حسين .وهي نبوءة وتباشير خير بعودة الاهوار .خصوصا وان أطلاقات المياه من النواظم ألذيليه في كرمة بني سعيد… وصل منسوبها في مدينة الجبايش صباح هذا اليوم الى 95 سم، ومن المؤمل أن يتجاوز المتر صباح غد…..
هذة الاخبار المفرحة بأرتفاع مناسيب الفرات في منطقة الجبايش وأهوارها لم تأتي عن فراغ بل هو خلاصة جهد ومتابعه من طواقم اختصاصية وإدارة رصينة ووفق خطط وأفكار تبلورت ونضجت بعد محنة الجفاف وسيطرة داعش على بعض السدود وتقنين دول المنبع لهذه المياة ولعل الايام القادمة تعيد كل الحياة الى اهوارنا العزيزة بعد ان تنادى المخلصون ووضعوا وزارة الموارد المائية أمام مسؤوليتها التاريخية ..
لقد وفى الوزير ووفت الوزارة بوعودها ,وأينعت ثمار مطالبنا وندائتنا وهي حصيلة ناجحة لتظافر جهود السلطة المحلية والصحافة والإعلام ومنظمات حماية البيئة والمجتمع المدني والكتاب والمثقفين .
أملين من الوزير والوزارة بزيادة الاطلاقات المائية لعموم اهوارنا لاعادة الحياة بكل تفاصيلها وحفظ هيبتها، شكرا لكل الذين أسهموا في إحياء الأهوار والأمل عند أهلها.وشكرا لكل الجهود الخيرة من قمة الهرم الى اخر صوت وقلم كتب عن معاناة اهلنا في اهوار الجبايش .شكرا لكم .. العراق بخير ..نحن شعب لايقهر .