23 ديسمبر، 2024 11:34 م

معالي الصحفي السابق!

معالي الصحفي السابق!

خطأ كبير يرتكبه بعض الصحفيين وهم  يجاهدون للحصول على منصب مميز في مؤسسات الدولة او موقع مهم في حزب نافذ ، خطأ فاحش  ايضا اذا تأثروا بلغة المواقع والمناصب وتباحثوا في الغرف المظلمة كيف يسقطون فلان امام الرأي العام وكيف يصعدون غيره سرعان ما تتحول غرف دسك الاخبار الى غرف لتفسيد المعلومات وتلويثها وتشويش الرأي العام.
الصحفيون النبلاء هم الذين يحملون سيوف الكلمات لا خناجرها الذين لم يمس اقلامهم  سرطان سرقة المال العام ، اصحاب المواقف المتزنة لايفهمون لغة المنافع ويقولون مايفعلون 
 لايفعلون مالا يقولون  قيمة الصحفي ليس بمنصبه بل بنقاء حبر قلمه، بابتعاده عن مجاملة هذه الكتل السياسية أو تلك باحترام جمهوره ومتابعيه ، متعة العمل الصحفي ليس الجلوس في مكتب فاخر او التنقل بموكب سيارات  مصفحة او الجلوس في السطر الاول من الاجتماعات الرسمية لرجال الدولة كل ذلك لايقابله وزن امام كلمته وقلمه والمعلومات الدقيقة  التي يوصلها الى الناس فلاينفع  الصحفي الذي ينشد ترف هارون الرشيد وينعى  زهد ابو ذر.
يمكن القول أن فلانا كان الوزير السابق او المدير العام السابق او النائب السابق أو السفير السابق لكنه من الصعب القول الصحفي السابق هذا منصب دائم و لقب لاينتزع.
ينشغل بال السياسيين كثيرا بالصحفيين الذين لايأخذون منهم هدايا ولايجالسونهم موائد الطعام ولايسافرون معهم على حسابهم  الخاص  ولايجاملونهم بأعمدة او اخبار مدفوعة الثمن.
فساد الصحفي بخطورة فساد المعلم لان الاول يغير قناعات الرأي العام والثاني يؤسس جيلا بغطاء فاسد.
الصحفي الناجح هو الذي يتذكر الجميل ولاينكره هو الذي يقول ان فلانا استاذي ولايتخلى عنه  فالرجال مواقف والمواقف سيوف حق مسلولة كما يقول العرب الاوائل عندما كانت الكلمات اكثر وطيسا من الحروب. 
الصحفي الذي يملك حبرا نزيها لم يتلوث بعد بمغريات دنيا هارون ليس من حقه ان يكون ناشطا مدنيا او منتميا لحزب سياسي او حتى متظاهرا لانه سيفقد  تلقائيا خاصية نقل الحقائق وسيكون رأيه حبيس حنجرته، رايي بالصحفيين مثل رايي بدخول رجال الدين”المعممين ” الى المعترك السياسي  فالصحفيون الذين يدخلون بورصة العمل السياسي سينقلبون على اعقابهم وستنقل عيون اقلامهم نصف الحقيقة لا كلها أن استطاعوا الى ذلك سبيلا.
شقاء العمل الصحفي متعة وفساده نقمة ابديةوالصحفيون بلا مناصب اقرب الى الحقيقة  وابعد عن الخيال السياسي وليس هناك صحفي سابق الا مارحم ربي ولاحزن على الذي ضاع قلمه بين اقلام الفاسدين من الصحفيين الاوليين والاخريين!