منظـــــــــــومة إصلاح الحـــداثة
محاور المقــــال:
مقدمات:
عندما تبدأ أية منظومة منتجة أو مديرة أو متغافلة عن الأزمات وبغرض الاستفادة منها وليس منظومة تنتج الإصلاح عالميا، فهي منظومة آيلة للسقوط وهنالك خلل في أقطاب العالم تحتاج إلى إعادة اصطفاف
منظومة الحداثة التي بنيت على الإقطاع أساسا ولتتطور نحو الرأسمالية وتتخذ طريق العلمانية وغيرها كآلياتوالنفعية كمنهج سلوك قيمي عندها وتعاملت مع نظم استبدادية في الخارج لتحقيق النفعية، كما اتخذت في الشرق آليات أيدلوجية قمعية غالبا.
جنوح نظام الحداثة الغربي وعجزه أمام أسئلة ولدتها الحداثة نفسها بتوسع الاختراعات والمواصلات والتواصل لدرجة تقارب العالم دون إمكانية السيطرة عليه، وعجز الاتحاد السوفيتي السابق عن تمثيل التحدي وحصول القطب الواحد الذي اثر سلبا على العالم من امتصاص للثروات وقلاقل وفوضى تتيح عملية السلب هذه دون التفكير بأسلوب الارتقاء المدني وتبادل المنفعة وهو أسلوب نشأ منذ الاستعمار القديم باستنزاف الشعوب وعندما ثارت تلك الشعوب والتي كانت تركز دعواها لقرون على أن المحتل غريب أبدلت تلك الدول نفسها بمستبدين يحققون ذات الأغراض تقريبا ولتبقى تلك الدول سوقا.
معالم تململ:
الغرب وأمريكا وصلت مرحلة انسداد في اختلال التوازنات مع رغبة واضحة للصين وروسيا ويمكن ضم كوريا الشمالية كقوة استراتيجية، ظهرت قوى تدفع باتجاه ضرورة إعادة التوازن إلى معادلة مضطربة على حساب الدول الضعيفة رغم أن بعضها يقوم عليه اقتصاد العالم كما دول الشرق العربي عموما، فالان العالم بما يشبه مرحلة التعويم وعلى الدول بما فيها دول الخليج والمشرق إن تجد لها مكانا في التوازن الجديد.
في عشر سنين مضت ظهرت بوادر
لماذا يجب أن تعيد الدول العربية حساباتها:
واقع الحال أن التغيير حاصل قادم لكن إعادة التموضع لا ترتكز على أيديولوجيا أو بروز فكر جديد، وإنما تكرار لتموضع حصل في الحروب العالمية السابقة، بيد أننا أمامتموضع فشل وصناعة أزمات وليس تموضعا واعدا بحياة أفضل وان لن تحصل لكن تقارب العالم يجعل الثقة بها شبه معدومة.
النظم الغربية نفسها تتعرض لضغوط شعبية للخروج من نظام العولمة آلية الحداثة في الانتشار والهيمنة ورأينا خروج واضح لبريطانيا، بيد أنها بقت تكافح لبقاء مكانتها بالحداثة لهذا وضعت نفسها في الواجهة في حرب القرم الحالية رغم أنها ليست الأولى في تقديم الدعم، لكن بصوت عال وفقدان الدبلوماسية التي عرفت بها بريطانيا، ولابد لها أن تعود لتضع أسس جديدة مع الشرق العربي لتحصين وضعها القطبي من خلال مشاركات وارتقاء مدني متبادل يجعل المنطقة هادئة والشعوب مسترخية في رفاهية لا تخسر بها شيء لأنها أموالهم حقيقة.
تداخل الغرب مع النازحين نتيجة المشاكل، اظهر إن الغرب ليس متصالحا مع نفسه وان هنالك بروز لمشاكل من نوع جديد وتحديات واهتزازات أكثرها وضوحا في العلمانية اللائكية والتي تبدو متناقضة للناظر، وظهور الإسلام فوبيا.
العالم كخلاصة يتحرك بلا عروة، ولو إن المسلمين فهموا الإسلام وكأنه ينزل اليوم وتخلصوا من سجنهم التاريخي في الاجتهاد والنموذج، لكان خير العالم وإعادة توازنه على قيم أخلاقية وتفاهم بدل الصراعات التي ستتقاربزمنيا إلى أن تصبح مستمرة كما الفوضى شائعة اليوم خفية أو ظاهرا كذلك ستكون الحروب إن لم يتيقظ المسلمون بفكر رباني مفهوم صحيح وليس طلاسم وطقوس ونقل التاريخ بمشاكله وأفكار ظنية تضيع قيمة التاريخ كعظة وأشخاصه كقدوة.