22 نوفمبر، 2024 9:16 م
Search
Close this search box.

معالجة الاشاعة في ضوء القران الكريم

معالجة الاشاعة في ضوء القران الكريم

من اشد ما يبتلي به المجتمع المسلم اليوم هو الاشاعة حيث تلعب الاشاعة دورا كبيرا في تهديم الفرد وتهديم المجتمع بامكان الاشاعة المدروسة اليوم ،ان تهدم جامعا او تقفل مدرسة او ترهب حيا بأكمله وتروع بيتا او بلدا بسبب الاشاعة وخاصة اذا كانت الاشاعة مدروسة بشكل جيد ولو اتينا الى الى ابسط مفردات الاشاعة ، وهي التي يعيشها كل انسان منا كل يوم بل لعلها كل ساعة حيث لا تخلو الاحاديث ( هل علمت ..وهل دريت ..وهل كنت تتوقع ..وهل تعرف لماذا )!!!!!
ومن هنا فان قراننا الكريم القران الخالد قد وضع لنا برنامج ضروريا لعلاج مرض الاشاعة وقطعه من أساسه فالقران الكريم وجهنا الى تبني عدة نقاط كمنهج عملي صحيح
اولا : القران الكريم نهى غير مرة من العمل بالظن ،قال تعالى (ان الظن لا يغني عن الحق شيئا ) اذ ان الانسان الذي يتعامل على ضوء ظنونه ومعطياته الخاصة أكيدا سيقع في الخطأ وبغض النظر عن معنى الظن المقصود الا ان المعنى واضح من النهي عن العمل به
ثانيا : القران الكريم نهى عن اتباع الحواس وميز بينها وبين العلم (ولا تقف ماليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا )
وهنا القران الكريم قد أضاف الوساوس (القلب ) كعامل مهم في تأليف الاشاعة او تقبلها او الزيادة عليها بل ان الانسان قد ينتج الاشاعة من نفسه فيضرب بها مجتمعا كاملا ليشوه بها انسانا او طائفة .
ثالثا : القران الكريم اكد على ضرورة التأكد والتحقق من اي معلومة (لك به علم ) وهذا امر ضروري خاصة في المرحلة التي يعيش فيها الانسان وسط ابواق متضاربة ومصادر خبرية واعلامية متضاربة متضادة متلونة فان اتباعها اتباع للظن
وكم وجدنا اننا نعيش افكارا كثيرة ، بل حتى معتقدات واراء خاطئة ، لاننا آخذناها جاهزة ، وتعاملنا معها تعامل البديهية ، في حين القران الكريم ينبهنا عن ذلك وقد مدح فينا العاقلين والمتفكرين والمتدبرين ولم يمدح الجاهلين او الغافلين ، فليس من الصحيح ان يبني الإنسان آراءه ومواقفه على مجرد اشاعة او دعاية بثت هنا او هناك لمجرد ان فلان قالها ، او الاعلام قالها ، او سمعها من مستطرق في الطريق ، او لمجرد تأليفات ظنية من قبل ذات الإنسان في مكنون صدره بل علينا ان نتق الله تعالى في ان لا نتقبل كل مايرد الينا الا بعد التأكد والتفحص والروية في اتخاذ الموقف العملي والقولي تجاهها .

أحدث المقالات