23 ديسمبر، 2024 10:02 ص

معاقل الانتفاضة سيف ذو حدين ضد النظام الايراني

معاقل الانتفاضة سيف ذو حدين ضد النظام الايراني

بقدر مايتمادى نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في ممارساته القمعية ضد الشعب الايراني ولايکف عن ظلمه وإستبداده، فإنه وفي المقابل لايهدأ للشعب بال ويصعد من نضاله من أجل الحرية والتغيير الجذري في إيران، لکن الحقيقة التي لايمکن أبدا أن ينساها هذا النظام هي إن تصاعد نضال الشعب الايراني وإرتفاع مستوى وعيه السياسي مرتبط إرتباطا جدليا بمنظمة مجاهدي خلق والدور النضالي الذي تقوم به منذ إعلانه رفض المصادقة على دستور نظام ولاية الفقيه.
منظمة مجاهدي خلق التي کان لها أساليب وأنماط غير مسبوقة من النضال ضد النظام الديني القائم في طهران، وکانت ولازالت تفاجئه بالمزيد من هذه الاساليب والانماط الجديدة ولکن لايمکن أبدا للنظام أن ينسى تأسيس معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق والذي جرى أثناء إنتفاضة 28 ديسمبر2017، والذي باغت النظام کثيرا لکونه أکثر الاساليب فعالية وتأثيرا عليه مع الاخذ بنظر الاعتبار بأن النظام قد فشل فشل ذريعا في محاولاته المستميتة من أجل القضاء عليها وإنهاء دورها.
معاقل الانتفاضة کأسلوب جديد لنضال الشعب الايراني ومنظمة مجاهدي ضد النظام الايراني يمکن إعتبار قوة تأثيره على النظام يکمن في نقطتين رئيسيتين، الاولى إنها”أي معاقل الانتفاضة”، تقوم بدورا عسکريا ثوريا من خلال مهاجمة مقرات الحرس الثوري والباسيج والمراکز الامنية والدينية ومحاکم النظام وجلاوزته ولاسيما رجال الدين الذي يمثلون المرشد الاعلى والهدف من وراء هذه النشاطات هو کسر حاجز الخوف والرهبة من النظام وإظهار عجزه في حالة نهوض الشعب بوجهه، ولطالما إعترف قادة النظام وسائل إعلامه بذلك، أما النقطة الثانية لقوة تأثير معاقل الانتفاضة على النظام فإنها تکمن في إن هذه المعاقل تلعب دورا تعبويا سياسيا ـ فکريا من أجل رفع مستوى وعي الشعب الايراني، ومن دون شك فإن دور ویأثير هذه المعاقل يمکن أخذها بالحسبان إذا ماقمنا بمقارنتها بالفارق الزمني الکبير نسبيا بين إنتفاضة عام 2009، وإنتفاضة 28 ديسمبر2017، من جهة، والفارق الزمني القصير نسبيا بين إنتفاضة 28 ديسمبر2017 وإنتفاضة 15 نوفمبر2019، وسبب قصر الفارق الزمني بين الانتفاضتين الاخيرتين إضافة الى تزايد الاحتجاجات الشعبية ضد النظام بصورة غير مسبوقة، يعود الى الدور النضالي الثوري والتعبوي والتوعوي الذي لعبته معاقل الانتفاضة دونما کلل أو ملل.
معاقل الانتفاضة ومنذ تأسيسها أثبتت دائما دورها وتأثيرها المستمر على الاوضاع وعلى رسم مسارات وإتجاهات نضال الشعب الايراني بل وحتى إنه لايمر يوم دون أن تکون هناك نشاطات لها في سائر أرجاء إيران وحتى إنها وعلى سبيل المثال لا الحصر قد قامت خلال الاسبوع المنصرم بنشاطات ثورية وسياسية توعوية شملت مدن طهران والاهواز ورشت وإصفهان وتبريز وقزوين وکرمان وإيلام وهرمزکان ونور ورباط کريم وغيرها مما يٶکد بأن هذه المعاقل قد أصبحت بالنسبة للنظام الايراني من حيث تأثيرها سيفا ذو حدين.