18 ديسمبر، 2024 11:47 م

معارك الفضاء الاعلامي أبرز محن المواطن في العراق !

معارك الفضاء الاعلامي أبرز محن المواطن في العراق !

هل من جديد القول، ان المواطن يعيش اليوم، صراعا داخليا مع نفسه، فتراه يظهر غير ما يبطن، ويبتسم، ووجدانه باك، فقد بات القلق لازمة يومية في سلوكه، نتيجة تلاطم امواج التصريحات، والحوارات الساخنة التي يسمعها ويشاهدها من على شاشات التلفاز، فاختلط عليه الخيط الاسود من الخيط الابيض، وبات والقلق صنوان لا يفترقان، لعدم قدرته على إظهار مشاعره الداخلية الشخصية أو التعبير عنها صراحة، نتيجة هيمنة منظورة وغير منظوره يخشاها، ابرزها المستقبل غير الواضح في مناحي الحياة، وتقلباتها، بسبب تباين ما يدخل ذهنه من صراخ يومي.
وليس بخاف على احد، ملاحظة الخوف النفسي الذي يصاحب المواطن في مسيرته اليومية، وعدم القدرة على التغلب على أي موقف يواجهه، وهذا ليس بالأمر السهل، فهو مؤشر على ضعف القوة الداخلية للإنسان، وهي من أكثر أنواع القوى التي لا يمكن مراوغتها وتجاهلها، لما لها من تأثير محبط وانعكاس على الفرد والمجتمع.
ولا أتي بجديد حين اقول، ان المرء يحتاج الى من يعيد اليه قوته الداخلية وإلى طمأنة نفسه من خلال شعوره برعاية الدولة له ومصارحته بكل شيء، حتى يدرك أنه شخص جيد ويستحق العيش من دون إرهاق مزمن من خوف مسيطر عليه منذ بدء يومه وتوجهه لعمله، حتى عودته الى احضان عائلته.
ان بلوغ القوة الداخلية وعكسها على أنفسنا وحياتنا اليومية ليس بالأمر السهل، وعلى الحكومة ومؤسساتها ان تسعى الى كبح كل ما هو سلبي.. فالإحساس بالمناعة والتقدير للحياة يكسبنا نوعا من القوة، وهي الامتنان لما هو جميل وخير… لكن من اين تأت المناعة ونحن نعيش في بحر متلاطم من المشاكل والتصريحات وعراك الفضائيات واخبار السرقات والسحت الحرام..
يا بعض من نشاهدهم يوميا، ونقرأ لهم يوميا .. كلكم اعزاء علينا، نرجوكم ادراك ان لغو الكلام والصراخ، ربما هو قارب شهرة مؤقتة، لكن هدوء الحوار والمنطق الحقيقي هو شاطئ السلامة المجتمعية، فرحمة بالمواطن البسيط، فالوطن على صفيح ساخن، فيما نرى افواهكم وافواه ضيوفكم تتبارى في حلبات امام جمهور، ضاعت عليه الافعال وردودها.