19 ديسمبر، 2024 3:02 ص

معارك العبادي تفشلها الميليشيات ..!

معارك العبادي تفشلها الميليشيات ..!

شكلت الميليشيات الطائفية الايرانية ،التي انشأتها ايران بفرض فتوى الجهاد الكفائي ،على مرجعية النجف، وبأعترافها، وتنصل المرجعية قبل اسبوعين ،من جرائم هذه الميليشيات، عندما قالت في بيان لها واضح وصريح ،(ان الفتوى كانت تستهدف عناصر تنظيم داعش وليس العراقيين)،وهذا اكبر اعتراف من المرجعية ،بجرائم الميليشيات التي تقتل العراقيين الابرياء، تحت يافطة الجهاد الكفائي والحشد الشعبي ،مستغلة الفتوى لتنفيذ اهدافا طائفية واجندة ايرانية، لحقد وثأرتاريخي بعيد وقريب ، عقبة كأداء امام أي معركة يخوضها الجيش، في مواجهة تنظيم داعش ،فجميع المعارك التي شاركت فيها الميليشيات ،كانت معارك انتقامية ،ثأرية،طائفية بإمتياز ، تم قتل الابرياء وتهجيرعوائلهم وحرق بيوتهم وتفجير جوامعهم ومساجدهم، والامثلة لا تعد ولا تحصى بالوثائق والافلام والاسماء ،وتقارير الامم المتحدة والمنظمات الدولية كلها تؤكد ذلك ، وما جرى مؤخرا في معركة الصقلاوية  شاهد صارخ على جرائمها ، وهذا ليس موضوعنا بالتاكيد، لان جرائم الميليشيات الايرانية في العراق، لم يختلف عليها اثنان، بما فيهم العبادي وحكومته ،والاحزاب الطائفية الايرانية التي تشارك في السلطة ، وتعرف تفاصيلها الدقيقة ادارة اوباما ، بل وتدعمها لتنفيذ اهدافا لها ،ولكن كل معركة تشارك فيها الميليشيات ،باسم الحشد الشعبي تفشل المعركة، وتحول (النصر فيها )، الى عمليات انتقامية وتخطف طعم الانتصار على داعش ،وتحوله الى (نصر )لداعش، رغم خسارته وهزيمته في المعركة ،حيث تخسرقوات الجيش والميليشيات ،حاضنة المدن والقصبات التي (تحررها) 

هناك بفعل الجرائم الانتقامية التي ترتكبها هناك،ويتحول النصر بطعم الهزيمة، ولكن ما نريد قوله ونحلل مضامينه ،لماذا يعتمد العبادي على هذه الميليشيات ولايترك الجيش والشرطة الاتحادية وغيرها من مؤسسات الجيش ،هي من يقاتل ارهاب داعش ويطرده من المدن التي استولى عليها ، لمذا الاصرار على اشراك الميليشيات في اية معركة ، ابتداء ان الميليشيات ،تأسست لتكون حرس ثوري عراقي بديل عن الجيش العراقي،وما الفتوى الكفائية ما هي الا (فكرة ايرانية ) ابتدعها حكام طهران وفرضوها على مرجعية النجف، وهذا اعتراف نوري المالكي نفسه ، الذي قال ان الحشد الشعبي هو من (انجازاتي) ليكون تمهيدا للحرس الثوري ، ثم ان لدى ايران غايات وثارات تاريخية تريد تحقيقها من خلال الميليشيات ، وكذلك لكي تكون هذه الميليشيات اداة عسكرية تابعة للمرشد الخامنئي في تهديد دول الخليج العربي (صواريخ البطاط وتصريحات العامري والخزعلي ) ضد السعودية والبحرين وغيؤرها دليلا، ومهام الميليشيات تذهب ابعد من هذا تماما،فهي تقاتل في اكثر من دولة عربية ،لصالح المشروع الايراني التوسعي ، والتمدد في التشيع الفارسي لاقامة الامبراطورية الفارسية الكبرى ،كما يصرح قادة وملالي طهران علنا ، الم يقولوا ان بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية ، وما حصل في الجزائر مؤخرا بقيام سفير العراق هناك، وهو من الحزب الاسلامي الخسيس  ذيل خامنئي وتابعه الذليل، بإعلان تسيير رحلات وقوافل، من الجزائر الى العتبات المقدسة في العراق،بهدف نشر التشيع الفارسي في الجزائر ، اذن مهمة الميليشيات مهمة ايرانية لتنفيذ مشروع ايراني، وليس (لتحرير العراق) من داعش، فهما ينهلان من بئر الطائفية الفارسية ، 
ويلقيان دعمها وهما صنيعة ايرانية اكيدة ، فمعارك العبادي يفشلها الحشد الشعبي الميليشياوي ، لهذه الاسباب ، اما الاسباب الاخرى فلأن الميليشيات تأخذ اوامرها وتعليماتها من ايران، تتقاطع مع القادة العسكريين المهنيين في الجيش ،وتتقاطع مع الاهداف والقرارات التي تصدرها وزارة الدفاع ،لاينفذها ولا يعترف بها احد في الحشد الشعبي ، وهذا سبب خسارة العبادي لمعاركه ،عندما يشترك الحشد وميليشياته في المعركة ، وهذا حصل في معارك ديالى وبيجي ومكحول وامرلي وتكريت وحقول علاس وعجيل والانبار، واخيرا الفلوجة والصقلاوية ،التي حصلت جرائم وابادة جماعية ،نفذتها  بها ميليشيات ايران ، وقام العبادي فورا وبتحذير وامر امريكي، بإبعاد الحشد فورا عن معركة الفلوجة وتم ذلك ،بعد ان تعرقلت صفحات المعركة ،وتعطل تحقيق  اي نصر في تحرير الفلوجة ،اذن الميليشيات الايرانية هي قرار ايراني لايستطيع العبادي ولا غيره ،التصدي لها ومنعها من الاشتراك في اية معركة ، لا بل هي الان لها القدح المعلى في الملف الامني والعسكري في العراق كله، واصبح نفوذها اكبر من اي نفوذ اخر على الاطلاق، وجميع الاحزاب الطائفية والكتل السياسية ،تمجد هذه الميليشيات خوفا سطوتها  ، وتخشى نفوذها ، فها هو هادي العامري يهدد العبادي ويرفض قرارات اعفاء المفتشين العاميين ، بمعنى لاقيمة لاصلاحاتك يا عبادي ، وغيرها وهذا يؤكد ان العبادي (بالرغم من تعطل حكومته ولا وجود لها قانونيا)، 
لارأي له امام سطوة الميليشيات، وان كلامها هو الذي يمشي في اية معركة ، واليوم تتجه الانظار الى معركتين تاريخيتين ،هما معركة الفلوجة التي تشرف على نهاياتها ، ومعركة الموصل التي تلوح ساعات انطلاقتها ، فمعركة الفلوجة اثبتت حقائق، ومعطيات لايمكن تخطيها، بغض النظر عن العدو  وهو داعش عدو كل عراقي وطني ، ولكن لان المعركة اشتركت فيها قوى عظمى  وتحالف دولي بكل ثقله العسكري وطائراته واسلحته الحديثة والمتطورة، وجيش جرار وحشد يقوده قاسم سليماني وميليشياته الطائفية ، امام  عناصر وعصابات قدرتها وزارة الدفاع العراقية ب(900). فلماذا انهمزت قوات الجيش وتاخر تحقيق نصر سريع ، بعد ان قدم الاف الضحايا من الجيش والشرطة ،وعشرات من قتلى الحشد الميليشياوي وجنرالات الحرس الثوري، ومنهم شقيق احمد نجاد الرئيس الايراني السابق ، فهل كان داعش وحده يقاتل هناك ،ام ان هناك جماعات اخرى تقاتل معها ، او بدونها ، من المؤكد ان هناك من كان يقاتل عدوين بآن واحد  ،حيث يقاتل داعش والميليشيات ، وهو شعب الفلوجة الوطني الاصيل ، ليواجه من اراد ان ينتقم من اهلها في بداية الاحتلال عندما اذاقه شعب واهل الفلوجة الامرين والحنظل وعلق جثث جنوده ومستشاريه على اعمدة الجسور،يومها لم يكن هناك لاداعش ولا هم يحزنون ، واليوم جاءت كل هذه الجيوش لتنتقم وقد انتقمت  وخسئت، وهكذا ابيدت الفلوجة بحجة وجود داعش والقضاء عليه ، اما معركة الموصل المرتقبة ، فإن الامر سيكون اقل وطأة ،على اهل الموصل، وأشد قسوة على داعش، لان اهداف امريكا تحقيق نصر فوري، قبل الانتخابات الرئاسية ، باقل الخسائر وبلا جرائم ميليشيات ،تفسد طعم (النصر الامريكي في الموصل)، على عكس ما جرى في معركة الفلوجة ،اذن معركة الموصل ستكون سريعة ،ولكنها صعبة ومعقدة جدا، وربما تكون المعركة الاخيرة لامريكا في المنطقة ، لان داعش سينهار بعدها في كل مكان ،بكل تاكيد ،فهو يعتبر الموصل عاصمة خلافته المزعومة ، 
وضياعها يعني زوالها، وهكذا ستكون نهاية داعش في الموصل، وسينتفض اهلها قبل وصول قوات التحريربدون الحشد وميليشياته ، ليغسلوا عار نوري المالكي الذي لبسه ،يوم سلمها لداعش قبل عامين من الان واكثر ، معارك العبادي مع داعش عبثية بمشاركة الميليشيات ، ولكنها ناجحة وتحقق اهدافها ،عندما يتخلى عن الميليشيات، وما نراه في اواخر معركة الفلوجة ،ومعارك الشرقاط واطراف الموصل في مخمور وبعشيقة ومكحول وعجيل وعلاس وغيرها ،الا دليل على ان الحشد الشعبي بميليشيات، هو سبب خسارة جيش العبادي في معاركه ضد تنظيم داعش ..    

أحدث المقالات

أحدث المقالات