17 نوفمبر، 2024 9:48 م
Search
Close this search box.

معارك البلاد معارك الارهاب والفساد

معارك البلاد معارك الارهاب والفساد

يبدو ان معارك العراق لاتنتهي وليس لها حد , فمنذ ان اطلقت صرختي الاولى في هذا الوجود ((وانا الخمسيني )) اعيش اجواء الحروب وتدور رحى الحرب التي تطحن الحجر والبشر وتجر بالويلات وتثير الخراب والدمار .
لم ننعم يوما بالاسقرار والعيش الرغيد والامان والسلام رغم ان عاصمتنا تسمى  ((دار السلام)) مثلما لم نذق طعم الحرية , وما ان تنتهي معركة لتبدأ أخرى جديده وكأن هذا البلد الذي يقال عنه انه اغنى بلد في العالم بثرواته قد اتفق عليه الجميع شرقا وغربا وفي الداخل والخارج ان لا يدعوه يتنعم بخيراته ويعيش فترة من الزمن في بحبوحة عيش كباقي الشعوب . وما كدنا نأخذ نفسا بعد رحيل الطاغية حتى غصت الصدور مرة اخرى بنيران الحروب الاشد ضراوة .
واليوم وحيث نعيش وسط حمامات الدم و النزف اليومي الذي لا ينضب وحيث تدمى القلوب والعيون لمنظر اللافتات السوداء التي تغطي جدران المدن اليوم نعيش معركتين شاقتين معركة الارهاب التي امتدت خلاياه السرطانية من خارج الحدود وتغلغلت وانتشرت  الى مفاصل الوطن والتي لم نشاهد لها مثيل على مدى العقود الماضية باقل تقدير حيث القتل والذبح الجماعي وقطع الرؤوس والتهجير والتكفير والمفخخات بانواعها والكواتم  , ومعركة اخرى لاتقل قسوة ووطأة يمارسها المتسلطون والمتربعون على كرسي القرار وهي معركة الفساد والنهب للمال العام وتقاسم السلطات والمغانم وفي كلتا المعركتين تدور الرحى على هذا الشعب المسكين ويترك وحيدا يواجه الموت والقتل والتشريد والفقر والحرمان فصار الارهاب والمفسدين والسراق في جبهة واحدة قبال ابناء هذا الشعب من الفقراء والمعدمين وهكذا تكون حيتان الفساد من المنتفعين والوصولين والسياسين تشكل نقمة اخرى وهم  اخر ليزيد الام الناس اضافة الى نقمات ميليشيات الارهاب ومجاميع الموت .
وفيما سكاكين الارهاب ما زالت تقطع الاوداج ومافيات الفساد تنخر باجساد العباد وتنهب ثروات البلاد تظل السلطة ((المنتخبة))مشغولة بتقاسم المغانم والمحاصصة وتوزيع الكراسي وتتطاحن فيما بينها لاكتساب المغانم  ويظل المعدمين يتلقون الصدمات بصدور عارية الصدمة تلو الاخرى في رحى حرب الاباده .
ولكن هل يظل هذا الشعب يتلقى الضربات للاخير او ينتظر كما تنتظر الجنازة ساعة الدفن ولان الشيء بالشيء يذكر فاني اتذكر في منتصف الثمانينات
 كتب احد الشعراء قصيدة تحدث فيها عن شعب مصر ايام حكم السادات وقد اساء لهذا الشعب العريق  قائلا ((…. ومصرالتي نامت عن ثعالبها  ..)) فأنبرى له احد كتاب مصر لم يحضرني اسمه للاسف ((ان مصر لم تنم وسيأتي اليوم الذي ترى ذلك وفعلا اثبت هذا الشعب انه شعب حي لا يستكين على ضيم .
فما بالنا وهذا شعبنا موغل بالاصالة والعراقة والقيم كيف يتلقى الموت صباحا ومساء ويتعرى ويجوع فيما ينشغل عنه حكامه بصراعاتهم  وملذاتهم لا لشيء الا لاجل الاستحواذ على اكثر عدد من المناصب والكراسي والمغانم . واسأل هل ان جياع العراق نامت عن ثعالبها ام ما زالت جرعات  افيون الصبر تسري
ظني ان لكل شيء حد والذي نام لابد ان يستيقظ ويصحو وان ثورة البنفسج قريبة والصناديق قريبة لنثبت ان لا يمكن ان نخدع مرة اخرى وان نقول  بصوت عال كلا لهؤلاء الذين انتخبناهم وخذلونا وان لانجري وراء شعاراتهم ومكائدهم وتخندقاتهم الطائفية  والقومية والعشائرية فهي هذه المرة لن تنطلي علينا ابدا  فالمزابل قريبة منهم  ومن شعاراتهم علينا ان نختار بتمعن ودقة كي يظل الاصبع البنفسجي مرفوعا لا ان يكون استحقاقه القطع ندما ويوم لا ينفع النادمون ندمهم .

أحدث المقالات