وظل بريسم مهدور الدم ومختفيا عن الأنظار الى أن ذهب بعض الناس الى السيد حسن الغالبي ( الذي كان نائب ضابط في جيش صدام ) وطلبوا منه الغاء فتواه وبفضل الله ألغاها ليُنقذ نفساً حرّم الله قتلها الا بالحق . وفي أحد الأيام طلب العراقيون السنة من قيادة المعسكر عزلهم عن المخيم وفعلاً تم انشاء مخيماً لهم قرب مقر قيادة المعسكر وأصبح مخيمان أحدهما للشيعة والآخر للسنة !!! ولكثرة مراجعات العراقيين لقيادة المعسكر السعودي المشرف على المخيم أقترح قائد المعسكر أن يكون مسؤول لكل مربع ومسؤول لكل خلية ليكونوا حلقة وصل بين القائد واللاجئين وتم أختيار المسؤولين وتم أختيار كريم الحصونة مسؤولا لخلية الضباط بينما لم يمكث اللواء الركن عبد الأمير عبيس في المخيم الا أياما معدودة ثم انتقل الى الرياض متخلياً عن الضباط المعارضين وعن قيادتهم ، ومرّت الأيام وبدأت وجبات الذهاب الى بيت الله لأداء العمرة ، وصلت الباصات وذهب المعتمرون ومكثوا يومان في أرقى الفنادق في مكة ، ثم ذهبت الوجبة الثانية وعادت ، فجاء قائد المعسكر وقال : ياأخوان يا مسلمين والله حرام عليكم ، وجبتين يرحون لبيت الله ويبيتون بأرقى الفنادق على حساب الملك فهد الله يحفظه ويسرقون أكواب الفندق والملاعق وشراشف الغرف والستائر ووصلت شكاوي الفنادق للملك وأمر الملك بعدم المبيت وتكون العمرة بنفس اليوم وبحراسة مشددة وفعلاً تم ذلك حيث أديت العمرة مع مجموعة بنفس اليوم وسط حراسة مشددة والحمد لله . ومرّت أيام صعاب، وفي صباح يوم سمعت صوت انتفاضة وصراخ فأسرعت وشاهدت عبود الغانم من أهالي النجف لابساً الكفن الأبيض وبيده سيف ذو الفقار وخلفه حاشيته وبأيديهم سيوف قاطعة ( السيوف مصنعة داخل المخيم حيث يتم قلع أوتاد الحديد الماسكة للأسلاك الشائكة وطرقها بحجر على حجر الى أن يستوي الوتد ثم وضعه على نار وطرقه ثم حد جانبيه بصخر الى أن يلمع ) !!!! سألت ما الأمر ؟؟؟ قالوا وصل خطر المؤامرة لعبود الغانم لأعتقاله فنادى لأعتصام عام لنصرته وطرد كافة الخونة والعملاء البعثيين ، وتم مهاجمة العملاء والعثور على قوائم بأسماء الآلاف من اللاجئين المطلوبين لنظام صدام في خيمة مهدي الخزرجي أبو رسل وكان أسمي من ضمن الأسماء فهرب العملاء خارج المخيم وأنشأ لهم مخيماً سُمي بمخيم المنافقين وأصبحت ثلاثة مخيمات للعراقيين في نفس المنطقة ، واعتصم الجميع وجلسوا في الطريق الرئيسي المؤدي لداخل المخيم وشاركتهم الأعتصام ورفضنا الأكل والماء وجاء قائد المعسكر المكلف بحماية المخيم فرفضنا الحديث معه وطلبنا مقابلة مسؤولاً من العائلة المالكة وفعلاً تم ذلك وتم تبليغهم بمطالب اللاجئين وهي عدم دخول أية سيارة عسكرية سعودية للمخيم وعدم عودة العملاء للمخيم وتم ذلك لأشهر ثم عاد الوضع الى ما كان عليه سابقاً وعاد عباس طناگ وأنحنت له العُگل تحية له : ( أهلا أغاتي ومولاي أبو فارس ) !!!! ومرّت سنين تخللتها عواصف رملية وقلع خيام وأعلى درجات الحرارة في الصيف وأمطار غزيرة وطوفان وبرد زمهرير في الشتاء وارهاب وقتل وتكفير وفتاوي ما أنزل الله بها من سلطان كل ذلك كان في عراق مصغر يضم أبناء كافة المحافظات ، ومرت السنين وأنا مفقود في حسابات أهلي فلا يعلمون ان كنت حيّاً أو ميّتاً !!! ووصلت الكآبة ذروتها وتسللت ليلاً مع صديقي ناجي السعيدي البغدادي الى الشارع الرئيسي المؤدي الى المخيم وكتبت فيه ( S.O.S ) (انقذوا أرواحنا ) بحجم كبير جداً وبعد فترة وصل مكتب الأمم المتحدة الى المخيم ووزعوا استمارات لملئها لغرض تسفيرنا الى دول الخارج وبدأ مبدأ الرشاوي حيث يتم دفع 200 دولار ل( محمد الهندي ) سائق الأمم المتحدة ليتقاسمها مع ممثل الأمم المتحدة في المخيم وكان( كريم السوري ) ثم خلفته سونيا المصرية مع جون .وفي أحد الأيام أجتمعنا كضباط في بيت العميد علاء ( أبو حسين ) لتغيير مسؤول خلية الضباط ( سيد كريم الحصونة ) وتم اتفاق الجميع على تغييره لكنه رفض بشدة وقال : ( والله ما أنطيها ) آنا مكلف من قبل قائد المعسكر ومو بكيفكم تغيروني والله ما أنطيها على گص رگبتي !!!! . ( ضحكنا وقلنا اذا خلية ما تنطيها لعد الحق مع صدام لما يگول أسوي العراق تراب وما أنطيه ) . ومرت 5 سنوات وأنا أُعاني من بيئة نفاق ودجل وشيخ أفغاني يخطب بلغته الأفغانيه والحضور عراقيين عرب لايفهموا منه شيئاً !!! أو مؤذن عراقي من البصرة يؤذن في جامع البصرة بلسان أعجمي وكأنه المؤذن الفارسي في اذاعة طهران بينما يتحدث باللهجة البصرية بعد الأنتهاء من الأذان !!!!!! وفي أحد الأيام زارني النقيب مباحث السعودي ( أبو لافي ) بصحبة المنافق العراقي ( كريم الحصونة ) وأخبرني بأنه ألتقى بأخوتي في الحدود العراقية خلال ذهابه مع العراقيين العائدين طوعاً قائلاً : يا نقيب كامل أهلك وأخوتك يسلمون عليك وأنا ألتقيت فيهم عالحدود وأقسم لك بالله أنهم يبغون يشوفوك ومشتاقين لك جداً ، يالله يا رجل امشي معي آخذك وأرجعك بسيارتي . ) !!!! . يتبع
[email protected]