سألت : من هذا الشيخ ؟ قالوا : هو الشيخ محمد رضا شبيب الساعدي وهو القائد الديني في المخيم وممثل المرجعية !!! قلت الحمد لله الذي جعل العراقيين يلتفون حول شخص ويتخذوه قائدا ، ومرّت الأيام وزار المخيم بعض المعارضين لصدام والبعث ومنهم جواد المالكي ( نوري المالكي ) وسامي عزاره وغيرهم ، وفي شهر رمضان من السنة الأولى للمخيم زارنا السيد محمد باقر الحكيم قادماً من ايران ورفع اللاجئون سيارته من الأرض وساروا بها وهم يهتفون ( بالروح بالدم نفديك يا حكيم ) وألتقينا به في قيادة المعسكر خارج المخيم وقال متفائلاً بالخير : ان شاء الله سنحتفل بعيد الفطر في عراقنا الجريح ثم غادر المخيم عائداً الى مقره في ايران وقال اللاجئون أن السيد لاينطق عن الهوى فهو يعلم كل شيء وما هي الا أيام ونعود بفضل السيد !!! وأنتهى شهر رمضان وجاء العيد وأنتهى فقال اللاجئون : ( چا وين حچي السيد وزماطه ) وقرر بعضهم العودة طوعياً للعراق وجاءت الباصات لنقلهم ونقل أغراضهم وايصالهم الى الحدود مع العراق ، ركب اللاجئون الباصات وهتفوا قبل الحركة ( ما نريد ابن الحكيم نريد قايدنا العظيم ) قلت : لاخير في ود شعب متلون اذا الريح مالت مال حيث تميل !!!، وبعد أيام جاء وفد من الأحساء والقطيف الى المخيم يحمل معه مساعدات مالية للمخيم وأستبشر اللاجئون بالخير وأنتظروا توزيع الأموال من قبل الشيخ وقالوا سيوزع الشيخ الساعدي الأموال علينا ومرّت أسابيع ولم تُوزع الأموال !!! ومرت الأيام الطوال وأنقلب أنصار الشيخ الساعدي عليه وأتهموه بقتل لاجئين ودفنهم تحت خيمته وتم اخبار قيادة المعسكر السعودي بذلك !!! وجاءت الدبابات وطوقت الخيمة وتقدم الشفل لقلع الخيمة وحفر ما تحتها وحلّقت طائرة هليكوبتر فوق الخيمة وكأنها حرب ، مَرِضَ الشيخ وأُغمي عليه وتم نقله بطائرة خاصة الى ايران مع حقائبه استجابة لأتصال محمد باقر الحكيم بالملك فهد آنذاك فقال اللاجئون لقد هرب الشيخ ( الساعچي ) بفلوسنا وأخذها للحكيم !!! المهم لا زلت أعيش في خيمتي اذا الريح أشتدت قلعتها وطعام مطعّم برمال الصحراء وماء آبار ملح أجاج وقلق من حياة الغاب وضياع القانون وقلق من رئيس الأستخبارات العراقية ( وفيق السامرائي ) وزمرته الذين عاثوا في مخيم رفحاء فسادا وأحرقوه عدة مرات لأجل الضغط على الجانب السعودي واعادتنا الى العراق قسراً ، وأحرقوا المركز الثقافي في المخيم ودخل الجيش السعودي بدباباته ورشاشاته الثقيلة ودارت معارك طاحنه ضد اللاجئين العزل وأنتهت بأسر 3 جنود سعوديين مع أسلحتهم من قبل نساء ( آل جويبر المسلحات بالچفچير ) وتم التفاوض لتسليمهم وأُطلق سراحهم بعد يومين ، ومرت أيامٌ تُعدُّ بسنين وحدثت معارك بين العشائر والمحافظات أستخدمت فيها النار والزيت المغلي والهراوات وأُحرقت خيم وأُحرقت معها كتب الله ولا أنسى هجوم أهل الناصرية على خيام الشيخ وعضو المجلس الوطني حسين الشعلان وعشيرته ففرت النساء خوفاً وعبرن الأسلاك الشائكة وتمزقت ثيابهن في حالة تدل على همجية المجتمع ، وأستمر نشاط وفيق السامرائي ضد المخيم بالتنسيق مع عناصره وعملاءه في داخل المخيم كعباس طناگ وحاشيته وسيد تركي وكريم الحصونة ومهدي الخزرجي ( أبو رسل ) وتم اعتقال 2500 لاجئاً من خيرة الشباب المثقفة ليلاً وابعادهم قسرا الى الحدود العراقية وتسليمهم لوفيق السامرائي لأعدامهم !!! تعرفت على بعض اللاجئين من مدرسين وأطباء وخريجي جامعات وأحببت أن أفهم من هو عباس طناگ السماوي ؟ومن معه ؟ وكيف أكتسب الشهرة في المخيم الذي يضم 35 ألف لاجيء ؟ وكيف أصبح الرقم 1 والمفضل عند السعوديين ؟؟؟ وما هي الا أيام واذا بي أشاهد السيارات العسكرية السعودية تقف عند بيته المبني من الطين بسواعد حاشيته من المتملقين واذا بالموسيقى الشرقية الراقصة ومع الرقص المغري للراقصة ( منى أبو السود ) وجلسات السمر المصحوبة بلعب القمار مع الضباط السعوديين وشرب الخمر وتعاطي المخدرات وقضاء أسعد الأوقات مع العاهرة منى الى الصباح وكان الرقيب السعودي ( رائد ) يصول ويجول بسيارته في المخيم فليلة مع منى وليلة مع أم سيف وهكذا كان الجهاد الثوري !!!! ومرت الأيام وأصبح الشيخ ( جواد الكندي ) ممثلاً للمرجعية في المخيم خلفاً للشيخ الساعدي وكان في المخيم شيخان أفغانيان الشيخ الفاضلي والشيخ الصادقي ( الألقاب من صنع العراقيين طبعاً )، اضافة الى السيد حسن الغالبي ، فكل له أنصاره وحاشيته وفي يوم دخل خيمتي شابان طيبان من أهل البصرة ممن تعرفت عليهم فايق وابن عمه بريسم فقال فائق وهو يرتعش خوفاً : اليوم أصدر السيد حسن الغالبي فتوى بقتل ابن عمي بريسم والآن يبحثون عنه !! نظرت الى بريسم وسألته : ماذا فعلت ؟ هل قتلت ؟ قال : لا والله لكن بعض المنافقين أخبروه أني متهجم بالكلام على ايران وكل ذلك كذب وافتراء !!!! يتبع
[email protected]