كل القوانين التي تعمل على تجريم العمليات الارهابية وفاعليها تضم بين طيات بنودها أهم غاية وهي الدفاع عن حياة الانسان والحفاظ عليه ليس من القاتل ذاته وانما حتى من الذين يدعمون ويؤيدون ويثقفون على الارهاب وبيننا اليوم حالات كثيرة وقعت في الشرق والغرب ولعلنا نجد ان اكثر الناس تفاعلا وتضامنا في تعاطفهم هو ما يحصل تجاه العمليات الارهابية في الغرب كما حصل في فرنسا وبلجيكا وايطاليا وغيرها ولكن لا تحظى كل أغلب العمليات الارهابية التي تقع في الشرق الأوسط بذات التعاطف والحزن على ضحاياها مع ان الانسان هو الانسان والارهاب هو ذات الارهاب فلماذا هذا التفاوت في طريقة التعامل بعين عوراء ، ألا تدل دلالة كاملة على ان الواقع الانساني فيه نوع من المجاملة بين هذا وذاك الى درجة اننا نرى تفاعلا كبيرا حتى من سياسينا في العراق وهم يتعاطفون مع دول أوروبية وضحايا التفجيرات فيها اكثر مما نرى تعاطفهم مع ابناء جلدتهم في العراق وهذا ربما نعزوه الى الدونية الوطنية لدى البعض والاحساس بالنقص والضعف في قوة الشخصية السياسية العراقية.
نحن اليوم أمام حالة ربما إن لم يتم الوقوف بوجهها في بريطانيا فانها سوف تجعل من المملكة المتحدة ساحة مفتوحة للتثقيف على الارهاب ، فحينما نجد
أن من يحمل جنسية البلد ويتمتع بكل الحقوق المدنية التي يتمتع بها المواطن البريطاني بذاته كائنا من يكون .
تفجيرات االيوم السبت 11-3-2017 في منطقة باب الصغير في حي الشاغور في العاصمة السورية دمشق والتي راح ضحيتها اكثر من سبعين شخصا بين شهيد وجريح من العراقيين المدنيين الزائرين الى العتبات المقدسة هناك يكشف لنا حقيقة بعض من يدعون حقوق الانسان والديمقراطية والبكاء على ابناء الشعب السوري ويتباكون على حرية الانسان في دول العالم لكنهم في حقيقتهم أناس يعيشون قمة الازدواجية والشوفينية في التشفي بالقتل والفرح بموت الاخرين كما عبر عنه المعارض السوري بسام جعارة وهو يقول عن هذا التفجير الارهابي لقتل المدنيين العراقيين وهم يقومون بزيارة العتبات المقدسة في الشام (( واجب الضيافة حق مشروع لأهل الشام .. تفجيرا مقبرة باب الصغير في الشاغور في دمشق))
الى هنا ينتهي كلام جعارة الذي لم يردعه كل هذا القتل المجاني بحق المدنيين ودون ان يحترم القوانين البريطانية وهو يحرض على الارهاب ويدعو في تصريحه لدعمهم وتأييدهم بشكل مطلق من خلال تأييده تلك العملية الارهابية والحال ان القانون البريطاني يعتبر أن من يؤيد الارهاب حتى بالكلمة فهو
مشارك فيه وهكذا تغريدات تعتبر محرضة على القتل للمدنيين وداعمة للارهابيين ان يوغلوا في القتل طالما يختلف مع هؤلاء المدنيين في المعتقد والمذهب وهو تحريض طائفي وتأليب من اجل قتل الانسان كإنسان بحد ذاته .
من هنا أطالب كل اخوتي المثقفين والاعلاميين على وجه الخصوص ان يقوموا بتشكيل لوبي اعلامي لفضح مثل هكذا شخص ونعمل على ايصال هذا التحريض الى السلطات البريطانية منعا لأن يكون مثله قادرا على تحريض الارهابيين أن ينفذوا عملياتهم ربما في الداخل البريطاني فهؤلاء ليس لهم قواعد اخلاقية ولا انسانية تحكمهم وانما القتل والتدمير هي وسيلتهم ، كما نطالب الجالية العراقية في المملكة المتحدة ان تقوم بتظاهرات واحتجاجات على أمثال هؤلاء من اجل اجبار السلطات البريطانية بأن تحاسبهم ومن على شاكلتهم وان لم نقم بذلك فسوف نذبح كل يوم بموجب هذه التصريحات الخبيثة.