17 نوفمبر، 2024 1:36 م
Search
Close this search box.

معارض الكتاب العراقية بين التجارة الإستثمارية والسفالة الفكرية

معارض الكتاب العراقية بين التجارة الإستثمارية والسفالة الفكرية

للاسف الشديد تحولت معارض الكتب العراقية اليوم الى (مولات) ومراكزاستجمام ومواعيد للغرام والعلاقات المشبوهة! وابتعدت كثيرا عن دورها المطلوب من تقديم نتاج فكري وثقافي يرتقي بالحركة الادبية وينتفع منه الجمهور, ويرجع ذلك لعدة اسباب تتحمل الحكومة النصيب الاكبر من الفشل والانحدار الحاصل في رعاية معارض الكتاب عندما اهملت دورها وتركت الامور بيد الطارئين والدخلاء على الثقافة العراقية وجعلتهم يتصرفون وفق اهواء واجندات من يقف خلفهم من مؤسسات دينية وسياسية داخلية وخارجية !! وهم يعملون بعقلية التجار المحتكرين للبضائع وكل هدفهم كيفية ترويجها و تسويقها بعيدا الجودة والمتانة والكفاءة ويمنعون بكل قوة اي بضاعة تنافسهم وتصادر نفوذهم وسطوتهم! وهذا ما يحصل اليوم في معارض الكتب العراقية حيث نجد التسويق التجاري للكتب الفارغة من العنوان والمضمون ! والمعروضة من دون ضابطة او معايير علمية او تنويع مصادر وغياب واضح للمختصين والمعنيين بالثقافة وما نراه من توزيع غير عادل (للمساحات) والمعروضات التي تهتم بالشكل وتفتقر للمضمون ! ولا توافق ذوق القارىء العراقي الذي يمتلك حس ثقافي خلاق بسبب سطوة العقلية الحزبية الحاكمة والمتطرفة والتي خربت الثقافة والادب كما خربت مفاصل الدولة الاخرى لانها لا تفهم في آلية عمل المعارض ولا تريد خدمة الحركة الثقافية وكل همها إرضاء اسيادها وولاة نعمتها , حيث تم تغييب ابرز دور النشرالرصينة والمحترمة ولم تقدم للقارى العراقي عناوين ومضامين ذات قيمة تعزز قيمة المعرض وتمنحه روح المنافسة واستقطاب رواد الثقافة والادب فقامت بمنع تداول نتاجات رصينة ومستقيمة وموضوعية تساهم في تنمية ملكة التفكير والابداع وتلاقح الافكار بشكل متعمد وجائر!! وتحولت هذه المعارض الى ثكنات عسكرية واوكار تجسسية ومواقع مشبوهة صادرت اجواء القراءة وعكرت صفوة التمعن والتفكر والاطلاع حيث لا تجد ما تبحث عنه او يجلب انتباهك الا عناوين سطحية خالية وجافة وتشعر انها مفروضة في الوقت الذي نحتاج للكتب المؤثرة والنافعة والتي تحمل فكر متحضر ومنفتح ورصين ومستقيم كي نواجه به الفكر التكفيري والطائفي والالحادي والانحلال الاخلاقي والفكري الذي يغزو اليوم نوافذ الثقافة العراقية كي يجهز على كل بارقة امل نتطلع لها ونرجو ان تعود لاصحاب الذوق الرفيع وعشاق الثقافة ورواد الابداع ان ياخذوا دورهم ويزيحوا عنا هذه الفايروسات الحزبية وذباب السلطة وتجار الفرصة والمستاكلين والمتاجرين بالدين.

أحدث المقالات