17 نوفمبر، 2024 6:41 م
Search
Close this search box.

معارضة الحكمة و”احلام المليونية”

معارضة الحكمة و”احلام المليونية”

في مقطع فيديوي قصير نشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ظهر مجموعة من الشباب في محافظة البصرة يطاردون بالهتافات متظاهرين من اتباع تيار الحكمة بينهم وجهاء عشائر، ويصفونهم بعبارات لو سمعها اي مواطن لكان اعلن الصيام عن الخروج من منزله واكتفى بان يكون حبيسا لغرفته، بسبب الصفات التي أطلقت عليهم من قبل متظاهرين لا ينتمون لأي طرف سياسي في حين استمر هؤلاء بالمسير من دون الالتفات لكلمات عيرتهم “بالتملق” للسيد عمار الحكيم.

لكن ماحصل في تظاهرة تيار الحكمة يوم الجمعة، كان نتيجة معروفة للجميع فقاعدة التيار الذي يتزعمه السيد عمار الحكيم لا تمتلك القدرة على تنظيم تظاهرة او تجمع مليوني في اربع عشرة محافظة كما روجت قيادات التيار التي تتحمل مسؤولية “المهزلة” والحرج الذي وضعت نفسها فيه مع زعيم تيارها السيد الحكيم، لكونه اعتمد على شخصيات “متسرعة” في اتخاذ القرارات، وتعيش احلام “القيادة” منذ ايام المجلس الاعلى الاسلامي، فتلك الشخصيات عملت على إيصال صورة “مزيفة” عن نتائج التظاهرات وتاثيرها في “الرأي”، في حين تجاهلت عن عمد الاوضاع في محافظة البصرة و”غضب” المواطنين من التجربة السابقة لتيار الحكمة مع محافظها السابق ماجد النصراوي الذي غادر منصبه “هاربا”، لتضع السيد عمار الحكيم امام نتائج “وهمية” جعلته يتخذ موقفا “رافضا” لجميع المطالبات التي دعته للتراجع عن التظاهرات او تأجيلها على اقل تقدير.

نعم.. معارضة تيار الحكمة كانت تبحث عن خطوة أولى لمنح معارضتها صفة جماهيرية تستطيع من خلالها “أداء دور المدافع عن حقوق المواطنين”، لكنها في الحقيقة فقدت اهم عناصر مقومات المعارضة وهو الابتعاد عن المناصب التي ينظر لها “عُبَّاد الله” بانها مناصب للحصول على الاموال وجمع الثروات على حساب المواطنين، كما انها رفعت شعار الاصلاح وتناست ان تبدأ خطواتها مِن داخلها بتطهير قيادات التيار من “فضائيين” يعملون في رئاسة الجمهورية وغيرها من المناصب ولعل قصة الامين العام للتيار بليغ ابو كلل اكبر دليل على ذلك، حينما ابلغنا محافظ البصرة اسعد العيداني بان “ابو كلل موظف برئاسة الجمهورية لكنه متغيب عن العمل منذ اكثر من عام”، في وقت تظهر سجلات رئاسة الجمهورية بان ابو كلل جرى تعيينه بقرار من دولة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي حينما كان نائبا لرئيس الجمهورية خلال السنوات المحصورة بين عام 2005 و2011، ولعلك عزيزي القارئ تدرك حجم الاموال التي تقاضاها امين التيار منذ تلك السنوات وحتى الان وبتزكية من عبد المهدي الذي رفع تيار الحكمة راية المعارضة ضده.

ورغم جميع تلك “الهفوات” أراد تيار الحكمة الخروج بموقف المنتصر من خلال التظاهرات حينما استخدم وسائل الاعلام وخاصة الفضائية التابعة له، كوسيلة لايصال رسائل “مغلوطة” للمواطنين، منها نقله لحفل افتتاح مكتب للتيار في مدينة الرمادي شهد تجمعا لآداء “دبكة الجوبي” وهي الرقصة الشعبية لاهالي المحافظات الغربية وتجمهر المواطنين حولها ليصورها بانها تظاهرة تلبية “لنداء الحكيم”، كما استثمرت وسيلته الإعلامية بطريقة اخرى، تمثلت بنقل صورة واحدة من احدى المحافظات والترويج لها بانها من محافظات متعددة، ليستخدم صورة التظاهرات في محافظة الديوانية لمدينة الموصل، ولقطة تظهر تجمع المواطنين في محافظة ذي قار لعنوان المتظاهرين في مدينة النجف، في “حيلة” كشفها “المواطن البسيط” قبل ان يقف عليها اصحاب الخبرة، في حين اظهرت اللقطات المصورة من الجو لتظاهرة محافظة البصرة الحجم الحقيقي للتيار الذي حاولت وسائل إعلامه إخفائه عن الجمهور.

الخلاصة، إن السيد عمار الحكيم كان بامكانه “الابتعاد” عن الحرج الذي وقع فيه او الانتحار السياسي الذي خلفته تلك التظاهرة، لو استمع للرسالة التي بعثها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قبل ثلاثة ايام على انطلاق التظاهرة والتي حملت في مضمونها تحذيرات من فراغ سياسي وتعريف مناسب “للمعارضة”، ولكان خرج بموقف المنتصر صاحب الورقة التي يستطيع “التلويح” بها لضمان مكانته السياسية، بعد الاعلان عن الغاء التظاهرات “حفاظا” على المصالح العامة، لكن يبدو ان “الغرور” و”خديعة” المقربين كانت هي الأرجح.. أخيرا.. السؤال الذي لابد منه… اين تبخرت احلام المليونية؟

أحدث المقالات