في ظل الحرب المستعرة والمعارك الضارية التي يخوضها الحشد الشعبي الأبي والقوات المسلحة ضد عصابات داعش الإجرامية، تظهر خلال تلك المعارك معادلات في الساحة العراقية، السياسية منها والدولية وهي كالتالي :
١- تُعتبر عصابات داعش هي عدو للجميع، للغرب والشرق، عدو للعراق ولغيره، كما يصورها الاعلام الغربي.
٢- تعتبر عصابات داعش هي عدو لتركيا، كما يصرّح الساسة الأتراك بذلك.
٣- تُعتبر عصابات داعش هي عدو للأكراد، ولحكومة كردستان.
٤- تعتبر عصابات داعش هي عدو للحكومة العراقية، كما تصرح الحكومة العراقية بذلك وكما هو واضح من مجريات الأحداث.
٥- تعتبر عصابات داعش هي عدو للشعب العراقي، بسنته وشيعته، مسيحييه وصابئته، بمختلف قومياته ودياناته، فهي تعتبر عدوة له.
٦- عصابات داعش تعتبر عدوةً لدول الخليج والدول العربية، كما يصرّح حكامهم بذلك .
السؤال التالي يطرح نفسه هنا :
اذا كانت عصابات داعش عدوةً لكل هذه الدول، فمن أين أتت تلك العصابات وكيف تكونت منها مجاميع ليس لها نظير ضمن سياق العصابات الإجرامية ؟
والسؤال الثاني:
من اين حصلت داعش على ذلك الدعم المادي والمعنوي والعسكري، اذا لم يكن لها سند من دول المنطقة ومن خلفها الدول الغربية؟
وهناك أسئلة كثيرة أتوقف عن ذكرها، ولكنني احببت ان أبدأ بمنابع تمويل داعش والبحث عن المصادر التي تتغذى منها عصابات داعش الإجرامية :
المصادر التي تعتمد عليها عصابات داعش في حربها في المنطقة، نوجزها بالنقاط التالية :
اولاً- الحكومة العراقية:
١-تعتبر من اول الداعمين والممولين لعصابات داعش سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة، فهي تدعم تلك العصابات من خلال عدّة طرق، منها إرسال رواتب الموظفين في المناطق التي تسيطر عليها عصابات داعش، وصرف مرتبات الموظفين تتسلمها عصابات داعش وبتنسيق مع الحكومة العراقية ويتم تسليم تلك المرتبات الى جهات ذات صلة بداعش ويذهب منها نسبة مئوية كبيرة لداعش ومن ثم تتم عملية توزيعها بقيمتها الناقصة على الموظفين، فالنسبة التي تفرضها داعش تعتبر مبلغا ليس بالمبلغ الهَيّن.
٢- مخصصات المحافظة ودعم الحكومة لها لازال جارياً شأن المحافظات الساقطة شأن بقية محافظات الوسط والجنوب، مما يشكل ذلك دعماً لوجستياً واقتصاديا لداعش، وهو مصدراً من مصادر تمويل داعش.
٣- الحصول على المعدات والمعسكرات التي استولت عليها داعش في السنة الماضية عندما تم احتلال الموصل والمدن المجاورة لها، بتواطئ من بعض أفراد الحكومة العراقية، فقد شكل ذلك المخزون من السلاح والعتاد فضلاً عن الأموال التي كانت مودعة في بنوك الموصل والتراث الأثري والمعدني والعملات النقدية التي استولت عليها داعش ، ربما يشكل نسبة كبيرة من الدعم العسكري والمالي لداعش.
٤- تحظى عصابات داعش بتأييد من بعض النواب في البرلمان العراقي والحكومة العراقية، وتتجلى مظاهر ذلك التأييد من خلال النزاعات التي غالباً ما تحصل في قاعة البرلمان العراقي، ودعم أُولئك لداعش ليس فقط في الجانب السياسي، بل يشمل جميع الجوانب، دون ان يعاقب احد على رأيه. نكتفي بهذه النقطة خشية الإطالة .
٥- العشائر الموالية لداعش وأبناء المدن المسيطرة عليها داعش، ايضاً له الأثر الكبير في دعم داعش مادياً وعسكرياً ومعلوماتياً.
………..
(دول المنطقة ):
١- ان عصابات داعش قد حصلت على دعم دول المنطقة، بما فيهم : تركيا، وقطر، والسعودية، والإمارات، والبحرين، والكويت وغيرهم ، فاذا لم تدعم تلك الدول داعش مادياً فإنهم قد دعموها عسكرياً وبالعناصر الارهابية وما شاكل. والدليل على ذلك هو ما نراه من مقاتلين عرب وأجانب وخليجيين مع مستلزماتهم لخيرُ شاهد على ذلك.
٢- تعتبر تركيا الداعم الرئيس لحركة عصابات داعش لانها دخلت الى سوريا عن طريق تركيا، ويكذب من يقول ان تركيا لم تدعم عصابات داعش، بل على العكس فان تركيا تعتبر القوة المساندة لداعش من الخلف لانها انطلقت من أراضيها باتجاه سوريا والعراق. فاذا لم تأتي داعش من تركيا ، فمن آين جاءت اذن ؟
٣- عصابات داعش تتلقى الدعم العسكري بواسطة الطائرات الامريكية التي غالباً ما تهبط او ترمي بسلاحها الى تلك العصابات، والذريعة التي يتحصن بها الأمريكان لتغطية سوءآتهم هي انهم ارسلوا سلاحهم لداعش عن طريق الخطأ.
٤- داعش تتلقى الدعم المالي والعسكري من بعض اهالي المدن التي يحتلونها، وذلك من خلال تعاطف الكثيرين من ابناء تلك المدن مع داعش بغضاً منهم بالحكومة الشيعية( الرافضية) كما يدّعون.
٥- يدّعي الاكراد انهم ضد داعش ولكنهم بالواقع يدعمونهم في كل شيء، لعدة اسباب منها :
١- ان الاكراد يسعون لإرضاء أسيادهم في كل شيء، وذلك لتحقيق الحلم الكردي الذين يسعون وراءه وهو تكوين الدولة الكردية في شمال العراق، وقد بذلوا كل شيء لتحقيق ذلك الحلم حتى لو كانت الضريبة هو الوقوف مع داعش وهو ما حصل بالفعل.
٢- ان شواهد المعارك وشواهد قادة الحشد الشعبي اثبتوا وقوف الاكراد الى جانب داعش في كثير من المواقف والأماكن .
٣- دولة قطر ودولة ال سعود ودول المنطقة داعمة لداعش بواسطة او بأخرى والأدلة غير مجهولة لأحد .
(دعم الدول الغربية لداعش)
تقام المؤتمرات وتعقد في أوروبا ضد داعش والعصابات الارهابية ، ولكن الواقع يتحدث عكس ذلك بالضبط، فقد توجّه الآلاف مت الارهابيين من تلك البلاد الى تركيا ومن ثم دخوله للعراق او سوريا، وهنالك جسر جوي بين تلك الدول مع تركيا وذلك لدعم الارهابيين وإبعادهم عن بلدانها ليكونوا هناك وليضربوا بهم حجارة بعدد كبير من الأهداف.
والكلام طويل والحديث معقّد ولكننا نود ان نطرح هذه المعادلة :
الحكومات العراقية والعربية والغربية تتنصل عن دعمها لداعش ، فمن أين لداعش ذلك التأييد ان لم يكن منهم ؟
الشعوب تتنصل عن دعمها لداعش، فإذا كان ذلك صحيحاً، فمن اين جمعت عصابات داعش جميع تلك الأعداد من المتطوعين لها؟
والواقع ان داعش هي صنيعة صهيونية أمريكية غربية عربية، وكما ان اسرائيل تتلقى دعمها من الحكومات العربية بالسر وتعلن الحرب عليها بالعلن، فيبدو ان هذه السياسة جارية مع داعش ايضاً.
والواقع ان العدو الحقيقي لداعش هم ابطال الحشد الشعبي والخيّرين من ابناء قواتنا المسلحة البطلة
وان العدو الحقيقي لداعش هم ابناء العراق الغيارى سواء كانوا في الوسط والجنوب او الاحرار من ابناء المناطق الغربية، والأحرار موجودون في كل مكان على الرغم من احتضان الكثيرين منهم لداعش الا اننا لا ننفي وجود غيارى يرفضون ويحاربون العصابات الإجرامية لداعش من ابناء المحافظات الغربية.