الإرهاب نخر العراق من أقصاه الى أقصاه، ولم يترك مدينة ألا وله بصمة فيها، وهرول كثير من السياسيين ليطوروه، وصل لحد تكوين جيش سرّي لكل واحد منهم، ليلوح به ويخيف الآخرين، ومنهم من إندمج بالعملية السياسية وهم كُثُر، والدليمي والعيساوي وكبار من قادة الجيش السابق وضباط المخابرات، كانت لهم السطوة الكبيرة في توجيه تلك القيادات، وإستهداف الوطنيين كان من الأولويات .
كثيرون من تم إلقاء القبض عليهم وهم قادة في الإرهاب ومنهم من كان ضمن حمايات المسؤولين، ويعملون بالنهار مع الدولة وبالليل لصالح الأجندات الخارجية، وكثيرة هي أسماء تنظيماتهم التي كانت تضرب بغداد يومياُ بالمفخخات، والإستهداف الشخصي من خلال عصابات تخرج وتقتل، وترجع لمواقعها آمنة تحت حماية الأمريكان! بل وتشخص لهم الأماكن والشخصيات الوطنية، التي كنّا نعول عليها بالبناء بعد الخراب .
من يتم القبض عليه وهو يعود لتلك الشخصيات المؤثرة، يتم المساومة والتأثير على القادة المسؤولين، ويتم إخراجه ليرجع بممارسة أعماله الإرهابية، وكأن شيئاُ لم يكن! وهنالك أدوات أخرى يتم بها رشوة المحققين، لتمزيق أوراق الإدانة لإخراجه بعد حين، ومن لم يتم التلاعب بأوراقه، تدافع عنه منظمة حقوق الإنسان، التي لا تملك الانسانية، التي تترك الضحية لتدافع عن المجرم بتلك الذريعة .
فنادق من الدرجة الأولى إفتتحها العراق لاؤلئك المجرمين، كهرباء متوفرة على مدار الساعة! إتصالات مع عوائلهم، والأغذية من أفضل ما يكون، وأسرّة تطابق المواصفات العالمية، بينما يعاني أهل الضحايا من العوز، والعراقيل الكثيرة تكون حائلا دون إستلام حقوقهم، والمدافعين عن حقوق الإنسان ليس لهم دور مع عوائل الضحايا، لانهم غير مشمولين بالبرنامج الإنساني، لانهم يطالبون بحقوقهم بالقصاص من القتلة والمجرمين .
هل فكرت الحكومة بعمل تعيل العوائل الفقيرة، وتوليهم إهتمام كما تولي المجرمين من إحترام؟ وتأمين صحي، وحمايتهم من أهالي الضحايا، وتوكل لهم محامين يدافعون عنهم، ويبذلون جهدهم لتخليصهم من المشنقة، بينما يأن أهالي الضحايا من العوز والفقر، وتشتت عوائلهم كل في ناحية! وبفضل الإرهابيين أُنْتِجَ لنا جيل يتيم، يحتاج الى رعاية، وإحتضانه وحمايته من الضياع مسؤولية الدولة، التي تحمي الإرهابيين .
يقفز لذهني سؤال يحتاج الى جواب مقنع! لماذا يتم تأخير إعدام من ثبتت بحقه الجريمة؟ وما هي المصلحة من تأخيرهم كل هذه المدة؟ هل هو لإستنزاف أموال الدولة، أم هنالك من يؤثر على مصدر القرار ليتم إخراجهم، والمساومة بهم ليرجعوا للساحة أقوى مما كانوا، ولنا في هذه المسألة تجربة سجن بوكا، الذي دَرَبَ الأمريكان البغدادي وغيره من عتاة قادة الإرهاب .
على مجلس النواب مطالبة الحكومة، ورئيس الجمهورية بالخصوص، الموافقة بإعدام كل الإرهابيين الذين ثَبُتتْ بحقهم الجرائم، وتنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم بأسرع ما يمكن، لتخليص الشعب منهم ومن جرائمهم، ولتطمئن أمهات الضحايا من القانون الذي لم ينصفهم، لانه يحمي الإرهابيين! ويتم بين الحين والآخر المساومة وتسليمهم لدولهم، كما حدث قبل فترة بحكومة المالكي، عندما سلّمتْ السعودية إرهابيين ثبتت بحقهم جرائم كثيرة .