19 ديسمبر، 2024 5:16 ص

معاداة المقاومة الايرانية في العراق..لصالح من؟

معاداة المقاومة الايرانية في العراق..لصالح من؟

لسنا نقول بأن للمقاومة الايرانية علاقات جيدة مع دول المنطقة قياسا الى العراق، لأننا نعلم جيدا أن الدور السلبي الذي لعبه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل خلق هوة بين دول المنطقة و هذه المقاومة، قد کانت لها تأثيراتها السلبية بهذا الخصوص، لکن وکما يظهر فقد بدأت دول المنطقة تنتبه الى هذا الامر و تسعى من أجل تصحيح الوضع، لکننا نشير الى أن حالة العداء و الاستهداف الاستثنائية للمقاومة الايرانية في العراق هي حالة فريدة من نوعها تتشابه تماما مع الحالة الموجودة في سوريا و لبنان أيضا.

التشکيك و الطعن بالمقاومة الايرانية و تخوينها و إلصاق شتى التهم بها و إختلاق أمور و قضايا من أجل تشويه صورتها أمام الرأي العام في العراق، هو مخطط بدأوا العمل به منذ الاحتلال الامريکي للعراق و قطع أشواطا بعيدة خصوصا بعد أن تم إستهداف اللاجئين الايرانيين المتواجدين في العراق من أعضاء منظمة مجاهدي خلق (أکبر فصيل في المقاومة الايرانية)، بتسعة هجمات عسکرية خلفت 116 قتيلا و أکثر من 650 جريحا الى جانب خطف عدد منهم بالاضافة الى فرض حصار جائر عليهم مناقض للقوانين الدولية تسبب ب25 حالة وفاة، ولايزال الحبل على الجرار.

المقاومة الايرانية التي لعبت و تلعب دورا هاما على الساحة الايرانية و تعتبر الخصم و الند الاهم و الاکبر للنظام الحاکم في إيران، سجلت و تسجل آثار بصماتها على الواقع الايراني و لها الدور الاهم في تحريك الامور و دفعها بسياقات معادية و متعارضة مع أهداف و تطلعات طهران، ويکفي أن نعيد الى الاذهان تصريحات المرشد الاعلى للنظام علي خامنئي عشية إنتفاضة عام 2009، عندما أکد بأن منظمة مجاهدي خلق هي التي دفعت بالانتفاضة الى معاداة النظام،ناهيك بأن خامنئي قد حذر قبل أيام ضمنيا من دور المقاومة الايرانية و طالب بالحذر و الانتباه منها، ولئن زعمت أبواق عراقية مرتبطة بطهران و تابعة لها بأنه ليس للمقاومة الايرانية من دور داخل إيران فإن ذلك ليس بغريب على هذه الابواق لأنها تردد تماما مايقوله الاعلام الرسمي الايراني دائما.

فضح المخططات الايرانية المشبوهة في دول المنطقة عموما و العراق خصوصا، کان دائما من ضمن المهام الاساسية التي إضطلعت و تضطلع بها المقاومة الايرانية ويکفي بهنا بأن نشير الى تلك القوائم التي قد کشفت المقاومة الايرانية النقاب عنها والخاصة بإستلام الرواتب من إيران من جانب أعدادا کبيرة من العراقيين وعلى رأسهم و في طليعتهم قائد ميليشيا بدر هادي العامري، الى جانب التحذيرات المستمرة للمقاومة الايرانية من أن طهران تقوم بالعمل من أجل إستغلال الورقة الطائفية في العراق(والذي بات الان أمرا واقعا للأسف)، لکل

هذا ليس بغريب أن يکون هناك مخطط يستهدف المقاومة الايرانية بشتى الطرق و الاساليب، علما بأن الشر القادم للعراق قد کان ولايزال من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ولکن ومثلما أن لعبة معاداة المقاومة دوليا و إقليميا قد حققت فشلا ذريعا، فإنها ستواجه نفس هذا المصير.

أحدث المقالات

أحدث المقالات