18 ديسمبر، 2024 9:31 م

معاداة الكفاءات في وزارة النفط

معاداة الكفاءات في وزارة النفط

لا يختلف اثنان أن العراق عاصمة الفساد في العالم.. ولهذا الوصف أسبابه التي يأتي في مقدمتها تهميش وإقصاء الكفاءات من أصحاب الدرجات العملية وتحييدهم عن أي منصب أو مسئولية وفي ظل أبعاد هذه النخب لا شك أن عناصر أخرى أقل خبرة وأقل كفاءة وأكثر تقبلا للفساد والإهمال هي التي تتصدى للمسئولية وبالتالي ينتشر الفساد في العراق.. وزارة النفط واحدة من الوزارات حتى وقت قريب التي كانت تحارب كل خطوة يخطوها الموظف لتطوير قدراته وقابليته كان الحصول على فرصة إكمال الدراسة محصور بأبناء المسئولين ولذا فاحصائية بسيطة تجد من خلالها أن ما يقرب 08 %من الفرصة والمنح الدراسية في أوربا وأمريكا هي بأسماء أبناء المسئولين لذا في سبيل هذا التحجيم تشترط الوزارة أنها لا تعترف لأي قبول مالم يكن من امريكا وبريطانيا وأستراليا وهي بلدان لا يستطيع الموظف البسيط الذهاب لها لكلفتها العاليه وأن نسبة المدراء والمسئولين من حملة الشهادات العليا لا يتجاوز 1 % في الوزارة والشركات التابعة لها بل إن نسبة المدراء والمسئولين من المتحزبين تتجاوز 57 %خمسه وسبعون بالمائة ولذا لن يكون عجيبا أن نشاهد أن العراق عاصمة الفساد غير أن وزارة النفط حاولت نفض الغبار عنها والخروج من عباءة الأحزاب في فترة الوزير جبار اللعيبي بخطوات عملية بعيدا عن الاعلام بدأها اولا بمنح فرص إكمال الدراسة لكل من يرغب وتحتاجه الوزارة أو إحدى شركاتها وبالرغم من اللوبي الذي يحاول خبط المياه أمام انظاره فإن خطوة استقدام أصحاب الشهادات لفترة سنه مع إمكانية التثبيت خطوة مهمة جدا تدل على مدى أهمية هذه الكفاءات في خطط جبار اللعيبي وفعلا تم انتقال عدد كبير من أصحاب الشهادات للوزارة ساهموا في تحديث خطط الوزارة وتحسين الأداء بل إن الوزير تجاوز أبواب الوزارة ولأول مرة يقوم وزير باللقاء لكل أصحاب وحملة الشهادات العليا في شركات الوزارة وحثهم على تقديم خبراتهم إلى بقية العاملين بالدورات التطويرية بدل من إرسال الكوادر إلى خارج البلد مما يكلف خزينة الدولة مبالغ لا مبرر لها واللقاء بهم شخصيا من قبل الوزير اللعيبي أعطاهم دافعا قويا لاستثمار إمكانياتهم في خدمة العمل بما يسهم في تطور البلد.. كنا ومازلنا نأمل أن تكون هذه الخطوات الإصلاحية الحقيقية في تقدير العلماء والاستفادة من مخزون علمهم هي منهج كل الوزارات العراقية وأن يتم المقارنة بين الموظفين في تولي المناصب بمعيار الكفاءة والعلمية لا القرابة والحزبية وتشكل تجربة وزارة النفط شاهد حي على هذا النهج البراق وأننا نعتقد أن لدى جبار اللعيبي الكثير من الخطط لتطوير العمل المؤسساتي لتطوير قطاع النفط لو أتيحت له الفرصة والوقت وكف يد بقية القوى عن التدخل في عمله والسلام