18 ديسمبر، 2024 8:57 م

مظلوم الاهل والديار

مظلوم الاهل والديار

المظلومية بمفهومها البسيط؛ هو ان يتعرض المخلوق “الانسان” الى ظُلم ما معنوياً كان او مادياً، والظلُم ربما يصدر من اهل بيته او من المجتمع الذي يعيش فيه الفرد، وظُلم القريب اشد قسوة واثراً من ظُلم الغير فيترك اثراً بالغاً بالنفس.
نقف اليوم على اعتاب شخصية إسلامية لطالما تعرضت الى الظُلم المُستمر، وهذه الشخصية تنتمي من ناحية الدم والعقيدة الى بيت النبوة المتمثل بسِبط النبي الإمام الحسن إبن علي “ع”، الذي تعرضَ الى مظلومية كبيرة عِبر التأريخ في حياتهِ وبعد إستشهاده، فتشاركا في مظلوميتهِ “ع” الزوجة من جانب والمجتمع من جانب اخر، فتمثل دور الزوجة “جِعدة بنت الاشعث” بالتآمر عليه مع معاوية بِقتلِه عن طريق دس السُم اليه مما ادى بالتالي فِعلاً بتنفيذ المؤامرة وأدى الى استشهاده “سلام الله عليه” في أخر المطاف، اما من جهة مجتمعه فتمثلتا بشقيه المُحِب والمبغِض له، بين قاصر ومُقصر “المُحب” و مُتعمد لظُلم “المُبغِض”، كانت ردت فعل المُحب القاصر على فِهم الدليل في وقته انذاك في زمن الامام “ع” هو ان وصفوا الحسن إبن علي “عليه السلام” “بمذل المؤمنين”! لمجرد اعلانه الصُلح مع معاوية لاسباب دفعت الحسن إبن علي الى الصُلح، فما كانت ردت القوم منه بخذلانه وعدم نصرته وكاد الامر ان يسلموا الحسن “ع” لمعاوية إبن ابي سفيان “لع”، لم يعلموا ويفهموا ماهو مُراد السبط “ع” من وراء هذا الصُلح؛ الحِفاظ على رسالة جده، وعلى الافراد المُخلصين حملة الفِكر والعقيدة وكانوا الاقلية جداً من الناحية العددية هذا مايخص المُحب.
ما يخص المُبغِض والمُخالف الذي يكّن العداء له، كانت كثيرة متمثلة بكيل التهم والاكاذيب والافتراءات الباطلة ضد شخط سبط النبي، عن طريق تسخير الاقلام المأجورة من مناصري الحُكم الاموي وما تلاه، فشُحذت الهمم باستخدام كافة الوسائل لذلك كان ابرزها، بِأن الحسن إبن علي خالف شريعة جده! عن طريق تعدد الزوجات عن الحد المقرر للمسلم، وَوصف ايضاً بانه شخص ضعيف من الناحية الساسية والعسكرية وانه رجل ليس له في المعارك دور يذكر، لهذا سلم الخلافة لمعاوية لعدم كفائته وقدرته على ادارة شؤون المسلمين!.
المظلومية الاخرى الواضحة للعيان انه “عليه السلام”، اوصى بان يوارى جثمانه بالقُرب من جده المصطفى “ص”، فما كان من القوم عمدوا على رمي نعشه بالسِهام! وقائمة مظلوميته طويلة يطيل بنا المقام في سردها.

ما كان لله ينمو كل هذا بعين الله تعالى، ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الحسن ابن علي قدم كل ما يملك لله في سبيل الله وخدمة الاسلام ولهذا خلُد ذكراه.
الملوك والحُكام يتهافتون على كُرسي من خشب ومنصب يزول بمرور الايام فلا تجد لهم اثر، بينما اولياء الله خصهم بعنايته، فهذا الحسن إبن علي”ع” قد اعطاه الله المنزلة والمكانة الرفيعة يغبطها عليه اهل السماوات والارض إنه
“سيد شباب اهل الجنة”، فجعل ذِكره عامراً كالعرش يتوسط القلوب المؤمنة التي تنبض بالايمان فتكوّن عامراً بِذِكراه فخلد الله ذِكراه في الدارين، رغم كُل المحاولات والامكانيات التي وُظفت ضد فارادت النيل منه وان تطمس معالمه لكن كلما حاولت الدنيا وحُكام الحور من ذلك انهزمت الدنيا ومن معها امام شخصه “عليه السلام”.
يابن النبي ويابن الدُر حيدرةٌ ويابن فاطمة ياسيد العربي
تألقت فيه اعراقاً ما بين نبعين من مجدٍ ومن نسبي.