منذ تأسيس التعليم في العراق الحديث فإن اللغة الإنكليزية هي اللغة الثانية بعد اللغة العربية يجري تدريسها في التعليم الأولي و ذلك لأن التعليم الجامعي يعتمد اللغة الإنكليزية و خاصة ً في الإختصاصات العلمية. و جميع المصادر الأجنبية الموجودة في مكتبات جامعات وزارة التعليم العالي هي باللغة الإنكليزية. و في وقت ما تم إقرار تدريس اللغة الفرنسية كلغة ثالثة في التعليم الأولي. و لكن إقرار تدريس اللغة الفرنسية كان في عدد محدود من المدارس. و طلبة هذه المدارس يتم منحهم عدد من الدرجات تضاف على معدلهم لإمتحان السادس الوزاري لغرض المنافسة في القبول في الكليات.
و في هذا القرار مكافأة للطلبة المترفين و ظلم للطلبة المحرومين. فالمدارس التي توفر دراسة اللغة الفرنسية موجودة في المناطق المترفة و في متناول الطلبة المترفين أما المدارس الموجودة في المناطق المحرومة فهي لا توفر مثل هذه الفرصة للطلبة المحرومين. و هذا الظلم لطلبة المناطق المحرومة الذين ليس لهم ذنب سوى إنهم ينتسبون لهذه المناطق المحرومة فإن فيه مخالفة لدستور جمهورية العراق لسنة 2005 في مواده التالية: المادة 14 ((العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الإقتصادي أو الإجتماعي)). المادة 16 ((تكافؤ الفرص حق مكفول لجميع العراقيين و تكفل الدولة إتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك)). المادة 19 – سادسا ً ((لكل فرد ٍ الحق في أن يعامل معاملة عادلة في الإجراءات القضائية و الإدارية)).
لقد كان لزاما ً على الدولة ممثلة بوزارة التربية أن تجعل درس اللغة الفرنسية متاحا ً في جميع مدارسها الموجودة في المناطق المحرومة على غرار المناطق المترفة لتتحق العدالة لجميع الطلبة المترفين و المحرومين.
إضافة ً لذلك فإن تدريس اللغة الفرنسية لم يرفع المستوى العلمي للطبة دارسي هذه اللغة و لم يكن المستوى العلمي لهم أفضل من الطلبة الآخرين الذين لم يدرسوا اللغة الفرنسية و معدلات بعضهم كانت أوطأ من الطلبة الآخرين الذين لم يدرسوا اللغة الفرنسية و لكن بفضل الدرجات المضافة لهم لدراستهم هذه اللغة فإنهم حصلوا على قبول في الكليات التي كان يستحقها الطلبة الآخرين الذين لم يدرسوا اللغة الفرنسية و أزاحوهم إلى كليات أدنى. أما مصير اللغة الفرنسية التي يدرسها الطلبة فهو التلاشي لأنه ليس لها إستخدام في التعليم العالي. و عليه فإن تدريس اللغة الفرنسية ليس فيه أي جدوى سوى تبديد للجهود و الأموال و الحقوق.