11 أبريل، 2024 10:37 م
Search
Close this search box.

مظلومية العراقيين… من لها ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

تعددت المظلوميات التي حُكمنا بها ! بعضها أُعطيت لها أبعاداً طائفيةتاريخية ومنها معاصرة, أُسكتت بالسلاح الكيمياوي لإطفائها ووأدها.

مدّعو هذه المظلوميات, الذين أدخلهم المحتل الأمريكي إلى البلاد علىدباباته وسلّمهم مقاليد السلطة ومفاتيحها وسلاحها, لم يداوا جروح ضحاياهذه المظلوميات بل انشغلوا واندفعوا لإشباع نوازع وجوع مظلومياتهمالفردية وقياداتهم الحزبية والطائفية والعرقية, واصبحوا بأحزابهم وميليشياتهم وسياساتهم احدى مفردات المظلومية التي يكابدها العراقيون.

أسسوا أثرها كانتوناتهم المذهبية والعرقية من بيت شيعي وبيت سني وبيتكردي, ليسجنوا الشعب فيغيتواتخيالية ليس لها وجود حقيقي, ولأنالمواطن لم يشعر يوماً بأن هذه البيوت لا تمثله وليست بيوته وليس له فيهاطابوقةواحدة ولا من أثاثها  ” بريج مزروف “, بل نظر اليها باعتبارهاأوكار سرقة وارهاب ودعارة سياسية, فرفضها وانتفض على سدنتها فيتشرين ٢٠١٩, وشيّد بيت الشعب الجامع لكل مواطني هذه البلاد المسماةالعراق في ساحات تحرير البلاد, ودافع بصدق وبسالة عن مظلوميتهم. ثمعاقب جلاديه في انتخابات تشرين ٢٠٢١ الأخيرة, وجعلهم بين حانهومانه… ” يفرون بأذاناتهم “.

 

اثبت ما حدث تحت قبة مجلس النواب من هرج ومرج, إصرار هذه القوى, التي ترفع شعار التقوى والدين, على التشبث بالسلطة ومغرياتها ومغانمهاحد ارتكاب أدنأ وسائل الخداع والكيد والمكر والكذب والتدليس والغشوالنفاق, لكي تحتفظ بامتيازاتها رغم أنف القانون والخيار الشعبي الرافضلها ولوجودها.

 

أن تأثيرات انتفاضة تشرين التي حطمت أسس الطائفية السياسية والعرقية, التى بات المرء يشهد مآلاتها بانتكاسات سياسية متتالية لكل من ناصبوهاويناصبوها العداء, وتوسلهم للحصول على وعد بعدم فتح ملفات فسادهموتبديد المال العام وقتلة  أبناء الشعب وتسليم الموصل وثلث العراق لأوباشداعش ومجزرة سبايكر والصقلاوية وسجن الموصل وسبي الإيزيدياتوتهجير المواطنين وتغييب آخرين وتغيير الواقع الديموغرافي وترهيب السكانومنع تعمير المناطق المدمرة بسبب الحرب وعدم السماح بعودة الفارين منويلاتها وغيرها.

 

تحالف شلة المتحزبين الإسلاميين الذين كانوا إلى وقت قريب يكفرونبعضهم البعض, من الاخوان المسلمين وأحزاب الولي الفقيه الإيراني, تحتقبة البرلمان لتمرير ( بلتيقة ) العوبة, الاعتداء على رئيس السن في الجلسةالأولى لمجلس النواب العراقي وسقوطه في إغماءة, لتأجيل أو تأخير اختياررئيس جديد لمجلس النواب لما بعد انتخابات ١٠/ ١٠ / ٢٠٢١ والتي خسرتفيها احزاب ايران, لهو أكبر دليل على صواب تقييمات شباب انتفاضةتشرين المجيدة, باستعداد تجار الدين, الصميمي, للكذب والغش والتحايلوالخداع وحبك الدسائس لتحقيق مآربهم!

 

قرار المحكمة الاتحادية العليا برفض اعتراضاتهم, بعد الكشف, بتقريرطبي, عن فرية تعرض رئيس السن للضرب, يجعله, كنائب وسياسي, غيرمؤهلاً لتمثيل من انتخبوه وغيرهم من العراقيين, ويجب أن يقدم للمحاكمةبتهمة الحنث باليمين الدستوري الذي ردده في جلسة مجلس النواب الاولىالتي ادارها.

 

لا يتقبل الفاشلون بالانتخابات مصيرهم المقر قانونياً, بالادعاء بالتهميشوالإقصاء, ورفضهم لثنائية ”  حكم ومعارضةالجديدة, التي يجري تداولهاحالياً في الطروحات السياسية بعيداً عن نهج المحاصصة السابق, لأنهمتعودوا على المشاركة في كعكة الحكم بغض النظر عن معادلة الفوز أوالخسارة الانتخابية السابقة.

 

مظلومية العراقيين لا يمكن أن يتجاوزها و يطفؤها إلا من كان ابناً باراً لشعبه, منحازاً لأكثر فئاته تعرضاً للظلم والتهميش, مؤمناً حقاً بدولة المساواةوتكافؤ الفرص وخضوع جميع مواطنيها للقانون بغض النظر عن انتمائهمالطبقي او الاجتماعي او الديني والطائفي, وهي قوى الشعب المؤمنةبالديمقراطية حقاً.

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب