18 ديسمبر، 2024 5:50 م

مظفر النواب وفاتك أحرجت محبيك؟

مظفر النواب وفاتك أحرجت محبيك؟

قبل أيام قهرالموت قامة شعرية كبيرة مليء عالمنا العربي وشغل ناسه بشعره الثوري الذي صارالغذاء الروحي والفكري للأنسان العربي والذي قدمه بطبق شعري شهي أستذوقه الجميع بلا أستثناء أن كان باللغة الفصحى أم اللغة الدارجة بسبب ما يعانيه هذا الشعب من جور حكامه وظلمهم وفسادهم وعمالتهم ، رحل شاعر الريل وحمد وورد البنفسج (مظفر النواب) في بلاد الغربة بأمارة الشارقة بدولة الأمارات العربية المتحدة ، تاركا بوفاته، أهات وحسرات ولغط وجدل كبير بين كل محبيه وعشاق شعره وفكره. وعلى الرغم مما يؤاخذ على الشاعر صمته الشعري من بعد الأحتلال الامريكي الغاشم للعراق! وخفوت جذوة الروح الثورية التي طالما عرف وتألق بها على مدى تاريخه الشعري وعمره النضالي، ولكن يبدوا أن روح الثورة في شعره ، أبت أن تفارقه عندما تحولت مراسيم تشييعه الى غضبة جماهيرية كبيرة وهتافات نددت بالحكومة وبالأحزاب السياسية وبالفاسدين الذين نهبوا العراق! . وعلى الرغم من أصابة الشاعر في السنوات الأخيرة بمرض الرعاش (الباركنسن) الذي قلل من تواصله الأجتماعي والجماهيري ومن ظهوره الأعلامي أيضا ، ألا ان البعض وحتى من محبيه لم يستطعوا أن يمسكوا لسانهم بأنتقاده ! وذلك لسكوته على ما مر بالعراق من ضيم وقهر وذل في ظل الأحتلال الأمريكي الغاشم للعراق ، وضد كل التدخلات الخارجية العربية والأقليمية والدولية على مدى 20 عاما . ( فالباركنسن) وحسب ما يقولون لا يمنع صاحبه من الكلام والحركة والتفكير والاحساس بألام شعبه ووطنه وبالتالي لا يمنعه من كتابة الشعر!. أن ارضاء الناس وأقناعهم غاية لا تدرك ، ولان العراقيين لهم طبيعتهم الخاصة ، فلا يفلت من لسانهم أحد ، ولن يرضوا على أحد! وعرف عنهم بأنهم كثيروا النقد واللغط ! لذا فوجهوا لسان نقدهم اللاذع على الشاعر النواب لعدم قناعتهم بأن مرضه هو من منعه من مشاركتهم أحزانهم وضيمهم وقهرهم من خلال شعره الثوري ، لذا ففسر البعض منهم سكوته بالخوف تارة! ، وتارة أتهموا سكوته بالطائفية وموالاته لمن حكموا العراق من بعد الأحتلال الأمريكي الغاشم للعراق! ، ووصلت القسوة بالبعض أن يعزي سبب سكوته على كل ما جرى بالعراق وعلى العراقيين على مدى 20 عاما ، لأنه قبض ثمن خدمته الجهادية والراتب التقاعدي المجزي عن سنوات نضاله ! ، فآثر السكوت والهروب من المشهد المؤلم للعراق حاله حال حزبه ( الحزب الشيوعي العراقي) ، حيث آثر قادته الأرستقراطيين السكوت والمجاملة لمن نهبوا وسرقوا العراق ، وبالتالي صمتوا صمت القبور وهم يرون شعار حزبهم الذي يعتبر عنوان نضالهم التاريخي ( وطن حر وشعب سعيد) يمرغ بالوحل في ظل وطن محتل وشعب تعيس! ، ويبدوا أن شاعرنا االكبير لم يستطع أن يخرج من القيود الفكرية والعقائدية للحزب بالوقت الذي كان الكثير الكثير ينتظرون منهم التمرد والثورة على ما أفرزه الأحتلال الأمريكي الغاشم للعراق من دمار كبير! . فأذا كنت يا شاعرنا قد أعبت على العرب سكوتهم وهم يرون عروستهم القدس يزني بها الصهاينة ، فبغداد عروسة الدنيا وأميرة الزمان هتك عرضها ونهب مالها وزنى بها كل من هب ودب وأمام عينيك وأنت ساكت بحجة المرض ؟!! . لا أدري يا مظفر لماذا هربت من مواجهة الحقيقة وقول كلمة الحق ؟ لماذا أنهزمت وهربت من مواجهة حقيقتك أنت؟ أراك ولربما يتفق معي البعض بأنك أنهزمت وخسرت المعركة الفاصلة من أجل الوطن والشعب! . ماذا أقول لك يامظفر لقد كان الوطن والشعب في حاجة كبيرة لك بعد أن دنسته أقدام المحتل الأمريكي . فعذرا يا ابا عادل لقد أحرج موتك كل محبيك ، وعذرا أن لم نستطع أن ندافع عنك لأنك خذلتنا في نهاية المشوار وتلك هي الحقيقة المؤلمة!.