9 مارس، 2024 6:52 ص
Search
Close this search box.

مظاهرة أوسلو مع أطول علم عراقي

Facebook
Twitter
LinkedIn

مظاهرة أوسلو التي شارك فيها الطيف العراقي بجمال فسيفسائه لنصرة المتظاهرين في العراق ونقل معاناتهم الى العالم. كانت لي كلمة باللغة النرويجية بخصوص وضع العراق. طلب مني كثير من الاخوة والاخوات ترجمة كلمتي الى العربية.

التي اسميتها من بغداد الى النرويج

مرحبا بهذا الجمع الكريم وتحياتي لكم فردا فردا

اسمي محمد المفتي لكني اليوم سأتحدث بلسان من أطبق الظلم على افواههم وصادر السنتهم في العراق.

بداية يجب أن أذكر بأني نادرا ما دعيت الى تظاهرة جيدة التنظيم وعفوية وخلال فترة قياسية مع وجود هذا العدد من الناس المتحمسين لقضيتهم، فعلا أمر يكاد لا يصدق.

اريد أن أتوجه بشكري للمنظمين على جهودهم الرائعة. اطلب من الجميع أن نصفق بقوة:

أولا لكل شخص من الحضور، وثانيا لشبابنا الثائر في ساحة التحرير، وفي كل المحافظات العراقية تحت وابل من نيران ظالمة. والاهم تصفيق قوي لنوقظ العالم ونوقظ من استبدل حكومة الدكتاتور بألف طاغية وألف ديكتاتور واليوم ينظرون الى شبابنا يقتلون بدم بارد ولا يحركون ساكنا…

العنف كجواب على حرية التعبير عن الرأي لا يمكن ابداً الموافقة عليه في الغرب، أما العنف واستخدام الدولة للإرهاب وسوء استخدام السلطة في الشرق الأوسط، فهذه مسألة فيها نظر.

خرج في الأسابيع الأخيرة الشعب العراقي في مظاهرات ضد الاستبداد، وتطور الاحداث في العراق استرعى اهتمام وسائل التواصل الاجتماعي والناشطين في كل العالم، لكن لم يسترعي اهتمام الاعلام الرسمي في دول صنع القرار.

انتشر المتظاهرون في كثير من المحافظات العراقية مطالبين بالديمقراطية وبالعدالة الاجتماعية في العراق. الحقيقة هم يطالبون بالمقومات الأساسية لحقوق الانسان، ويطمحون بحياة توصف بالكريمة…

لهم كل الحق بالاعتراض عندما يعيشون في بلد من أغنى بلدان العالم ويعيشون كأفقر الشعوب المنكوبة في افريقيا، نعم يحق لهم الاعتراض.

تم مقابلة المظاهرات السلمية من قبل الدولة بقوة وحشية، ولأوصف الوضع بشكل أدق.

قصفت الحكومة البلابل بالقنابل. نعم افرطت في استخدام القوة تجاه من صرخ “سلمية” ولم يحمل سلاحا في يده.

كل من صرخ بصوت عال في وجه الدولة وانتقد النظام، اتهم بانه خائن، إرهابي أو مخرب للعملية الديمقراطية في العراق. ديمقراطية لم يكن لها وجود ذات يوم. ديمقراطية ولدت ميتة.

الانتقاد والاحتجاج ومعارضة سياسة الدولة حق مكفول وفق الدستور العراقي.

لكن المشكلة في الدولة، درجة تحمل الدولة للنقد صفر، وهي ضد الإصلاح الذي تدعي به منذ ستة عشر عاما.

لم يعد للشعب فرصة ليشكو همه لحكومة صماء، الرقابة الممنهجة للإعلام من قبل الدولة مع امتلاكها لقنوات كثيرة وصحفيين ومع التحكم في مصدر الخبر وإرهاب الناس… أصبحنا نتحسس طريقنا في الظلام.

البارحة تم اغلاق عدد من القنوات الإعلامية التي كانت تغطي من ارض الحدث بينما كانت القوات العراقية تلاحق المتظاهرين في شوارع الناصرية وتقتلهم.

وفوق هذا كله! أصبحت ملاحقة الحكومة للصحفيين الاحرار والنشطاء واعتقالهم مشهد يومي في العراق، مع قطع الانترنيت عند الحاجة ومنع التظاهر، مع انفجار القدرة الاستيعابية للسجون العراقية.

دفع الناس للصراخ ” كفى ” وصلوا الى نقطة الانفجار.

الحكومة العراقية من جهتها بدلا من أن تصغي الى صوت الشارع قامت بقمعهم بكل همجية، اعتقالات عشوائية وجماعية، استخدام للذخيرة الحية. مع اتهامات تجاه المتظاهرين ووصفهم بالمندسين والخونة وأصحاب اجندات خارجية.

تعلمنا من الديمقراطية النرويجية أن الصحفيين والنشطاء المدنيين والشعب من حقه استخدام كل الوسائل السلمية للوصول الى أهدافه تحت حماية الدولة، وهذه من ضروريات العملية الديمقراطية.

كان العالم شاهدا على ملاحقات النساء والرجال الذين تعرضوا لاشد العقوبات خارج نطاق القانون والمحاكم، وتم تعذيبهم وماتوا لا لسبب إلا لقول كلمة حق. فقط لأنهم استخدموا أحد حقوقهم الأساسية في التعبير عن الرأي.

شهد العالم وشاهدنا تزوير الانتخابات، سوء استخدام المناصب وكذلك الرشوة والفساد.

لا يمكننا الصمت بعد اليوم. ما أقوله الآن لا يتعلق فقط بالعراق، لكنه يتعلق بقيمنا الإنسانية، بقيمنا الإنسانية المقدسة.

يصرخ الناس في العراق ونحن نسمعهم. عاملين وعاطلين عن العمل، أساتذة وطلاب متعلمون وأميون، ربات بيوت الكل يصرخ “لا للاستبداد”

يصرخون بأعلى أصواتهم ” الشعب يريد اسقاط النظام” هذه هي إرادة الشعب، وهذه هي الديمقراطية.

نحن نسمعكم والنرويج يسمعكم..

كان للنرويج دور كبير في تدريب الشرطة وقطعات الجيش العراقي، لذلك للنرويج حق وواجب أخلاقي ويتوجب على النرويج أن تقول رأيها صراحة عندما نرى أن البلاد التي حصلت على مساعدة النرويج لبناء نظام ديمقراطي، تهضم حقوق مواطنيها، تختطفهم، تقتلهم في شوارع المدن العراقية.

يتوجب على النرويج أن تقول “لا ، لا وألف لا” نحن لا ندعم الأنظمة الاستبدادية، النرويج لا تدعم الاستبداد.

يتوجب على المنظمات النرويجية والشعب النرويجي والسلطات اظهار تضامنهم مع الشعب العراقي والمطالبة بالوقف الفوري لكل أنواع العنف ضد المواطنين المدنيين.

ما تعلمته في النرويج:

(( لا يتوجب علينا أن نضرب طوقا حول قيمنا الديمقراطية فقط في النرويج بل في كل العالم))

النرويج لأجل السلام.

النرويج لأجل حقوق الانسان.

النرويج لأجل القيم الديمقراطية المشتركة.

سنثبت مجددا ما قيل ذات يوم. النرويج بلد صغير لكن له شعب عظيم وله قلب كبير.

لن نخذل العراق. لن نخذل العراق. لن نخذل العراق والعراقيين..

شكرا لأصغائكم

__________________________

مع شكري وتقديري

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب