17 نوفمبر، 2024 6:51 م
Search
Close this search box.

مظاهرات فاشلة …ومتظاهرون اتكاليون !!

مظاهرات فاشلة …ومتظاهرون اتكاليون !!

منذ اكثر من شهرين ،وحتى يومنا هذا ،ما زالت المظاهرات تملآ ساحات بغداد والمحافظات في وسط وجنوب البلاد ،ولا يمر يوم جمعة من دون ان نسمع ضجيجها ونرى فرسانها يجولون على الفضائيات مرددين مطالبهم بالاصلاح ومحاربة الفساد واستبعاد الفاسدين .الا ان ايا من هذين المطلبين لم ينفذ ،وظلت المظاهرات على اشدها،و تلوك شعاراتها من دون جدوى !اعتقد ان من خططوا لهذه المظاهرات لم يقرأوا تاريخ العراق الحديت ،ولو كانوا فعلوا ذلك، ما اظنهم كانوا سيتصدونها او حتى يحضرونها .فالعراقيون لم يعودوا كما هم في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي ،فرجال هذا الزمان الذي وصل فيه المالكي والعبادي وقبلهم صدام الى الحكم،اقل همة ممن سبقوهم ،واكثر لا مبالاة ايضا .وهم رجال ـ هذا الزمان ـ اتكاليون ومتكاسلون ولا يزجوا انفسهم في معارك السياسة التي هي الان تنتهي بمتصدريها الى الموت او السجن المؤبد في احسن الاحوال !وتلك تضحية لم تعد في حسابهم كما كان يفعل السابقون . فرجال المظاهرات اليوم يكتفون بالتنديد والاستنكار والشجب ،من دون ان ان يركبوا المركب الصعب  ويواجهوا الحكام بجدية وبوسئل سلمية متاحة ومن بينها الاعتصمات والاضرابات  .وقد عرف الحاكم الحالي  عدم جدية المتظاهرين  ،فتعامل معهم بلا مبالاة  لانه يدرك ما سيصلون اليه بالنهاية وهو: اليأس والملل .ولهذا لم يكترث العبادي لمظاهرات الجمع الماضية، رغم ان اعداد المتظاهرين كبيرة .ومع هذا الاهمال فقد تراجعت مطالبات المتظاهرين منا الاصلاح و استبعادالفاسدين ،الذين هم من حزبه، الى التمني عليه بالعدول عن قراره غير القانوني بتخفيض رواتب المتقاعدين !كان العبادي مرحبا بالمظاهرات في ايامها الاولى ،ولم يكن قصده من ذلك نزيها ،فكل ما اراده منها هو ارعاب خصومه السياسيين ،ولما لم تستطع تلك المظاهرات من ارعابهم ،تخلى عنها واصطف مع خصومه ضدها .بل جاء بفاسدين لاشغال وظائف من استبعدهم في ايام المظاهرات الاولى …وها هو مسترخ و مطمئن الى بقائه في السلطة ،ولم تعد مظاهرات الجمعة تقلقة ،بعد ان تلقى النصح من واشنطن العارفة  بكل ما يجري في ساحات التظاهر .اعتقد ان ما ذهب اليه العبادي وغيره من السياسيين من عدم اكتراث بالمظاهرات والمتظاهرين  لآنهم توقعوها مجرد فورة وليست ثــورة ، وكان هذا التوقع يستند الى ان العراقي لا يعدو كونه ظاهرة صوتية لا خوف منها ويمكن معالجتها بالاهمال وعدم الاكترات ،وانها حتى وان طال عمرها الا انها ستتلاشى ،لان وراءها شعب يريد ان يضحي غيره ليعطية ما يريد، وهو على التل يتفرج !!واذا ما  كان العراقيون ،فعلا وصدقا يريدون الاصلاح ومحاربة الفساد،فان عليهم ان يفعلوا ما فعله الشعب الاوكراني ،حين حمل المواطنون  حكامهم على اكتافمهم ومن بينهم رئيس الوزراء  وكبار المسؤولين الفاسدين ورموا بهم في المزابل ..واذا ما اعاد العراقيون هذه التجربة ، فسيهرب الفاسدون قبل ان ينتهوا الى هذا المصير الاسود!!

أحدث المقالات