18 أبريل، 2024 8:58 م
Search
Close this search box.

مظاهرات على الفساد …. أم على الذات ؟؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

تجتاح شوارع معظم المدن العراقية موجة احتجاجات ومظاهرات تزامناً مع موجة الحر التي تضرب المنطقة مخلفةً صيفاً لاهباً وبمواصفات خاصة على العراقيين. في مشهدٍ ليس بجديد هبّت جموع غاضبة لتقول كلمتها احتجاجاً على تردي الخدمات وعلى ما آلت اليه الاوضاع في العراق النفطي الديمقراطي التعددي الجديد. فبعد ان تحرر البلد من حكم الدكتاتورية وحكم الحزب الواحد وبعد ان دخلت الديمقراطية الى العراق من أوسع أبوابها اعتقدنا بأننا سنتنفس الصُعداء وسنعوض ما فاتنا من العمر ، ولكن الذي جرى أن هذه ( الديمقراطية ) أسست لنظامٍ متهرئ ضعيف ومافيات فساد متجذرة يصعب اقتلاعها. ( الربيع العراقي ) يُطل علينا من جديد ، وأغلب الظن انها ستكون سُنّة متكررة في العراق بعد كل انتخابات. إن نفس هذه الجموع الغفيرة هي التي زحفت في الانتخابات لتعطي أصواتها لنفس الفاسدين ثم تخرج احتجاجاً عليهم بعد الانتخابات في مشهدٍ لن تراه الا في العراق. ففي الانتخابات لا يتم الاختيار على اساس الأصلح وانما على اساس الطائفة والمذهب والعرق والعشيرة متجاهلين المعنى الحقيقي للانتخابات ودورها في إيصال رجال الدولة وأهل الدراية والعلم والمختصين بكيفية إقامة الدولة المتحضرة القادرة على تقديم مستلزمات العيش الكريم حتى وإن كان في أبسط مستوياته. وبعد ان تتم هذه العملية بنجاح وبعد ان نولي علينا شرارنا و مفسدينا وبعد ان نرى الأداء الفاشل نظل نندب و نلعن الحظ الذي جاء بهم الى السلطة. ماذا ننتظر من الفاسد الذي نكافأه .. هل سيتغير ؟ وماذا ننتظر من المجرم الذي نبارك له إجرامه .. هل سيتوب ويعتذر ؟ الفشل كبير والمصيبة عظيمة والخراب اكبر ، والشعب العراقي بكل فئاته مسؤول عن ضياع البلد وتردي الخدمات ، نعم لقد تسلمت مقادير الأمور فئة سياسية فشلت في ادارة الدولة وعاثت في الارض فساداً ولكننا باركنا فسادها و أعناها في الغلّو والإساءة. فقبل ان نحاسبهم علينا ان نحاسب أنفسنا لأننا جزء من المشكلة وجزء من المعادلة التي تؤدي الى النتائج الخاطئة ولاننا من يقع عليه عبأ هذه النتائج … ولكن ، مع كل المتغيرات المحلية والإقليمية إقتصادياً وسياسياً ومع استمرار التدهور الامني في العراق والمنطقة ، هل تستطيع هذه الجموع الغاضبة أن تُحدث التغيير المنشود في تقويم الأداء الحكومي المتردي ! أم ستبقى المظاهرات مجرد هتافات نجترها مع كل صيفٍ لاهب ؟؟؟ تحياتي

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب