بداية احيي اهل العراق الاصلاء في الانبار وصلاح الدين والموصل على تظاهراتهم الوطنية نصرة للمظلومين والمحرومين من ابسط حقوقهم في حياة حرة كريمة سلبها منهم من كان بالامس القريب يعيب على صدام حسين وحزبه البعث نهجه واسلوبه في ادارة الدولة آنذاك. لكننا اليوم نجد انفسنا امام من هو اسوء من نظام صدام عملا وفعلا وما يحصل في العراق من حوادث هي ابشع مما حدثت ايام من تسمونه طاغية العصر في دولة يفترض انها اصبحت دولة قانون تتبع نظاما ديمقراطيا قائما على حقوق الانسان وحاميا وراعيا لها الا ان كل ما حصل ويحصل يعد مخالفا وتجاوزا فجا على القانون من قبل اناس موتورين وحاقدين همهم الانتقام من اهل السنة تسلموا مسؤوليات ومواقع في الدولة لينزلوا حقدهم الاسود على اهل العراق الاصلاء عبر اعتقالات وتعذيب وتهميش واضح ومتعمد بحجة الارهاب وهم اعرف قبل غيرهم من كان وراء الارهاب ومن هم الارهابيين ومن دعمهم وفتح المطارات والحدود لهم قبل سنين معدودة مضت
المظاهرات لا تهدف الى الغاء العملية السياسية كما يروج البعض من الكتاب والاعلاميين ممن لا زال تسيطر عليه وتسكن عقله امراض وادران الطائفية القذرة ويعبرعنها في كتابات موتورة بعيدة عن المنطق والحجة والبرهان. صحيح ان اهل السنة كانوا وما يزالون رافضين للتغيير السياسي الذي حصل في العراق عام 2003 لانه جاء عبر الاحتلال المخزي لبلد المقدسات والذي كلف العراق والعراقيين غاليا الا ان واقع الحال وتحت الضغوط التي مورست عليهم جعلهم يشتركون في العملية السياسية املا في اقامة نظام سياسي قائم على العدالة والتوازن في مؤسسات الدولة والمشاركة الفعلية في السلطة والقرار وقادرعلى اخراج المحتل وعودة الاستقلال للعراق الا ان كل ذلك لم يحصل وللاسف الشديد سوى رحيل المحتل وبقي اهل السنة اسيروا التهميش والاقصاء والاعتقال وتحملوا تبعات نظام صدام وحزبه البعث لوحدهم والذي كان يضم اكثر ما يضم من اعضاءه من الشيعة لا بل ان اكثر المخلصين واشدهم دفاعا عن صدام ونظامه كانوا من الشيعة. وقد يقول قائل ان اهل السنة ممثلون في الدولة والوزارات فاجيب ان هذا التمثيل شكلي وبالاسم فقط وهم عاجزين عن فعل اي شيء لاهلهم السنة والدلائل كثيرة وبارزة للعيان. ان هذه المظاهرات نقولها وبملء الفم تهدف الى تصحيح مسار العملية السياسية القائمة نحو الافضل بعدما انتجت لنا ساسة لصوص وانتهازيين وفاشلين سرقوا ما سرقوا وافسدوا ما افسدوا واوجدت لنا حكومات عاجزة عن القيام بمهامها تجاه الوطن والمواطنين وجعلوا من العراق مسخرة كما صرح بذلك المالكي مؤخرا ولا اعلم كيف لرئيس وزراء يطلق هكذا تصريح على عملية سياسية وحكومة هو من يرأسها !!!
فساد اداري، سرقة للمال العام علانية وبشكل وقح، قضية المخبر السري والاعتقال على الهوية، اغتصاب المعتقلين والمعتقلات وابتزاز اهليهم عبر اخذ الاموال منهم بحجة اطلاق سراحهم، سوء ادارة الدولة، التعليم والصحة والزراعة والقضاء في اسوء حالاتهم، الخدمات من ماء وكهرباء ومجاري المياه الثقيلة شبه منعدمة، كل هذه الامور حصلت ولم يصغ رئيس الحكومة المالكي للنصائح التي وجهت له من قبل النخب السياسية والدينية والاجتماعية من اجل تحسين اداءه والعمل على تطوير عمل الحكومة ووزرائها ومحاسبتهم على تقصيرهم تجاه مشاكل المواطنين. كل تلك الامور حدثت وما زال المالكي يرفض الاعتراف بتقصيره وعجزه في ادارة الدولة ادارة صحيحة تلقي بظلال الامن والرخاء على العراقيين وتشعرهم ان هناك من يسهر على راحتهم ويتابع شؤونهم ويهتم لمعاناتهم ويعمل على حل مشاكلهم التي هي مشاكل ومعاناة كبيرة متواصلة ومستمرة منذ عقود خلت
العراقيون على مختلف انتماءاتهم متفقون على ان الحكومة فشلت وان رئيس الحكومة اصبح عاجزا عن التعامل بحكمة مع ازمات ومشاكل البلد لا بل اصبح هو شخصيا ( ازمة ) نعم ازمة عبر افتقاده الى اسلوب الحوار الايجابي مع شركاءه الاخرين في الوطن ونظرته السلبية تجاه شكواهم المستمرة من انفراده وتفرده في اتخاذ القرارات والمواقف سواء على الصعيد المحلي ام الاقليمي وحصر العديد من السلطات والمناصب بيده لذلك وصلت الامور الى ما وصلت اليه من تعقيد وصعوبة ولم يعد الحل ممكنا في رأيي واراء الاخرين الا بتنحيه او تقديم استقالته فالمالكي وبهذه العقلية غير قادر على ادارة بلد بهذا التنوع وبهذه التحديات القائمة التي تواجه من نقص الخدمات والبطالة والامن المرتبك والفساد الكبير الذي يسود اغلب قطاعات الدولة العراقية بشكل لم يسبق له مثيل
اصبح لزاما على المالكي الرحيل شاكرين له جهوده في قيادة البلد في مرحلة صعبة الا ان التغيير سنة الله في خلقه والبلد اصبح بحاجة ماسة الى التغيير والى نفس جديد وعقلية جديدة ورئيس وزراء جديد اكثر انفتاحا على الشركاء واكثر جدية في حل مشاكل المواطنين عله ينقذ البلد مما وصل اليه ويحاول النهوض به مجددا خصوصا ان المشاكل شخصت والحلول اصبحت جاهزة ولا عذر لاحد بعد اليوم في ان يقصر اولا يعمل على تطوير البلد وتحسين احوال الناس وان يعيد الثقة المفقودة بين المواطن والمسؤول من جديد فتلك امنية جميلة نتمناها ونحن على اعتاب عام جديد 2013 سائلين المولى عزوجل ان يكون عام خير ومحبة وسلام على العراق واهله الطيبين
كاتب مستقل