سقطت بغداد عسكريا ولم نكن ندرك بان الساقطون دخلوا لها كنا نعتقد بان المعارضين يريدون التغيير نحو الافضل ؟ الا ان الواقع اثبت انهم بيضوا صحائف صدام السوداء بسلوكياتهم المتدنية التي فاحت وشاعت كانها من المسلمات البديهية وعندما نريد ان نصفها فاننا نكاد ان نقيىء مافي احشائنا حد الاعياء لانهم لم يوصفوا بوصف ذم الا كانوا الاسوء بامتياز ان العملية السياسية انتجت وليد مشوه قبيح ليس عراقيا ولا وطنيا انه لقيط من افكار مشوهه لا اسلاميا ولا انسانيا ولا يمت بصلة الى الاخلاق البشرية فقد قسمت الاحزاب الفاشلة الدولة الى كعكة لاحزابهم والنساء على قصورهم وبدئوا يقتلون كل من يعارضهم او يحتملون معارضته خوفا من تكوين عقلية المعارضة لهم فشردوا احرار العراق وقتلوا المفكرين والصحفيين الاحرار واستبدلوهم بنكرات وسفلة الامة وشذاذها والمنبوذين واشتروا الفضائيات والمؤسسات الاعلامية لتلميع صورهم القبيحة وانفسهم المريضة ورفعوا شعارات الدين والمرجعية والمناسبات الدينية كي يعطوا الشرعية لاحزابهم واتباعهم ابواق السؤء والسوقية الذين حاربوا الوطنيين والشرفاء كان الشعب العراقي يتامل خيرا ويسكت لان المرجعية لعبت دورا كبيرا في دعم الاحزاب الفاشلة والتي لم تكن تعرف جيدا سوى انهم شيعة واسلاميين وانهم مرتبطين بالمرجعية كما اوهموا المرجعية البسيطة والتي لاتعرف شيئا من الاحزاب او السياسة بانهم اسلاميين لحد ماثبت بانهم لا اسلاميين ولا حتى بشر يدركون ابسط مفهوم انساني او وطني انهم مجرد هياكل واسماء فارغة خاوية ان التنصل من المبادى مارسته الاحزاب منذ زمن بعيد ولم يكونوا سوى عجائو خاوية حاسدة حاقدة على وضع معين ولا يمتلكون برنامجا سياسيا اصلاحيا او افكار لبناء العراق بل بالعكس جعلوا العراق مستهلك اكثر من 90 % ولم يزرع ولم يصنع ولم يطور ولم يرتقي صحيا واقتصاديا وعلميا انهم وباء حل بالبلد ان الله تبارك وتعالى استدرج تلك الاحزاب ليقعوا في نظرية المكر الالهي ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )
ان الشعب ادرك بان الاحزاب بحكوماتها لم تحقق شيئا خاصة بعد احتلال اجزاء كبيرة من العراق بواسطة تنظيم داعش الارهابي كما ان الشعب ادرك ان الحكومة باحزابها فاشلة في حماية الشعب العراقي واراضية وكرامته وامام هذه الابتلاءات ولكي لايقع الشعب فريسة اكثر لعملية احتيال كبير وقد يصل التقصير اليه من خلال الحكام كما اتهم المالكي السنة انهم خانوا العراق او الشيعة بانهم متمردون وبدات الحكومة تتسلق كي تتهم المواطنين بكل الرذائل التي قاموا بها وبدات فعلا الحكومة بالقاء الكرة في سلة الشعب والتنصل التام من المسؤولية بكل وقاحة ؟ لم يبقى للشعب الا ان يدافع عن نفسه وتحمل الكثير من المعاناة الى ان بدا يقود المعركة ويقدم الدماء وهو عاطل فقير مشرد مريض متخلف علميا ويرى الظلم والطغيان للاحزاب الدينيو الفاشلة التي تحكم البلد باسم الله والمرجعية والمذهب وتخرصات ماانزل الله بها من سلطان كما ان النفوس الخبيثة والمتعكرة للاحزاب الفاشلة والسارقة بدات تطفح على السطح من خلال مصالحهم في سرقات البلد وبدات عمليات تسقيط واسعة بين الاحزاب التي تسعى للسرقة من الحقوق العامة والمال العام وبذلك التفت الشعب الكريم الى ان قضية هامة انكشفت امامه وهي ان الاحزاب بعد 2003 كلها احزاب هشة لاتقدم ولاتؤخر انهم عبارة عن عصابات متدنية لاتملك اي مقومات العمل السياسي وبناء دولة مدنية قوية كما انهم لمدة 13 عام عجزوا عجزا ذريعا عن توفير ابسط مقومات الحياة واهمها وهو الماء والكهرباء والتعليم والصحة والعلاقات الدولية والاقليمية وهذا الشحن الوطني بدا يتحرك بالاتجاه الصحيح وتبلورت فكرة التغيير كما كان دور الاعلام الوطني والحر لقناة البغدادية والزميل الكريم الاستاذ انور الحمادني المبدع في برنامجه استوديوا التاسعة فقد لعب دورا هاما في ايصال الحقيقة الى الشعب بكل جراة وشجاعة ولحد اليوم سمعنا احد الخائرين الخائفين حول مقدارا كبيرا ملايين الدولارات الى الزميل الحمداني كرشوة فرفضها الاخير فقرر الشعب المواجهة بنفسه للكتل الفاسدة والاحزاب الهمجية المتخلفة واجتاز الصبر الجميل والبلاء الكبير ليحط رحله في سوح التغيير وقد ادرك تماما ان القتال مع داعش فقط هو لمصلحة الفاسدين لانهم سيبقون خلفهم يفسدون ويسرقون ودمائهم تنزف ليلا ونهارا لتصب في جيوب العملاء وابنائهم واقاربهم الذين ابتلعوا الدولة وسخروها لهم فقط بلا منازع ان الاحزاب القذرة قد تلجا للانسحاب من سوح القتال والسماح لداعش بدخول المدن كي يعيثوا بالارض فسادا كي يحملوا الشعب مسؤولية الاعتراض الا ان الخطر يصل اليهم فهم مترددون وليس بعيدا ان تسلم الكتل والاحزاب مدنا جديدة نكاية بالشعب الذي يريد اقصائهم انهم الاخطبوط القذر الذي يمسك كل مفاصل الفساد بعشرات الايدي ان الكتل الدينية من اتباع ابناء المراجع تعلموا على حياة جديدة ليس من السهولة التخلي عنها فهذا القائد وذاك سليل المرجعية البار وذاك حزب الشهداء وهذا تيار المقاومة والكثير من مسمياتهم واستغلالهم للدين والعناوين ولكن بهمة الرجال واصرار الشعب وتوفيق الباري ولطفه بالعراق خرجت التظاهرات الشجاعة والشريفة لتقول كلا للظلم كلا للفساد وكانهم يريدون تغيير الواقع الفاسد والعملية السياسية برمتها وانا واثق ان العراق سيتحول الى دولة علمانية تركن الدين والمذاهب جانبا وهو الصح لاننا لم نجني الا الدمار وسفك الدماء ومن الطبيعي ان نواجه بتهم وكل حركات التغيير هكذا اولا تقمع وتشوه ثم تنتصر لتثبت قدرتها وجدارتها بامتياز على انقاض العملية لسياسية التي لم يجني سوى الفاسدون ثمارها من خلال نهب الميزانية الانفجارية لحلقات ضيقة واسرية كما بدات المظاهرات الان لكبح جماع المستهترين بالمال العام والدماء والعابثين بالامن الوطني العراقي من خلال انتشار اوبئة الفساد والرشوة والسرقة والقتل لمصالح طائفية دنيئة وسيبقى الشعب بثواره ونظاهراته حيا سيسحق جبروت الفاسدين والعملاء وكما اعتقد بان الحكومة الحالية عاجزة تماما عن الاستجابة للمطالب الجماهيرية وتلبية ابسط حقوقها مما يجعل التظاهرات تتحول الى اعتصامات ثم الى صدامات مسلحة وستسقط الاحزاب الواهية وسيفر قادتهم دواعش المال والاسهم والعقارات الى دولهم التي انتجت افكارهم الرخيصة وسيبدا الثوار بالعلاج للجسد العراقي السقيم والنصر للشعب والهزيمة والخذلان لمن باعوا ارضهم وعرضهم للاجنبي كما ان الحشد الشعبي سيقف باحترام وتاييد كامل للشعب العراقي ضد الفاسدين من الاحزاب الفاشلة والكتل والتيارات المتلبسة بالدين.