23 ديسمبر، 2024 3:17 م

مظاهرات الانبار واجهاض المظاهرات الوطنية

مظاهرات الانبار واجهاض المظاهرات الوطنية

كنا على موعد نترقب حلول اليوم الخامس والعشرون لتخرج تظاهرات وطنية لاهم لها الا اصلاح النظام الديمقراطي واسقاط الطبقة السياسية الفاسدة والفاشلة ، عوامل كثيرة توفرت جعلتنا نرجح خروج التظاهرات بزخم اكبر بعدما بلغ السيل الزبى من معاناة الوطن والمواطن …
احتقان وغضب وامتعاض وجميع الوان التوتر النفسي في نفس المواطن وبغض النظر عن انتمائه العرقي والطائفي ، كل هذا التوتر كان من الممكن ان يكون رصيدا لاستثماره في مظاهرات وطنية تسقط الطبقة السياسية الفاسدة وتصلح النظام الديمقراطي ، وكان المؤمل ان تقود بغداد هذه التظاهرات باعتبارها العاصمة وباعتبارها تضم جميع الوان الطيف العراقي مما يخرجها من الخانة الطائفية وستكون شعاراتها وطنية صرفة تنفع المواطن والعراق من اقصاه الى اقصاه …
رافع العيساوي الذي هو من ابناء الطبقة السياسية الفاسدة استطاع وبعملية استنجاد ان يثير عشيرته والمستفيدين منه ان يثير الشارع الانباري المتأزم كما هي شوارع العراق اجمع ليستثمر هذا التوتر النفسي في تظاهرات اخذت الصبغة الطائفية المقيتة ، شعارات سمجة وعلم انتج الالاف من المقابر الجامعية وصور توحي بالعمالة لدولة تستعد لافتراس العراق وصورة المقبور الذي دمر العراق ولازال يدمره …
اسقط في يد ابن الوسط والجنوب وهو يشهد هذه التظاهرات التي تستهدفه تصريحا وتلويحا ، فمن التصريحات القذرة لاحمد العلواني الى شعارات بغداد النا وماننطيها  وبغداد سنية متصير شيعية وهكذا دواليك ، اسقط في يد ابن الوسط وابن الجنوب وهو يرى هذا المشهد المرعب الذي اقل مآله التقسيم وتفتيت العراق ، فاضحى بين ان يصول بيد جذاء او يصبر على طخية عمياء ، ولعل الصبر على هذا الواقع الفاسد والطبقة السياسية الفاشلة احجى من الدخول بمعمعة الاجندة المشبوهة التي لا تتوقف الا بالاحتراب الطائفي والتقسيم…
لا اظن ان هنالك مراهنة على الخروج في تظاهرات وطنية خصوصا وان التظاهرات اليوم تركزت في مناطق ذات لون طائفي معين ، ولا اظن ابن الجنوب والوسط سيخرج متظاهرا تحت علم المقبور الذي عانى منه ماعانى ، ولا اظن انه يخرج وتهمة المقبور صدام لازال يرددها هؤلاء نحوه بعبارات المجوسية والصفوية وغيرها من التهم الوضيعة المعبرة عن حقد دفين ، ولا اظن ان ابن بغداد ومن جميع الطوائف والاعراق والاديان  سيخرجون متظاهرين في ساحة التحرير وهم يسمعون شعارات بغداد النا وما ننطيها  وسنية وغيرها من الاهازيج السمجة ، بغداد هذه التي لاتنتسب الى احد والجميع ينتسب لها يريد الطائفيون ان يغتصبوها لتصبح جارية في معرض خدمتهم ونيل وطر لذتهم…
ان شطحنا بنظرية المؤامرة سنقول ان حادثة العيساوي وتظاهرات الانبار تم الاتفاق عليها بين ابناء الطبقة السياسية الفاسدة لقطع الطريق على ساحة التحرير في الخامس والعشرين….