23 ديسمبر، 2024 6:38 م

مظاهرات الانبار فاتحة لحرب طائفية وتقسيم للعراق, بمال عربي وحلم عثماني ورغبة امريكية وغفلة عراقية

مظاهرات الانبار فاتحة لحرب طائفية وتقسيم للعراق, بمال عربي وحلم عثماني ورغبة امريكية وغفلة عراقية

ذكر اعضاء في اللجنة المكلفة بتقصي حقائق السجينات العراقيات, ان احدى السجينات كشفت عن ان اباها كان قد اهداها الى احد امراء تنظيم القاعدة وعمرها لم يتجاوز العشر سنوات مثلها مثل الكثيرات , وقالت السجينة في حديث لها مع اعضاء اللجنة “التي تشكلت اثر تظاهرات الانبار” ان تنظيم القاعدة اجبرها على نقل المتفجرات لإدامة الجهد الإرهابي . هذه الحادثة اكدها عضو البرلمان العراقي عزت الشابندر نقلا عن احد اعضاء القائمة العراقية وجاء ذلك في حوار من على قناة الحرة جمع الأخير مع ظافر العاني وآلاء طلباني . هذه الحال ومثيلاتها اثارت اسئلة عديدة لدى بعض المواطنين العراقيين ومن تلك الاسئلة : ماهي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمنع هكذا حالات لا إنسانية وخاصة فيما يخص استغلال الطفولة والاطفال في العمليات الارهابية ؟ واين موقف منظمات حقوق الإنسان – التي تطالب بإلغاء حكم الإعدام بحق الإرهابيين – من هذه الحالات واين إدانة تظاهرات الانبار واعضاء القائمة العراقية لهذه الحالات التي تمس شرف العراقيات وتنتهك طفولتهن ؟ واين التوازن ما بين مطالبات متظاهري الانبار باطلاق سراح السجناء وبين حقوق عشرات آلاف الضحايا الذين حصدهم ارهاب هؤلاء السجناء . وقال احد ذوي الضحايا من محافظات الفرات الاوسط : لقد سلبني الارهاب ” مثل آلاف العراقيين” كل افراد عائلتي ولم اجد من يتظاهر لنصرة حقي ويطالب الحكومة باعدام من قتلوا أسرتي بينما انقلبت الدينا عندما اعتقلت الحكومة حماية العيساوي بتهمة الإرهاب وقد يكونوا ارهابيين حقا, ويضيف لقد فقدت زوجتي واطفالي الثلاثة وكان اكبرهم عمره تسع سنوات . وقال مواطن آخر ان الارهاب يحصد يوميا عشرات الأرواح, وتقدر ضحاياه منذ العام 2003 بنصف مليون ضحية, بينما لم نر مظاهرات تطالب باعدام الإرهابيين وبالمقابل نسمع اليوم في مظاهرات الانبار والموصل من يطالب بوجوب اطلاق سراح هؤلاء الارهابيين واسقاط المادة اربعة ارهاب , وهذا يعني اطلاق يد الارهاب في ذبح العراقيين بلا رقيب او حسيب او رادع . واضاف مواطن آخر سلبه الارهاب زوجته وابنه الوحيد: ان الغاء المادة اربعة ارهاب واطلاق سراح الارهابيين هو جريمة انسانية قبل ان تكون جريمة عراقية, وان من يطالب باطلاق سراح الارهابيين والغاء المادة اربعة ارهاب, انما ينصر الارهاب على الدم العراقي وهو ارهابي اشد جريمة من الارهابي نفسه, الذي يقتل الابرياء يوميا, لان التشريع للارهاب يعني استدامته وتقويته وحمايته وتندر احد العراقيين حول مقولة ان ( المادة اربعة ارهاب تُطبّق على السنة وهي مفصّلة على مقاسهم) قائلا : لكي تشمل المادة اربعة ارهاب الشيعة ايضا مثل السنة يتوجب على الشيعة اقامة “تنظيم القاعدة الشيعي” وعلى هذا التنظيم ان يستهدف السنة في كل مكان كما هي حال تنظيم القاعدة في استهدافه اليومي للشيعة وعندها سوف يحصل التوازن وتكون المادة اربعة ارهاب لا تقتصر على السنة وحسب بل تشمل الشيعة ايضا وربما تتكرر هذه الحال مع الأقليات الاخرى حتى يحدث التوازن ولا تكون اربعة ارهاب ضد احد دون احد . الى ذلك قال محمد وهو مدرس في احدى المدارس الثانوية في محافظة الديوانية “وقد نجا ذات مرة من مذبحة للإرهاب ” : على الشعب العراقي في الوسط والجنوب اطلاق مظاهرات مليونية كالتي زحفت الى كربلاء في اربعينية الحسين تطالب الحكومة باعدام كل اللذين تورطوا في الارهاب او ساعدوا عليه وضرب حواضنه اينما كانت , واشار محمد الى ان النية قائمة لاطلاق هكذا مظاهرات وربما تنطلق بعد انتهاء زيارة الأربعين . وقال زين العابدين وهو شاب من البصرة جاء مشيا على الاقدام الى كربلاء لاحياء اربعينية الحسين : لا يمكن السكوت على سياسيين من القائمة العراقية وقد سبوا الشيعة ووصفوهم بالخنازير وحثوا الارهابيين على قتلهم بل وشاركوا بقتل العراقيين كطارق الهاشمي ومن شاكله, واذا لم تتحرك الحكومة لمحاسبة هؤلاء النواب فعلى الشعب العراقي اسقاط الحكومة والبرلمان . واضاف المواطن زين العابدين : البصرة ومنذ عقود تطعم العراق من خيراتها وخاصة تلك المحافظات التي ليس فيها نفط بينما اهل البصرة خاصة واهل المحافظات الجنوبية عامة يعانون الحرمان والجوع والفقر والاهمال والتهميش في عهد صدام والى اليوم وفي هذا الوقت نسمع من سياسي تلك المحافظات وهم يسبون اهل البصرة ونرى دعما منهم للارهابيين وتحريضا للارهاب على قتل العراقيين في البصرة والمحافظات الجنوبية . احد الاعلاميين في منطقة الفرات الاوسط والذي تابع مظاهرات الانبار قال : المظاهرات طائفية بامتياز وشعاراتها واهازيجها اكبر دليل على ذلك فقد رأينا صور اوردغان واعلام تنظيم القاعدة والجيش السوري الحر وعلم السعودية وصور صدام والعلم العراقي ايام صدام والاهازيج التي كان يرددها ازلام النظام السابق , واضاف الاعلامي يقول : اغرب ما سمعته من مظاهرات الانبار هو استبدال الهتاف المعهود لدى العراقيين ( انعل ابو اسرائبل لا ابو امريكا) بشعار آخر يقول : (انعل ابو بشار لا ابو المالكي ) وهو شعار طائفي بامتياز وتوجه يوحي بوجود اليهودي الفرنسي برنارد ليفي ” مهندس الضياع العربي” في هذه المظاهرات التي جعلت من رئيس وزراء شرعي عدوا بدل اسرائيل وامريكا, ناهيك عن ان سبَّ المالكي انما يعتبر سبا لعشيرته ولقاعدته الانخابية, اما سب المالكي وبشار الاسد معا في الاهزوجة انما يشير صراحة الى طائفية هذه المظاهرات وبطعم ونكهة القاعدة . واضاف اعلامي آخر من بابل متسائلا : ماذا لو اصابة العصبية الطائفية اهل الجنوب والوسط وتظاهروا وسبوا العلواني والنجيفي والعيساوي ورفعوا اعلام ايران والحرس الثوري الايراني الى جانب العلم العراقي كما فعل متظاهروا الانبار والموصل عندما رفعوا علم تركيا والجيش السوري الحر والقاعدة وعلم السعودية . لا شك ان اهل الانبار والموصل سوف يصفون مظاهرات الوسط والجنوب تلك بانها مظاهرات صفوية ايرانية طائفية وان المتظاهرين خونة , اذا , الا يحق لمن يرى مظاهرات الانبار بشعاراتها هذه واهازيجها بان يقول عنها طائفية بامتياز ومدفوعة الاجر مقدما من قبل تركيا وقطر والسعودية .  والحال هذه قال مراقبون ومتخصصون بالشأن السياسي العراقي: لن يسلم العراق هذه المرة من حرب طائفية وتقسيم, الا بمعجزة , وستكون محافظة الانبار الرائدة في هذه الحرب والتقسيم , الذي ما انفك اعداء العراق يحلمون به , وقال استاذ جامعي متخصص بعلم السياسة : يبدو ان هذه المظاهرات قد رُصدت لها امول طائلة وانها تأتي ضمن برامج مشروع اقليمييتم تنفيذه , وان وراء هذا المشروع اطراف دولية تقودها امريكا وتركيا وقطر واطراف داخلية يقودها مسعود برزاني واسامة النجيفي وبعض اعضاء القائمة العراقية, ولكل من هؤلاء مصالح معروفة , فامريكا تريد تفتيت العراق وفقا لمشروعها الجديد في الشرق الاوسط والذي يقوم على شرق اوسط متشكلا من دول دينية وطائفية متصارعة فيما بينها او بين مكوناتها في الداخل بينما تريد تركيا العودة الى الامبراطورية العثمانية, اما الدول العربية مثل قطر فهي تكتفي برضا امريكا عنها جزاءً لعملها . وفي الداخل يريد برزاني استكمال دولته البرزانية على اوسع رقعة جغرافية ممكنة من العراق , ويحلم اسامة النجيفي بدويلة آل النجيفي التابعة لاسطنبول, والاخرون في الداخل يقبلون بحكم مقاطعات تابعة لدولة آل النجيفي العثمانية او للدولة البرزانية .