يبدو أن الترسبات، والأحقاد، والأخطاء التي ارتكبتها الحكومة السابقة لا يمكن الخلاص منها، وكما يقال الهدم أسرع من البناء؛ حيث وقعت حكومة التشبث، والتشنج، والتشرنق في مطب العائلة، والعشيرة البائسة، كما أسماها بعض الساسة، وقد جمعت في جلبابها الدلالات، والخنثى من الرجال؛ الذي لم نراهم، ولا نسمع لهم مبادرة، أو على الاقل مداخلة في مجلس النواب، وهذا حال كثير من اولئك الذين يهتمون بمليء الجيوب، قبل إهتمامهم بالوطن، والشعب؛ حتى أصبح أحدهم متخم بالمال العام..
هذا الإسلوب من السياسة لا يسلكه إلا الفاشلين، وأصحاب المصالح الشخصية، والحزبية، والقومية، وقد جربنا الحكومات، والأنظمة السابقة، التي وصلت في نهاية المطاف إلى اللعنة، والإنهيار؛ كونها أخذت منحى الطمع بالحكم، ومقدرات البلاد، وأصبحت تحكم بمنطق القوة، والتسلط، والإستحواذ على جميع مؤسسات الدولة بدون إطار قانوني، من أجل الوصول إلى إشباع رغباتهم المادية، وتعاليهم على طبقات المجتمع العراقي، وجعل الأخرين تحت واطئتهم، وبحاجة دائمة لهم..
الرداء الديني الذي تخفى خلفه كثير من ساسة الفشل بعد سقوط النظام عام 2003، وسرقوا إرادة الشعب تحت اسماء تاريخية، ويافطة حماة الدين، وضرب التيارات، والأحزاب الأخرى، والوقوع فيما بينهم، من أجل أن يصلون إلى مبتغاهم السئ، وقد نجحوا نجاح كبير بخلق فتنة بين الفصائل الشيعية، والفصائل السنية، والفصائل الكردية؛ وكسبوا جولة عمرها ثمان سنوات..
كم تمنينا أن نغادر تلك الأساليب الرخيصة بعد تغيير الكابينة الحكومية، والخلاص من الوجوه الكالحة، التي لم تجلب الخير إلى العراق؛ لكن يبدو لي أن هؤلاء قوم إعتادوا على هكذا أمور، ولم يجدوا لهم مساحة يعملون فيها، إلا من أجل التضليل، وقلب الحقائق، وفبركة الأخبار..
قائمة دولة القانون التي خرجت من إطار الحزب الإسلامي، وأصبحت ملك العائلة، والأنساب، تتصرف فيها كيف ما تريد، بعيدة عن المهنية، وما ترفع من شعار، وجعلت زمام أمورها بيد من رافق” الزاجل، والفختية، طيلة حياته”..
أصحاب الفخاتي( أي الحمام) اليوم خلف اسماء العاهرات، والمتبرجات على صفحات الفيس بوك، ويكتبون بأسماء لا تدل على الرجولة، من أجل إيجاد صراع حزبي، وطائفي…