7 أبريل، 2024 2:02 ص
Search
Close this search box.

مطلوب : مطعم حكومي .!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

<يؤسفنا الإضطرار هنا الى استخدام بعض مفردات اللهجة العامية ممّا لايتناسب كليا مع الكتابة الصحفية والأدبية >
في احايينٍ ما قد يمسى حديثنا بصيغة المفرد , لكنّ القصد هو كلا صيغتي الجمع والمفرد , وفي احايينٍ أخرياتٍ ما فقد يضحى العكسُ بالعكسِ – VICE VERSA أو حتى CONVERSELY , وبالتالي مطعمٌ او سلسلةُ مطاعمٍ توازي الخمسة نجوم والى أقل من نجمةٍ واحدة , والموضوع يبتعد عن الطرافة بمسافه ليصل حتى الى ” عربة فلافل ” , وهنا تحتدّ وتشتدّ اهميته اكثر فأكثر .! , كما أنّ الأمر ليس تقليداً او استنساخاً لمطاعمٍ حكوميةٍ في بعض الدول الأشتراكية او الشيوعية التابعة للإتحاد السوفيتي قبل حلّه وانحلاله , بأعتبار تلكم المطاعم من ” وسائل الإنتاج ! ” , وكانت بولندا في حينها انموذجاً من نماذجٍ أخريات , وكانت سيارات الأجرة فيها عائدة للقطّاع العام الماركسي – اللينيني .! , ولكنّ الإشتراكية العربية هي غير ما كانت عليه اشتراكية دول حلف وارشو , وبالرغم من ال ” الغلاسنوست والبيروسترويكا ” المحسوبة على الرفيق ميخائيل غورباتشوف .

وبقدر تعلّق الأمر بعاصمة الرشيد والمحافظات والبلدات والقصبات , وكذلك الحكومات المحكومة من خارج الحدود وبلا حدود , ومعها ميليشياتها , وإذ اختلط وامتزج النابل بالحابل , فأننا جميعاً نتعرّض ونُعرّض انفسنا الى GENOCIDE – إبادة جماعية , غذائية وبشكلٍ متدرّجٍ وغير متسلسل حسب قوة مناعات الجمهور المتباينة واعمارهم , فمعظم المطاعم الجميلة والقبيحة , الكبيرة والصغيرة تقوم بأستخدام ذات زيت الطبخ او ” القلي ” لعدّة مرّات وبتكرار لمأكولاتٍ محددة ومتداولة بكثرة , حيث وِفقاً لمنظمة الصحة العالمية فأنّ استخدام زيوت الطبخ بصورة مكررة وفي اواني معدنية فأنه يسبب اضراراً هائلة جرّاء تفاعل هذه الأواني مع هذه الزيوت المستعملة ! وبالتالي يؤدي الى انتاج المواد المسرطنة وبأمتياز, بالإضافةِ الى ما تسببه من خللٍ ” بصيغة الجمع ” بعموم الجهاز الهضمي , وما يرافق ذلك من تقرّحاتٍ في الأمعاء , ولا تظهر هذه الأعراض مباشرةً بل أنّ تاثيرها يكون تراكمياً ويظهر بمرور السنوات والوقت .

ولعلّ ابرز مثالٍ لمثل هذه الإستخدامات هو المحلات التي تبيع أكلة ” الفلافل ” حيث يمكن مشاهدة لون الزيت الغامق بسهولة جرّاء اعادة الأستعمال لأكثر من مرة ولربما مرّات , وما يوازي ذلك وعلى ذات المسار هو المطاعم والمحلات التي تقدّم ” اصابع البطاطس – فنكرس ” والتي غالبية الناس تلفظها بحذف حرف S

حيث مطاعم الوجبات السريعة بشكلٍ خاص واكثر من سواها تقدّم كميات كبيرة من اصابع البطاطا هذه , وذلك ما يتطلب استهلاك كميات كبيرة من الزيت , علماً أنّ الكثير من تلك المطاعم تستعمل ” الدهن – السمنة ” بدلا من الزيوت لرخص ثمنه وايضا بصورة مكررة حيث يتسبب بأنواع متدرجة ومهدرجة ” سلباً ” من تصلب الشرايين

بجانب كلّ ذلك , وغير ذلك بكثير ممّا نضغط لإختزاله واختصاره , فمَنْ اُتيحت لهم رؤية سيخ شاورما ” كص ” الدجاج وهو نيء في محلاتٍ ومطاعمٍ كثيرة فلابدّ أن ينتابهم القرف وما يدنو من الغثيان المعنوي , فكلّ ما يتوجّب رميه في سلّة المهملات من اجزاء الدجاج و ” الجلافيط ” وكميّات الشحم ” الليّة ” المنتشرة في معظم هذه الشاورما والتي تشكل المكوّنات الرئيسية والأكثر نسبةً وكميّةً في سيخ ” كص ” الدجاج .

وما يزيد الطين بلّةً وسوءاً أنّ الكثير من المطاعم ” الشعبية والدرجة الأولى وما بينهما ايضاً ” قد بلغ مدى الغشّ لدى اصحابها أنهم يجمعون متبقيات أطعمة الزبائن ويخلطوها مع وجباتٍ اخرى ويقدموها لزبائنٍ آخرين .! وهنا علينا أن نتصور مدى خطورة مادة اللعاب التي تنتقل عبر الملاعق الى بعض هذه الأطعمة والتي يعاد تقديمها ثانيةً .! وبما فيها المقبّلات ايضا .

شخصياً , صادفني ذات مرّةٍ ومن وقتٍ قريب في أحد مطاعم الدرجة الأولى , فعند وضع النادل للصحون على الطاولة لاحظتُ فوراً وجود متبقيات قليلة وآثار لمادة ” الكجب ” على بعض اصابع البطاطس ! وكان واضحاً أنّ شخصاً ما استخدمها قبلي , ممّا اثار استيائي واستدعائي لمدير المطعم وتوبيخه ومغادرتي المكان .

ما دفعني لإختيار عنوان : < مطلوب مطعم حكومي > وما اقصده سلسلة من المطاعم , هو ضمان الجانب الصحي والنظافة واستحالة الغش وخصوصاً حين يغدو اشرافٌ رسمي على كلّ التفاصيل , وقد ذكّرني هذا الموضوع بأن اُقيمت دعوة غداء لوزراء الإعلام العرب في مطلع ثمانينيات القرن الماضي وكان المكان الذي اختير لتلك الدعوة في مطعم ” خان مرجان ” الذي تتبع ادارته الى المؤسسة العامة للسياحة , وكانت الأطعمة العراقية المنوّعة اثارت اعجاب الوزراء العرب بدرجةٍ عالية , والى ذلك فلم يكن ” خان مرجان ” الوحيد في ذلك , فكانت الكثير من مطاعم الدرجة الأولى التي تعود الى دائرة السياحة وكان الأشراف عليها دقيقاً ومطمئِناً .. ولكن مَنْ يعيدُ لنا أيام الزمن الجميل ! هل الأحزاب أمْ الميليشيات او مفوضية الإنتخابات .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب