23 ديسمبر، 2024 9:43 م

مطلوب مؤتمر قمة بدون ملوك و رؤساء

مطلوب مؤتمر قمة بدون ملوك و رؤساء

نعم , وليسَ بدونِ رؤساءٍ وملوكٍ فحسب , بل بدونِ اولياءِ عهدٍ وبدونِ مَن ينوبُ عنهم ويمثّلهم بما فيهم وزرائهم وسفرائهم ايضاً . هذا المؤتمر المطلوبُ إنعقاده سيمنع حضور رؤساء الأحزاب الدينية والحركات الإسلامية , ولا يسمح بحضورِ رؤساءِ قبائلٍ وعشائر . أمّا اذا تجرّأَ ايٌّ من أمراء الميليشيات في البلدان العربية لدخولِ بوّابةِ المؤتمر , فأبيحُ لنفسي إصدار فتوىً علمانية بإعدامهِ حرقاً ..  آنساتي , سيداتي , سادتي : إنَّ الجهازَ التنفّسي للأمة العربية يتعرّض لحالة تسميمٍ بطئٍ ومتدرّج , والسمومُ المبثوثه ” والمرشوشه ” ممزوجةٌ بالبترول وروائحٌ نتنه وموادٌ اخرى لا نعرفٌ اسماءها …! الجمجمةٌ العربية تتعرّضُ الى رَكَلاتٍ وضَرباتٍ  متقطّعة وممنهجة ريثما تتلاشى في الموعدِ المرسوم والمقرّر ..! الجهازُ الهضميُّ لأمّة العرب صار يهضم  الأسى والمصائب  ولسانُ حاله يقول ” هل من مزيد .! ” خللٌ  و توتّرٌ وتضخّمٌ في الجهاز العصبيّ العروبي وهو يتعصّبُ في الإتجاه المعاكسِ لعقارب الساعة … ايها العرب : اننا نشهد ونمرّ في حالةٍ إنتقاليةٍ من التفكّكِ – الى التحلّلِ والتفسّخ اذا لا نراجعُ انفسنا . ليست هنا من دواعٍ لإعادةِ عرض او استعراض سلسلة تفتيتِ وتمزيقِ الأوصال العربية بدءا من العراق وانتقالا الى تونس  وتخريبِ ليبيا وتقسيم السودان , ثمّ للإنتقال التراجيدي الى سوريا , وإنعطافا الى التحوّلات والتقلّبات الميلودرامية  المتمهّلة لإكتمال الطبخةِ الدَسِمةِ في مصر , هذا ولمْ تكن الإقالة القسرية الامريكية لأمير قَطَر بمعزلٍ عن الطبخةِ والطباخين . ونقولُ للعربِ
” الأسياد ” : لماذا غدونا لا نقرأ ولا نستقرئ ولا ندرك رسائل الغضب ” الملموسةِ والمحسوسة ” المرسلة الينا من السماء وكأنها لا تعنينا …. سينُ سؤالٍ يا أمّة    العرب : ما مدياتُ تفاعلكم او تفاعلاتكم ؟ وما ردودُ افعالكم اللاموجودة تجاهَ ما يلي  نصّاً وبالحرف الواحد : – التوقيت : نهاية شهر تموز يوليو < صرّحت السفيرة الامريكية في القاهرة ” آن باترسون ” أنّ عودة اليهود من كافة بلدان العالم الى ارض الميعاد من النيل الى الفرات صار وشيكاً وانه سيتم هذا العام .! > وإفتخرت السفيرةُ انها لعبت دورا خطيرا ومحوريا حقّق لشعب الله المختار النبؤات التي قيلت عنه بصورة اعجازية , واضافت الست السفيرة انّ المصريين لن يمانعوا في عودة اليهود بل سيتوسّلون اليهم لكي يعودوا الى مصر وينتشلونهم من الفقر والمجاعة بعدَ إعلانِ افلاس مصر الموشك والمتوقّع هذا العام , وعند سؤال السفيرة عن الحرب العسكرية ” في حوارٍ لها مع احد المواقع العسكرية الاسرائيلية ” فأكّدتْ انّ اسرائيل تحمّلت الكثير من الإستفزازات والإعتداءات والتهديدات .!! وإنّ الصبرَ لن يطول , وإنّ   هذا العام هو الذكرى الاربعين لنكسة حرب تشرين اكتوبر 1973 , وانه في حال اضطرّت اسرائيل الى المواجهة العسكرية  فأنها لن تتردد وانها ستكون الحرب الاخيرة ” هرمجدون ” التي ستشارك فيها الولايات المتحدة وبريطانيا والناتو .. انتهى هنا تصريحُ السفيرة الامريكية , وانتهى معه ” السينُ سؤالٍ ” المُوَجَّه لأبناء الأمة العربية , وهنا قد تفرضُ الضرورةُ تعليقاً او إستفهاماً حول  العبارة الأخيرة من تصريح السفيرة ” الا تبدو مشاركة امريكا وبريطانيا والناتو في حربٍ مع اسرائيل ضد العرب وكأنّها تحملُ نكهةً صليبية .!؟ , ثمَّ هل هي مصادفةٌ ان يغدو الإدلاء بمثلِ هذا التصريح المُشَبَّع بعناصر السيكولوجيا والإِعلام وربما الحرب النفسية ” من زاوية الأحباط المعنوي ” بالإضافة الى ما تقصده الست السفيرة من مقاصد  , في هذا التوقيت تحديدا الذي تشهد فيه مصر حالةٌ شديدة الإضطراب من عدم التوازن الأمني والسياسي , وهل يربط قادة العرب وجماهير العرب  بين هذه الاحداث والسدّ العملاق الذي تبنيه اثيوبيا في نهر النيل لخنق الحياة والإقتصاد في مصر .!  إذن – وعلى عجلٍ – المطلوبُ عقد مؤتمر قمَة عربي خاص تتشكّل الوفود المشاركة فيه من قادة الاحزاب القومية والوطنية في الأقطار العربية , ولابدّ من حضورٍ فاعلٍ للتيار الناصري , وحضورٍ فاعلٍ آخرٍ لقياداتٍ جديدةٍ من قوى اليسار العربي , وضرورة تواجد قادة الرأي العرب من اساتيذ الفكر والإعلام – وكوجهةِ نظرٍ شخصية – حبّذا لو يترأس المؤتمر الاستاذ محمد حسنين هيكل بما له من وزنٍ خاص ومكانةٍ عربيةٍ متميزة . إنّ مثل هذا المؤتمرلا ينبغي انعقاده ليومين او ثلاث , بل يجب استمرار
عقده لإيامٍ واسابيع وربما اكثر , فلا بدّ من اعادةِ تصميمٍ لبناءٍ سياسيٍ عربيٍ جديد ومن نقطة الصفر , وأن نترك جانبا مصطلح ” الديمقراطية ” السابق لأوانه في المنطقة العربية  , وان يرسم المؤتمر الخطوط العريضة والتفصيلية للسياسة العربية ككل وآليّةِ تنفيذها . إننا كأمّة نعيشُ في سباقٍ ورهانٍ بين الموت والحياة ولا من حلولٍ وسطيّة , فإمّا نعيش كباقي الأمم بعز او نستقيل ونُقال من عروبتنا , ولتأتي حينئذٍ الجيوش اللاتينية لتسحق ما يتبقّى من العروبة …
[email protected]