19 ديسمبر، 2024 1:12 ص

مطلوب شرطة مرور جديدة .!

مطلوب شرطة مرور جديدة .!

ليس هنالك مجالٌ للشكّ او التشكيك بأنّ نظام المرور في العراق هو الأسوأ في العالم . وسوء هذا النظام تقع مسؤوليته مناصفةً او بنسبة متفاوتة على قادة وكبار ضباط شرطة المرور من جهة , وعلى الحكومات المتعاقبة من جهة اخرى .

معضلة المرور الكبرى تكمن في العقل او الفكر الذي لا يجري استخدامه ” من قبل القادة ” او لا يراد استعماله في تصويب نظام المرور ولو بالحدّ الأنى .. فنظام المرور يعنى بالدرجة الأولى تنظيم سير العجلات , وهذا ما مفقود لدينا بالكامل وكأنّ ضباط المرور لا يخالجهم الشعور والتفكير بذلك .

المديرية العامة لشرطة المرور وبدوائرها الفرعية الأخرى منهمكة في التركيز على مسألتي < السنوية واصدار اجازات السوق , وثم فرض الغرامات على المركبات المتوقفة في المكان الخطأ > , وقد فشلت ادارياً بهذه الأمور الثلاث من خلال حالة ازدحام المراجعين وكثرة الروتين والوقت الذي يستغرقه اصدار المعاملات , أما موضوع الغرامات فبقدر ما هو ضروري لكنه غير مطبّق بعدالة ! حيث يشمل مناطقاً ما ويستثني اخريات .! وكأنها حالةٌ مزاجية او ظرفية , كما أنّ الصاق ورقة الغرامة على زجاج العجلة المخالفة يعتمد على مصادفة مرور دورية شرطة المرور .!

ثمّ , بغضّ النظر عن تحديد سرعة المركبات في الشوارع , حيث قد يصعب تحديدها الى حدٍّ ما بسبب عدم وجود اجهزة رادارية لكشف السرعات , ولعدم وجود التزام ذاتي لدى العديد من سوّاق السيارات وخصوصاً سوّاق سيارات الأجرة والمراهقين , لكنّ الخطر الأكبر يكمن بعدم وجود سياسة مرورية يغدو بموجبها مراقبة طريقة قيادة العجلات ! حيث السياقة اصبحت في اعلى درجات الفوضى وتهدد سلامة المواطنين , وغالباً ما يصادف المرء لمركباتٍ تأتي من يمين اية عجلة وتستدير من امامها بأتجاه الجهة اليسرى ! وهذا مالم يحدث بالكرة الارضية ن قبل , ومن غير المعروف ولا المبرّر لماذا لا يجري تخصيص دوريات من شرطة المرور لمراقبة ومعاقبة امثال هؤلاء السوّاق الذين يتسمون بِ ” الرعونية ” .

يتذكّر المواطنون وجود اماكن مخصصة لعبور المشاة في كافة الشوارع منذ نحو نص قرنٍ , فهل يصعب تطبيق ذلك في الوقت الحالي .! , ويبدو أنّ الإهمال لمديرية المرور العامة قد وصل حتى الى الإشارات المرورية الهامة , حيث حمل لنا الماضي ذكرياتٍ جميلة بوجود بعض الأشارات المرورية التي تمنع استخدام زمّور السيارات أمام المستشفيات حرصاً على راحة المرضى , ولاحظوا الذين زاروا كدستان بوجود اشارات ضوئية عى مقربة من المطبات وبالقرب من الاستدارات والأمكنة التي تتطلب تخفيف سرعة المركبات .

غالباً ما يشاهد المواطنون بعض ضباط او افراد من شرطة المرور يقفون في مكانٍ واحدٍ في احدى الساحات او التقاطعات العامة , ويتبادلون الأحاديث فيما بينهم , وبتأمّلٍ مبسّط يتساءل المرء مع نفسه لماذا لا يتوزعون هؤلاء على الجهات الأربع للتقاطعات لتنظيم حركة السير .! , ويجرّنا الحديث هنا عن عدم وجود اضواء ال ” ترافيك لايت ” في الشوارع , والتي هي موجودة في الواقع , انما لا يجري العمل بها , بأستثناء فترة محددة جرى استخدامها في منطقة الجادرية حيث يقطنها كبار السياسيين والقياديين ! ثم جرى الغاؤها لاحقاً .! , ولماذا هذا الأصرار على التخلّف وتعزيزه .

إنّ مَنْ يتأمّل في نظام المرور في العراق , وفي شرطة المرور , لا يخرج بنتيجةٍ سوى أنّ شرطة المرور بحاجة الى شرطة مرور اخى لمراقبة ادائها , او ربما كما الأنضباط العسكري او انضباط الشرطة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات