18 ديسمبر، 2024 11:43 م

مطلوب ..زوج

مطلوب ..زوج

عرض علي أحد اصدقاء الصفحة ان اكتب مقالا حول دعوة النائبة جميلة العبيدي لاقرار قانون يقضي بالزام الرجل الزواج من اكثر من امراة لحل مشكلة الارامل والمطلقات والعوانس والذي وجد له صدى في الشارع العراقي أكثر من تطورات القتال في الموصل وكل القضايا الاخرى المحلية منها والعربية والدولية ..ولأن الصديق ينتمي الى فئة الذكور فقد طلب مني أن اكتب بحيادية تامة كوني انتمي الى فئة الاناث …

لكي تصل رسالة الكاتب الى القراء ، لابد ان ينظر بعين واحدة الى من يود الكتابة عنهم فلاتميل كفته الى جهة ما بل يطرح القضية التي يجد ضرورة في وصولها الى القاريء ويقترح لها حلولا أو يضعها بين أيديهم ليحكموا بأنفسهم ، وهذا ماسأفعله ، فان كانت النائبة العبيدي تجد نفسها محقة في دفاعها عن شريحة النساء المتضررات من الترمل والطلاق والعنوسة باقتراح تزويجهن ودفع مبالغ مالية للرجال لتسهيل ارتباطهم بهن وتجد في ذلك وسيلة ناجعة لتخليصهن من الانحدار اخلاقيا ومنح الارامل والمطلقات الشابات منهن فرصة بناء اسرة ، فالرجل يجد نفسه محقا أيضا في تحصيل حقه في الزواج ان كان شابا عاجزا عن ذلك ماديا ويجد أغلب المتزوجين من الرجال ارتباطهم بأمرأة اخرى أو عدة نساء حقا طبيعيا يضمنه الشرع وقانون الاحوال الشخصية ايضا ، أما النساء المتزوجات فمن حقهن الدفاع عن حياتهن الاسرية والاحتفاظ بازواجهن بعيدا عن منافسة اخريات لهن عاطفيا وماديا ..ولكن ، وبحيادية تامة اتساءل أماكان الأحرى بالنائبة العبيدي أن تغوص في اعماق المشكلة لحلها جذريا بدلا من البحث عن حل قد يفاقم مشاكل المجتمع فالزواج الثاني يعني مسؤولية مضاعفة وسبل انفاق جديدة ومشاكل عائلية لاتنتهي وقد يستغل البعض المنحة المادية الممنوحة لهم استغلالا فاسدا باستلامها ثم الانفصال بالاتفاق مع الزوجات او خداعهن !!ألا تجد العبيدي الحل في انقاذ المرأة من الحاجة الى الرجل كمعيل

بتمكينها من الانفاق على نفسها واولادها ويتحقق ذلك ببساطة حين توفر الدولة فرص عمل للنساء والشباب ولأن الدولة عاجزة عن انقاذهم من البطالة والتقشف مازال مستمرا فلايمكن ان يكون الحل بتكوين أسر جديدة ومايرافق ذلك من متاعب..

ذات مرة ، قدم أحد الاقارب هدية لابن شقيقته فقال له الشاب شاكرا :” يوم عرسك خالو” ..ومن المعروف ان هذه العبارة تدغدغ آذان اغلب الرجال المتزوجين لكن الرجل اعترض على كلام الشاب لأنه قالها أمام زوجته ولم يراع مشاعرها الانثوية فمجرد التفكير بامرأة اخرى يجرح كرامة الزوجة !! ربما هي حالة نادرة بين الرجال لكنها تلخص ماتشعر به المرأة التي تجد نفسها مجبرة على مشاركة امراة اخرى بزوجها ، وهذا شيء تلتقي فيه كل النساء …كيف يمكن اذن ان تصبح اهانة كرامة الزوجات قانونا يشرعه مجلس النواب فيأخذ حيزا كان يمكن ان يشغله الاهتمام بقضايا اكثر فائدة للوطن ..لعلني ابتعدت عن الحيادية وبدا رفضي للقانون واضحا مابين السطور ، لكن من شروط الكتابة أن يكون الكاتب منطقيا ليقنع قراءه والمنطق العراقي يقول بأن مشاكل البلد أساسها الحروب والسياسات الخاطئة والفساد وقد ابدت احدى النساء استعدادها لتقبل زوجة ثانية مقابل ان يمنح زوجها وظيفة ومسكن ، ففي الوقت الذي يصعب فيه الحصول على تعيين وقطعة ارض تضمن حياة الاسرة الاولى لايكون الحل قطعا في الزواج بامرأة اخرى وتكوين اسرة جديدة حتى لو كانت الدعوة لذلك محاولة دعائية استعدادا للانتخابات ..