23 ديسمبر، 2024 12:14 ص

مطلوب خبرة لا تقل عن..

مطلوب خبرة لا تقل عن..

من أكثر الجمل التي تطارد أحلام الشباب في الحصول على وظيفة هي الجملة اعلاه، الخلل لا في الخبرة، بل متى يحصل على الخبرة، إذا كان ولمدة أربع سنوات يدرس في الجامعة و بعد انتهاء الدوام يذهب لعمل يؤمن قوته لليوم الثاني، و إن كان في جامعة أهلية يعمل لجمع الأقساط الدراسية.
إن الخبرة شيء مهم في العمل، تساعد على إنجازه بدقة و سرعة أعلى، معلوم إن بعض المؤسسات تريد إنتاجية في العمل، و ترفض المبتدأ. على مدى أربع سنوات كنت اراجع الصحف بغية الحصول على عمل –حتى لو كان مجاناً- اتعلم منه و أصقل موهبتي، وحتى لا أُصدم بطلب الخبرة، لأكون متهيأ لهم تماماً، ولكن في كل مرة كان العذر واضح عليهم بإنهم لا يستقبلون الطلبة، ففي أحد الصحف قد رفضت من الباب، وعند تخرجي فرحت كثيراً بأني سوف اعمل و انكسر حاجز (ما زلت طالباَ) حتى رأيت أول إعلان لأحدى القنوات مطلوب محرر أخبار فقلت جيد سأبدأ من هنا، اتصلت و ارسلت السيرة الذاتية فجاء الرد “مطلوب خبرة لا تقل عن خمس سنوات على أن ترفق مع السيرة الذاتية تأييد من القناة التي كنت تعمل بها”! عرفت إنه شرط تعجيزي فتركته. إن هذه التجربة لا تمثلني فقط، بل تمثل مئات بل الآلاف من الطلبة الخريجين، الذين التجأوا إلى القطاع الخاص، بعد أن يأسوا من القطاع الحكومي، واصبحت شهادة التخرج لا ضرورة لها.
الخبرة مهمة بل مهمة جداً، ولكن أتركوا لغة السنين و الشروط التعجيزية، و استقبلوا الشباب فهم لديهم طاقة كبيرة جداً، و خصوصاً من يحب عمله، وظفوهم في المكان الصحيح و ستكون النتائج مبهرة و عالية جداً، لإن هناك حكمة تقول ” حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب”.
أودعناكم