لو كان في العراق بعد الاحتلال أو “التحرير”! سياسيين محنكين وأهل لها لتفادوا الكثير من التضحيات والدمار و الفوضى و السيادة المنتهكة! وخسارة الدماء الطاهرة؛ وذلك بالتجاوب مع ما كانت تبثه “تركيا” لتوصل رسالة مفادها أن مشكلتها مع العراق الجار تكمن في عدم موافقة السياسيين العراقيين المبتدئين في السياسة والمحترفين في السرقة والفساد! منهم على عرض “تركيا” المعنون {{الماء مقابل النفط}} أو النفط المهدور عبثاً والمسروق باحتراف الشركات وغباء المسؤولين عنه أو تواطئهم في التعامل مع استخراجه وبيعه وتصديره؛ لكان خيراً ورحمة لنا ولهم ولكان موقفهم اليوم من مشاكلنا مع قادة الكورد المتطرفين مختلف ولصالح حكومة المركز؛ لكن وبسبب ما لدينا من سياسيين جهلة غير مخلصين لهذا الوطن ولا حريصون على مستقبل شعبه والترفيه عنه ورفع الظلم والحرمان الذي كان يعانيه في العهود السابقة؛ وابتلى في الحاضر بطائفية مقيتة متصارعة على الغنائم ومواقف قومية عمياء حاقدة وأحزاب وتيارات عديدة وصراعات بين من يحكم البلاد ولا يسيطر عليها!! في ظل فوضى مدمرة وفساد ينخر في جسم الدولة والمجتمع ومؤسساته ذات المصالح الخاصة وفي ظل نظام ممقوت وهو نظام المحاصصة والمقبولية إلى أن وصلنا اليوم إلى ما نحن فيه من نقص في الأموال وهدر في الأرواح وتهديد متعدد الجوانب والوسائل؛ وسيستمر الحال على ما هو عليه إن لم يحدث تغيير جذري وقلع للعفونة والفساد السياسي والإداري والمالي والقضاء على الاستهتار والسياسة الغبية التي تسير عليها حكوماتنا “المنصبة” وليس المنتخبة.
ومع كل ما يجري اليوم؛ هناك فرصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والتفاهم مع “تركيا” حول النظر ودراسة مطلبهم وعرضهم والعمل بقاعدة {{النفط مقابل الماء}} وسوف نربح ما نخسره من “النفط” بما نحصل عليه من المياه لتنشيط زراعتنا وإعادة الحياة إلى الأهوار وتحسين العلاقات مع “تركيا” وسوف نوقف استغلال وابتزاز حكومة إقليم كوردستان ونقضي على عجرفتهم ونستعيد الأراضي المسلوبة التي لا علاقة لها بحدود الإقليم.
فهل نسمع مَنْ ننادي أم لا حياة لمن ننادي؟ وسوف نواصل المسير نحو الهاوية؟؟