وانا اقرأ سطور بعض الكتاب الذين أدمنوا كتابات وكأنهم مراهقو الفيس بوك والطريقة التي يتبعونها لإخفاء النفس الكريه الذي يفوح من بين احرفهم والذي مهما حالوا من بذل الجهود في ايجاد الكلمات المنمقة والعبارات الطنانة فهي ليست الا غطاء لما خفي من نفسيات مريضة وعقول ….
لست متابعا جيدا لكتابات فانا بين الحين والآخر عندما يأسرني الفضول لرؤية الافق الذي طالما تمنيت ان يكون رحبا بالمثقفين الواعين اصحاب التحليل الموضوعي الذين يتناولون مشاكل المجتمع من كافة جهاتها من الجذور وايجاد طرق علمية منطقية عقلانية لحلها وتجاوزها كي يكونوا بذلك قد ادوا ما عليهم من دور واسهموا على الاقل في التمييز ما بين عقلاء القوم وجهاله.
ولكن للاسف فقد اختلط الحابل بالنابل ولم نعد نميز بين ما نقرأه في كتابات والكتاب المدمنين عليه وكيف انهم قد تجاوزوا الحد العقلاني في الكتابة واختيار الفاظ مقززة لا استطيع تخيل كاتبها كيف يمكن ان يتجاوز مثل هذه التجاوزات الجارحة لمشاعر القارئ والذي ينبغي ان يكون احرص شخص على مراعاتها عند كتابة الموضوع.
فالدكتور الفواز نموذج حي على ما اقول فنراه فتارة يعطي تصورات عند بحثه في وجوه مرشحي الانتخابات لمجرمين ودلالات ولصوص ولكن بطقم انيق وملمع وهذا حقه ورأيه حيث ان كل واحد منا يكون انطباعا اوليا عند رؤية اي شخص يراه للمرة الاولى وليس بالضرورة ان يكون هذا التصور صحيحا واعتقد ان الجميع يتفق معي في هذه النقطة وان كنت اود معرفة ان كان هناك اية معايير قد اتبعها الكاتب لرسم هذه الصور .
وتارة تكون له ميزة ان يكتشف في وجوه المرشحين نور محمد وشعاع السيد المسيح وبرق السيد موسى اعتقد ان ذلك النور والشعاع والبرق صفات يهبها الله سبحانه وتعالى لمن يحبه من عباده من دون النظر الى الوجوه التي تأملت بعضا منها واصبغتها بتلك الصبغة من دون التطرق الى الشخصيات التي تتناولها في مقالاتك وتجاهلك غيرها.
ناهيك عن اكتشافات الدكتور؟؟ الشفط!!
اتعجب اين ذهب الحياء وانت تخاطب بديع السماوات والارض بهذا الاسلوب ؟ هل ضاقت بك المعاجم على ان تجد بديلا لها وانت الاكاديمي؟؟
فعندما اقول انهم مدمني كتابات اقصد انهم تشبعوا بمفردات الواقع والتي نتداولها فيما بيننا كاشخاص ولكن عندما يكون حديثك مع رحمن الدنيا ورحيمها فانت مجبر ولست مخير في ان تجد اللغة السليمة والتي لاتحتاج الكثير من الجهد ان اردت تعلمها وان لم تستطع استعن بمن هو اكثر منك تبحرا باللغة ومعانيها كي يكون حوارك بمستوى القارئ والا فما فائدة الشهادات التي نفتخر بها ونزين بها جدران البيوت بينما جدران العقول والقلوب أكلتها الأردة.
رجائي لكل الاخوة الكتاب الفصل بين المفردات التي يستخدموها للنيل من بعضهم البعض حتى يرضي كل منهم غروره ويتبختر كما يحلو له في حلبته التي لايوجد فيها امامه سوى نفسه متصورا خصمه بالصورة التي يحلو له رسمها مستفيد من الخبرات التي اكتسبها خلال جولاته ونزالاته ليظهر على الملأ ويسبق غيره في اعلان اكتشافاته المثيرة للازدراء.
الغريب بالامر ان مطرقة الكاتب لا تنال سوى من سندان واحد وان ادعى غير ذلك وكأن بوصلة القارئ ثابتة في اتجاه واحد ولم نسمع اي كلمة ولو همسا او حتى بين السطور هل يمكن للكاتب أو لنقل هل يمتلك الجرأة لطرق سندان آخر؟
أشك.