18 أبريل، 2024 1:23 م
Search
Close this search box.

مطربة الحي لابد أن تطرب

Facebook
Twitter
LinkedIn

الإبداع ليس له حدود ، ولكن قد تكون له قيود ، وهذه القيود ليست من جنس الإبداع وإنما هي عراقيل يصنعها ويضعها أعداء النجاح الذين ينقسمون إلى قسمين : القسم الأول جاهل متمسك بجاهليته فلا يستطيع أن يتقبل اي شيء خارج حدود إدراكه ( والناس أعداء ما جهلوا ). والقسم الثاني هو من يعرف مايراه في شخص الإنسان المبدع من عطاء لكنه يتجاهله وأحيانا يحاربه حسدا أو غيضا لعدم قدرته على مجاراته وبكلتا الحالتين فإن المجتمع سيخسر الانتفاع من فِكْرٍ قد يرسم خارطة طريق لمستقبل أفضل أو يمحص في حقائق التاريخ ويثبتها ويدحض عنها الخرافات والاوهام .
انه لمن المشين أن يظهر مبدع في بلادي تتغافله عيون المسؤولين عن الثقافة وكاميرات الإعلام واقلام الصحافة ، بينما تقوم المؤسسات الثقافية والإعلامية الدولية بالسعي خلف نتاجاته واحتضانها وتكريمه بما يليق بجهده وعطائه ، وهذا هو حال الأديب العراقي الكبير عيسى عبدالملك الذي أحدث ثورة في مجال الأدب القصصي من خلال اسلوبه السردي المميز والمستحدث الذي يجعل شخوص رواياته واحداثه مطواعة بيده يحركها كيفما يشاء وينقلنا معها إلى عوالم أخرى رسمها لنا لنعيش في قصصه أدق التفاصيل وننسى حدود الزمان والمكان ونحن نقرأ اسطرها دون أن نتمكن من تخمين ما ستكون عليه نهاية القصة كما هو الحال مع العديد من الكُتّاب الذين نستطيع أن نخمن نهايات قصصهم بعد قراءة الأسطر الأولى منها ، وهل أن قدر المبدع أن يضل مغمورا حتى إذا مات احتفينا به وصنعنا له تمثالا يتوسط إحدى الساحات !! وإلى متى نزهد في كفاءاتنا ونتجاهلها حتى يأتي غيرنا ليحتضنها ويرعاها ويهيأ لها كل أسباب النجاح ، اما ان الاوان لنا كي نعالج اسماعنا الصماء قبل أن نتهم مطربة الحي بأنها لا تطرب ونرفعها فوق اكتافنا مفتخرين بها ، انها دعوة لانصاف الأديب العراقي عيسى عبدالملك وانصاف جميع المبدعين أمثاله في مختلف المجالات فهم نهر عطاء يجري بلا توقف وجميعهم يشكلون رصيدا وفيرا في حياتنا تاريخا ومستقبلا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب