23 ديسمبر، 2024 10:51 ص

مطبعة الصباح تشجيع للصناعة والثقافة الوطنية

مطبعة الصباح تشجيع للصناعة والثقافة الوطنية

اشرنا في وقت سابق الى التطور الكبير الذي حصل في شبكة الاعلام العراقي في اطار خطة الادارة لتحويل الشبكة الى مدينة اعلامية متكاملة، ولعل مطبعة الصباح التي انشأتها شبكة الاعلام العراقي تعد واحدة من شروط استكمال المدينة الاعلامية وضرورة حتمية في مراحل تطوير الشبكة، لان هذه المطبعة ليس كسائر المطابع الموجودة حاليا عند دور النشر في العراق او المنطقة، بل انها تعد واحدة من اكبر واحدث المطابع الموجدة الان في الشرق الاوسط لما تتمتع به من مواصفات تقنية حديثة يمكنها من طبع الاف المطبوعات بسرعة ودقة عالية سواء كانت تلك المطبوعات كتب او مجلات اوصحف.
المواصفات الفنية العالية التي تتمتع بها هذه المطبعة الالمانية الصنع والتي بدأت بطباعة صحيفة الصباح بواقع 48 صفحة ملونة وبطاقة انتاجية تصل إلى 50 الف نسخة في الساعة الواحدة، تضعنا امام حقيقة التطور النوعي الذي حصل في شبكة الاعلام العراقي في السنوات الاخيرة، فالمطبعة لم تعد احدى المؤسسات التابعة لشبكة الاعلام العراقي بل انها اصبحت جزء مهم من اجزاء البنى التحتية للبلاد، لانها تمتلك مواصفات
يؤهلها لطباعات الكتب المدرسية والجامعية وكذلك المؤلفات والمخطوطات والبحوث العلمية.
الان ومع وجود هذه المطبعة الحيوية بالامكان الاعتماد على الصناعة الوطنية فبدلاً من الطباعة في سوريا ولبنان ومصر وايران اصبح بالامكان طباعة الكتب والمؤلفات في مطبعة الصباح وباسعار تنافسية ومواصفات عالة الجودة.
وزارة الثقافة ووزارتي التربية والتعليم العالي ودور النشر وحتى الصحف والمجلات مدعوين للاطلاع على اليات عمل المطبعة وقدرتها على تجهيزهم باية مواد يرغبون في طباعتها ويمكنهم الاطلاع ايضاً على التقنيات الفنية التي تتمتع بها المطبعة والتي تتيح لها حرية التعامل مع مختلف المطبوعات والمنشورات، لاسيما ونحن نعيش في مرحلة دعم الصناعة الوطنية وتشجيع المنتج المحلي.
المطبعة الان تمثل جزء مهم من اجزاء الموسسات الحكومية وباتت تشكل حلقة مهمة من حلقات البنى التحتية الوطنية وتحتاج الى الدعم من قبل جميع الوزرات والموسسات الحكومية وغير الحكومية ومن اجل انجاح هذا المشروع الحيوي المهم والذي اصبح يرتبط بستراتيجية النهوض بالبنى التحية للبلاد، وكذلك بامكان توسيع عمل المطبعة ليكون هناك دور اوسع لمكاتب المحافظات والمكاتب الاقليمية والخارجية التابعة للشبكة الاعلام العراقي من اجل ان يكون فيها مكتب خاصة تابع للمطبعة من اجل
الترويج للمطبوعات وتشجيع الناشرين للطباعة في فيها واستثمار الامتيازات التي تتمتع بها.
المطلوب الان من ادارة الشبكة الاسراع في اكمال المراحل المتبقية من المطبعة للوصول الى طاقتها التشغيلية الكاملة وتكثيف الاعلانات عن هذه المطبعة وما تمتلكه من مواصفات عالية والتعريف بها، فهناك الكثير من الجهات ذات العلاقة وكذلك المواطنين يجهلون امكانية هذه المطبعة العملاقة ودورها في دعم الاقتصاد الوطني والثقافة الوطنية، والمطلوب ايضاً من ادارة الشبكة التوسع في عمليات التسويق من خلال تقديم عروض للوزارات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية من اجل حثهم على التعامل مع هذه المطبعة، وكذلك الحكومة مدعوة الى حث الوزرات والجهات الحكومة للتعامل مع المطبعة لانها اصبحت صرحاً وطنياً يهدف الى تقديم خدمة المواطنين وتشجيع الصناعة الوطنية وكذلك تعزيز الموارد المالية للشبكة.
من يطلع على المطبعة بشكل مباشر ويشاهد حجمها وسرعتها ودقتها في الطباعة سيعرف مدى الجهد الذي بذلك لانجازها سواء من مراحل التخطيط الى مراحل البناء انتهاء بمراحل الانجاز والعمل، اعتقد ان الجهود التي بذلت لانجاز هذه المطبعة سواء من ادارة الشبكة او من العاملين عليها يشار له بالبنان لانه يمثل انجاز وطني تحقق بالرغم من الظروف المالية الصعبة.
اضافة الى ذلك ان ادارة الشبكة وفي حفل افتتاح المطبعة اشارت الى وجود مراحل اخرى لاستكمال عمل المطبعة حتى تستطيع ان تعمل بكافة طاقتها لتضع العراق في مقدمة البلدان العربية على مستوى الطباعة والنشر وهو ما يستدعي بذل المزيد من الجهود لانجاز هذا المشروع الكبير في كافة مراحله حتى تنطلق الطباعة العراقية الى افق اوسع عربياً ودولياً.