23 ديسمبر، 2024 5:59 ص

مطار السليمانية .. والتهديد العراقي لتركيا !

مطار السليمانية .. والتهديد العراقي لتركيا !

إثرَ قرار الحكومة التركية بمنع جميع شركات الطيران في العالم بأستخدام المجال الجوي التركي لطائراتها من والى مطار السليمانية , ففي تصريحٍ له لأذاعة صوت اميركا باللغة الكردية , صرّح مدير مطار السليمانية السيد طاهر عبد الله , بأنّ < الحكومة الأتحادية > وعبر وزارة النقل , قد وجّهتْ تحذيراً شديد اللهجة الى تركيا , بأنه في حال عدم فتح الرحلات الجوية من والى مطار السليمانية , فأنها ستوقف جميع الرحلات معها في جميع المطارات العراقية .! , وقد تمّ ابلاغ السفارة التركية بذلك وفق ما ذكره مدير مطار السليمانية .

هنالك رزمة وحزمة من التساؤلات التي تتدفّق وتتهافت بغزارة حول مسألة الأنذار العراقي الى تركيا , ولعلّه من المناسب القول أنّ عدم معرفة رئاسة الوزراء مسبقاً ورئاسة مجلس النواب ووزارة الخارجية بالأنذار الموجّه من وزارة النقل , فهو صعبٌ للغاية ولكنه ليس بمستحيل .!

الأمر قد يتطلب بعض التفكيك والتشريح الإعلامي الجزئي , وليس اكثر .! , فمنَ الملاحظ أنّ القرار التركي اقتصرَ على مطار السليمانية ” وهو الأقرب للحدود الأيرانية ” ولم يشمل مطار اربيل الدولي , وهذا يعني أنّ المسألةَ لا علاقة لها بالكرد ولا بحزب PKK التركي – الكردي المسلح , ثمّ ووفقاً للمنطق ” على الأقل ” فللحكومة التركية حساباتها بهذا الشأن وربما يتعلق ذلك بأجراءاتٍ استباقية ووقائية ترتبط بالأمن القومي التركي , وقد يغدو غير ذلك ايضاً .. من المعروف ايضاً أنّ هنالك رحلات جوية يومية من مطار بغداد الى مطار اسطنبول وعلى كلا الخطوط الجوية العراقية والخطوط التركية , كما معروفٌ أنّ اعداد المسافرين العراقيين الى تركيا يفوق بعشرات المرّات او اكثر من المسافرين الأتراك القادمين الى العراق , وطالما شاهدنا طواقم المضيفات والطيارين الأتراك داخل طائرات الخطوط الجوية العراقية ! , فمن المتضررّ الأكثر .؟ , وماذا لو اصرّت حكومة تركيا على موقفها وتعاملت مع التهديد العراقي بالمثل ومنعت شركات الطيران العراقية من دخول تركيا .!

ويبدو من هشاشة التحذير العراقي وضعف صياغته وعدم دراسته مسبقاً , أنّ الجهة التي اصدرت هذا الأنذار او التحذير قد ظنّت أنّ تركيا ستضطر للأستجابة والخضوع لعدم هبوط طائراتها في المطارات العراقية , بينما توافق على هبوط الطائرات العراقية في مطارات تركيا .! ولِمَ هذا الأستخفاف بدولةٍ قوية وبكامل السيادة كتركيا وتحدّيها ايضاً .!

وإذ لا نودّ التطرّق او الأشارة الى أنّ التحذير العراقي قد يفتح الباب لإجراءاتٍ تركيّة اخرى بالضّد , ولا نشير ايضاً الى أنّ العديد من المنتجات التركية الغذائية وغير الغذائية التي يستوردها العراق منذ سنوات . كما ليس من الضرورة أن نشير أنّ تأزيم الوضع مع الحكومة التركية ليس في صالح العراق ومن عدة زوايا

ولعلّه من الطريف أن نتساءل اذا ما كان مطار السليمانية عزيزاً على وزارة النقل , فأين كانت تلك المعزّة اثناء ايقاف ومنع الحكومة الأتحادية لحركة الطيران في مطاري اربيل والسليمانية .!

والى ذلك فمن غير المستبعد أنّ القرار التركي جاءَ استجابةً لبعض المطالب الدولية او من بعض الدول الكبرى على الأقل .! , حيث كما المحنا بشكلٍ غير مباشرٍ في اعلاه أنّ المسافة القريبة للمطار آنف الذكر للحدود العراقية – الأيرانية ربما تحسّبت منها تركيا لأستغلالها لأسبابٍ عسكرية وأمنيّة مفترضة .! , وبدورنا لا نستبعد أن يكون التحذير العراقي قد جرى إملاؤه على وزارة النقل ” افتراضياً ايضاً ” .! , ولعلّه بقي أن نقول : لماذا تحذير وزارة النقل ” شديد اللهجة .! ” فهل اضحى مطار السليمانية يؤثر على الأمن القومي العراقي .!